الأحد، 24 مايو 2009

ويسعون فى الأرض فساداً

كتب عبد الرحيم ريحان : بتاريخ 24 - 5 - 2009
العبرانيون ، بنى إسرائيل ، اليهود لا تعنى شيئا واحداً فإن مصطلح عبرانى أوعبرى يضم قبائل كثيرة من الأقوام الذين ينتقلون من مكان لآخر فالإسم مأخوذ من عبر المكان وقد سميت القبيلة التى جاء منها نبى الله إبراهيم عليه السلام باسم العبرانيين وذلك من قبيل إطلاق العام على الخاص ودخلوا أرض كنعان نتيجة ثلاث هجرات غير محددة الأولى من بلاد الرافدين فى القرن 18 ق.م. وكانت معاصرة لانتشار الهكسوس والحوريون فى الساحل الشرقى للبحر المتوسط أما بنى إسرائيل فهم أبناء نبى الله يعقوب عليه السلام الذى ورد ذكره فى القرآن الكريم (ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا) مريم 58 الذين دخلوا مصر وعاشوا فيها آمنين (وقال أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين) يوسف 99 وتوالد من نسل لاوى (أحد أخوة يوسف الصديق عليه السلام) نبى الله موسى عليه السلام فهوموسى بن عمرام بن قاهات بن لاوى بن يعقوب أما اليهود فهو أحدث الأسماء حيث أطلقه الفرس عليهم حين احتلوا فلسطين 538 ق.م. وكان اليهود عناصر دخيلة فى فلسطين غير الأقوام الأصلية بها وهم العرب وابتدع اليهود فكرة شعب الله المختار وبنوا عليها مزاعمهم الدينية والسياسية والاستعمارية وقد جاء فى القرآن الكريم عن هذا الاختيار (ولقد إخترناهم على علم على العالمين وءاتيناهم من الآيات ما فيه بلاؤا مبين) الدخان 32- 33 والمقصود هنا أن الله اصطفاهم وشرفهم على علم منه على جميع الناس فى زمانهم لا على سائر الأمم ممن سبقهم أو من يأتى بعدهم ورغم هذا فإن هذا الاختيار مرتبط باختبارات من الله ليرى مدى صبرهم على بلاء الله فلو فشلوا فى هذه الاختبارات فقد انتهى الاختيار وهذا ما حدث من نفاذ صبرهم وعنادهم فى رحلة الخروج من مصر عبر سيناء مع نبى الله موسى من عبادتهم للعجل ورفض دخول الأرض المقدسة فحرمت عليهم 40 عاماً وبعد دخولها حدث منهم الإفساد الأول بقتل نبى الله زكريا ويحيى وانتهاك المحارم وعبادة عدة آلهة من دون الله الواحد حينئذ انتهى الاختيار والتفضيل وسلط الله عليهم سرجون الثانى الملك الآشورى عام 721 ق.م. الذى استولى على مملكة السامرة فى الشمال وشتت أسباطها (قبائلها) العشرة ولم يبقى إلا سبطين بأورشليم سلط الله عليهم بختنصر (نبوخذ نصّر) ملك بابل الذى انقض عليهم فى أورشليم 586 ق.م. وقضى على باقى أسباطها وأحرق التوراة وحملهم سبايا إلى بابل وعادوا من بابل على يد الملك الفارسى كورش 538 ق.م. وطوال ما يقرب من ستة قرون منذ العودة وحتى تشتيتهم لم يشهدوا نوعاً من الاستقرار فى تلك الرقعة الضئيلة التى آلت إليهم من أرض فلسطين وكانوا دائماً تبعاً للدولة الغالبة (وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) المائدة 64 وهكذا كان الله لهم بالمرصاد فكلما عادوا لإفساد (وما يحدث الآن هو إفسادهم الثانى) عاد سبحانه وتعالى إلى انتقام (عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) الإسراء 8

مدير منطقة آثار نويبع
باحث دكتوراه فى الآثار الإسلامية

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية