الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

عملاق التلاوة الشيخ مصطفى اسماعيل /تلاوة خارجية من سورة الحج / مدارس التلاوة


 سورة الحج


================================================================================================================================================================






الشيخ مصطفى إسماعيل.. عبقري التلاوة
فيلم وثائقي عن حياته وعشقه للقرآن الكريم
الشيخ الراحل مصطفى إسماعيل أثناء تلاوته للقرآن الكريم («الشرق الأوسط»)
القاهرة: طه علي
يوصف الشيخ الراحل مصطفى إسماعيل بأنه «عبقري التلاوة»، وذلك لحلاوة وعذوبة صوته، وتمكنه من ناصية القراءة، وترتيل القرآن الكريم بطريقه حية تجمع بين السهل الممتنع في الوقت نفسه. وعلى الرغم من وفاته في 23 ديسمبر (كانون الأول) 1978 عن عمر يناهز 73 عاما، فإن صوته لا يزال يصدح بآي الذكر الحكيم، عبر الأثير المصري والعربي والإسلامي.ولأهمية هذا الصوت، وتوثيق حياته ومسيرته في التلاوة، أعلن مسؤولو مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مصر برئاسة الدكتور فتحي صالح، قيامهم بالإعداد لإنتاج فيلم وثائقي يستعرض فيه حياة الشيخ الراحل، ومسيرته كقارئ، وشهرته على يد أستاذه الشيخ محمد رفعت الذي أدخله الإذاعة لصوته الفريد الذي كان يتميز بخصوصية شديدة.
يرجع المهندس أيمن خوري نائب مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في مصر ومخرج الفيلم، حرص المركز على توثيق حياة الشيخ الراحل إلى كونه كان صاحب صوت مميز ومحبب للآذان، مما كان دافعا لجذب القلوب بتلاوته للقرآن الكريم.
وسوف يلقي الفيلم الضوء على ميلاد الشيخ الراحل، وانطلاقته في الإذاعة المصرية ليصبح قارئ البلاط الملكي في عهد الملك فاروق، ومحافظته على تقربه من السلطة، حتى بعد قيام ثورة 1952، إلى أن أصبح القارئ المعتمد للقرآن الكريم في المناسبات الرسمية.
يأتي صدور هذا الفيلم «الوثائقي» عن الشيخ الراحل، بعد ثلاثة أعوام تقريبا من احتفال صندوق التنمية الثقافية المصري بمرور 102 عام على ميلاده، في إطار احتفائه بالمبدعين المصريين والعرب من المتميزين في شتى المجالات، بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي لهؤلاء المبدعين الذين أثروا الحياة الفكرية وساهموا في تشكيل وجدان الشعوب العربية.
ويلقي العمل المنتظر الضوء على ولادة الشيخ في 17 يونيو (حزيران) 1905 بقرية ميت غزال القريبة من مدينة طنطا في محافظة الغربية، في عائلة ثرية معروفة، وأنه في الوقت الذي كان فيه جده لا يرغب في أن يعمل حفيده بالزراعة، حيث كان أبوه فلاحا، فقد ألحقه جده بكتاب القرية عندما بلغ خمس سنوات، حتى استرعى انتباه شيخه ومحفظه الشيخ عبد الرحمن النجار بسرعة حفظه للقرآن مع حلاوة التلاوة في هذه السن المبكرة، إلى أن التحق بالمعهد الأزهري في طنطا، وارتدى الزى الأزهري وأتم دراسته على إجازة شيخه قارئا وعالما.
وكانت قريته تتميز بكثرة الكتاتيب التي يحتشد فيها الراغبون في حفظ القرآن الكريم وتجويده، فكان يتخرج في تلك الكتاتيب كل عام نحو 100 طالب يحفظون القرآن الكريم، وكان منهم من يتجه إلى الأزهر للعلم.
وقال أيمن خوري: «إن الشيخ عاش حياته الأولى وفق الظروف التي كانت سائدة آنذاك في بلدته، فكان يحفظ القرآن الكريم على ضوء (لمبة جاز نمرة خمسة)، لا يكاد يرى بضوئها حروف المصحف الشريف، وأن حفظه للقرآن الكريم كان مبكرا، حيث كان يستيقظ في الصباح الباكر ليراجع ما حفظه ثم يذهب إلى الشيخ، ويتلقى جزءا آخر ليتم حفظه، حتى أتم تلاوة وتجويد القرآن». ويتعرض الفيلم «الوثائقي» للمواقف الطريفة في حياته، عندما حل على أسرته في شهر رمضان المبارك من العام 1917، فطلب مكافأة من جده عبارة عن «طربوش وزعبوط ومركوب».
ويتعرض الفيلم إلى واقعة اعتماده كقارئ للبلاط الملكي، عندما سمع عن جمال صوته أحد أفراد البلاط الملكي، فتمت دعوته ليقرأ أمام الملك فاروق خلال شهر رمضان سنة 1944، فأعجب به أيما إعجاب، بعدها صار معتمدا في البلاط الملكي، حتى صدر له قرار ملكي بتكليفه ليكون قارئا رسميا للقصر الملكي.
ويتعرض الفيلم أيضا لحب الرئيس الراحل أنور السادات لصوته، ما تسبب في موافقته على تعيين الطبيب أحمد نعينع، قارئا برئاسة الجمهورية عندما استمع إليه عن طريق المصادفة، فوجده يقلد الشيخ مصطفى إسماعيل فأحبه السادات وعينه قارئا بمؤسسة الرئاسة.
وكانت أهم زياراته الخارجية، تلك التي رافق فيها السادات إلى مدينة القدس، لتضاف إلى جولاته الخارجية التي قرأ فيها القرآن الكريم بمساجد ميونيخ وباريس ولندن، بالإضافة إلى قراءاته في السعودية وسورية ولبنان والعراق وإندونيسيا وباكستان، وغيرها.
ويروى عنه أنه كان يتمنى أن يلقى الله، وهو يقرأ القرآن، وكان آخر ما دعا به ربه قبل وفاته بثلاثة شهور «اللهم لا تحرمني من التلاوة حتى ألقاك»، حتى تحقق له ما أراد، فكان آخر شيء فعله قبل وفاته هو تلاوة القرآن الكريم في إحدى السهرات الخارجية في مدينة دمياط. وكان يومه الأخير حينما سافر من عزبته في قرية ميت غزال الساعة التاسعة صباحا مودعا ابنته التي كانت تصطحبه هناك متجها إلى بلدة دمياط للقراءة في افتتاح جامع البحر في ذلك اليوم، وقبل أن يصل إلى دمياط كان يداعب سائقه كعادته.
ووقتها كان يقرأ آي القرآن الكريم في السيارة، ومع قراءته كان ينسى بعض الآيات القرآنية التي كان يرددها فيلتفت إلى سائقه محرم قائلا: «قل لي يا محرم إيه الآية اللي بعد الآية دي»، وبعدها طلب من السائق الرجوع إلى قريته بجوار طنطا وعند مفترق الطريق بين طنطا والمحلة الكبرى طلب منه التوجه إلى الإسكندرية، وعند دمنهور طلب من السائق التوقف لشراء بعض «ساندوتشات» الفول وأكلها مع سائقه، وكانت آخر ما أكل الشيخ في حياته، بعدها فاضت روحه إلى ربه.






















































عملاق التلاوة الشيخ مصطفى اسماعيل /تلاوة خارجية من سورة الحج / مدارس التلاوة

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية