الخميس، 14 سبتمبر 2023

 هذا الحبيب  «  ٧١ »

السيرة النبوية العطرة (( قريش في آخر محاولة فاشلة للتفاوض ، وشعب أبو طالب )) ..


__________________________

جن جنون قريش ، وجاءت بمحاولة أخيرة للتفاوض ، فكانت أفشل   المحاولات على الإطلاق .. 

ذهبوا إلى أبي طالب 

وقالوا :  يا أبا طالب ، نعطيك أجمل فتى في قريش .. [[ أجمل فتى يقصدون ، شقيق الصحابي الجليل سيف الله المسلول ( خالد بن الوليد رضي الله عنه ) .. أخوه اسمه عمارة ، وكان أجمل شاب في قريش ، وأبوه هو الوليد بن المغيرة ، أغنى رجل في قريش كما ذكرنا من قبل ]] ..

قالوا : نعطيك أجمل فتى في قريش ومعه مئتان من الإبل .. قال أبو طالب : وما المقابل ؟؟

قالوا : تسلم إلينا محمد فنضرب عنقه ، وتستريح منه قريش .. 

فغضب أبو طالب غضبا شديدا ، وصاح بهم قائلا : بئس ما تشورون به !

 أنتم تعطوني ولدكم أربيه لكم ، وأعطيكم أنا ولدي تضربون عنقه!!!

 لا والله لا يكون هذا أبداً .. 

قالوا : إذن هي الحرب بيننا ، وبينك ... 

قال لهم : فلتكن هي الحرب .. 

___________________________

لكن قريش لا تريد الحرب ؛ لأنها تعلم أنه إذا قامت بينهم حرب .. سيفني بعضهم البعض .

وانقسمت قبائل قريش بين مؤيد لأبي طالب ، ومعارض له ..

___________________________

الآن انقسمت قبائل قريش لفريقين : 

الفريق الأول {{ مع أبي جهل ، يؤيدون فكرة تسليم رسول الله صلى الله عليه وسلم  وقتله }} ..

الفريق الثاني {{ مع أبي طالب ، يؤيدون مبدأ حماية النبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يصل الفريق الأول للنبي ، حتى لا يلحق به أذى من قريش  ، وكان منهم المسلمون وغير المسلمين }} ..

___________________________

دعونا الآن نستعرض اسم نبينا صلى الله عليه وسلم بالكامل :

هو {{ محمد ... بن عبدالله ... بن عبد المطلب ... بن هاشم ... بن عبد مناف .. بن قصى .. بن كلاب .. بن مرة .. بن كعب .. بن لؤى .. بن غالب .. بن فهر .. بن مالك .. بن النضر .. بن كنانة .. بن خزيمة .. بن مدركة .. بن الياس .. بن مضر .. بن نزار .. بن معد .. بن عدنان }} .. حتى نصل  إلى سيدنا إسماعيل .. بن سيدنا إبراهيم .. بن تارح .. بن ناحور ....... حتى نصل إلى سام .. بن سيدنا نوح ....... حتى نصل إلى شيث .. بن أبو البشر آدم ،،،

___________________________

عبد مناف ، هو جد النبي الثالث .. 

عبد مناف له أربعة أبناء :

١ - {{ هاشم }}  وهو جد  النبي الثاني ..


٢ - {{ المطلب }} أخبرتكم قصته في أول جزء بالسيرة ،  عندما  أخذ شيبة الحمد ، ابن أخيه هاشم من أمه في يثرب (وذلك بعد وفاة هاشم) كى يتبناه ... فلما دخل به مكة ، اعتقد أهل مكة أن المطلب أحضر معه عبدا ، فأصبحت قريش بدلا من أن تناديه باسمه  شيبة الحمد ، أطلقت عليه عبد المطلب ..

٣ - عبد شمس .. 

٤ - نوفل .. 

___________________________

 

عبد مناف يعتبر هو { جد الهاشميين } 

وباقي عائلات قريش ، يلتقون ببعضهم البعض بالقرابة ، من أجداد أبعد بالنسب .. 

[يعني يلتقون بالجد السابع أو الثامن]

___________________________

 أبناء الهواشم هم : 

أبناء هاشم والمطلب ، أولاد العم ، وقد كانوا طوال حياتهم يد واحدة .. 


وعندما قررت قريش قتل النبي صلى الله عليه وسلم ..

 استنفر أبو طالب العشيرتين ، بأبيات شعر .. فلما سمعوا أبناء العم أبيات الشعر من  أبي طالب ، وقفوا كلهم يد واحدة في حماية النبي صلى الله عليه وسلم .. (( المسلمين منهم والكفار )) ..


أما عن أبناء العم :عبد شمس.ونوفل 

فقد وقفوا جميعا مع باقي قبائل قريش ، ضد أولاد عمهم !

___________________________

أبناء هاشم والمطلب تركوا بيوتهم جميعا ، وأغلقوها .. ثم نصبوا الخيام في شعب أبي طالب واجتمعوا يدا واحدة .. شعب أبي طالب أو شعب بنى هاشم ، هو حى فى مكة به منازل بنى هاشم .. وأصل كلمة شعب - بكسر الشين - هو ما انفرج فى الأرض بين جبلين ..

لماذا نصبوا الخيام في شعب أبي طالب ؟؟ نصبوا الخيام بالقرب من بيت أبي طالب ، ليكونوا جميعا بجانب بعضهم البعض ؛ حماية للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا معناه أنه إذا أراد أحد أن يمس محمد بسوء سنتصدى له جميعا .. تهديد ،، 

[[ شعب أبي طالب .. من ذهب منكم عمرة ، عندما تنتهي من السعي عند المروة ، وتخرج من باب المروة ، على اليمين عند الحلاقين .. هناك في تلك الساحة كان شعب أبي طالب ، فهو يقع بمحازاة أهم وأكبر الجبال فى مكة المكرمة وهو جبل أبو قبيص .

___________________________

 فماذا كان رد فعل كفار قريش ، ومعهم قبائل أبناء عم النبي صلى الله عليه وسلم عبد شمس ونوفل .. [ وطبعا أبو لهب عم النبي ، الزوج المطيع لأم جميل كان معهم ، و هو الوحيد الذي كان ضد أخيه أبي طالب وأبناء عمومته ]] .. ؟؟

 

عقدوا اجتماعًا طارئًا وعاجلاً ، بعدما رأوا من اجتماع بني عبد مناف للدفاع عن رسول الله ، وخرجوا منه في نهاية الأمر بقانون جديد .. فقد ابتكروا وسيلة جديدة لحرب أهل الإيمان ، وقرروا بالإجماع أن ينفذوا هذا القانون .. كان هذا القانون هو "المقاطعة" وتفعيل سياسة الحصار الاقتصادي لبني عبد مناف ، وإعمال سياسة التجويع الجماعي لهم سواءٌ أكانوا كفارًا أم مسلمين .. واجتمع الكفار يعملون على صياغة القانون الجديد ، هذا القانون الذي يخالف كل أعراف وتقاليد وقيم مكة السابقة ، ولا يهم أن يتغير الدستور ، طالما أن ذلك لمصلحتهم الخاصة ، وطالما أنه من عند أنفسهم .. وفي الوقت ذاته هو في أيديهم ، لكننا في شهر ذي الحجة وهو من الأشهر الحرم .. لا ضير ؟!!.. لكننا -أيضًا- في مكة البلد الحرام .. لا ضير أيضًا ؟!!.. المصالح تتقدم على الأعراف والقوانين ، فليس هناك مبدأ يُحترم ولا قانون يُعظّم ، ولا عهد يبجل  فماذا صاغوا في هذا القانون :  


١ - أن نقاطع بني هاشم وبني المطلب ، لا نزوجهم ولا نتزوج منهم .. 


٢ - ألا نجالسهم ولا نخالطهم ، ولا ندخل بيوتهم ولا نكلمهم .. ولا نقبل منهم صلحا أبدا ، ولا تأخذنا بهم رأفة ، حتى يسلموا لنا رسول الله ..


٣ - لا نبيع لهم ولا نشتري منهم ..


٤ - إذا جاء التجار إلى مكة بالسلع ، نشتري منهم بأعلى الأسعار فلا أحد يبيع لهم .. 

___________________________

 وقد صاغوا قانون العقوبات هذا في صحيفة ، ثم علقوها في جوف الكعبة ، وقد أقسموا بآلهتهم على الوفاء بها .. وبالفعل بدأ تنفيذ هذا الحصار الرهيب في أول ليلة من ليالي المحرم في السنة السابعة من البعثة ..


الأنوار المحمدية 

 صلى الله عليه وسلم

ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية