الأربعاء، 23 يوليو 2008

مصطفي الفقي: فصلوني من الرئاسة بسبب قضية لوسي أرتين


لوسي كانت بتكلمني في التليفون أنا والمشير.. لكن ماكنش بيني وبينها حاجة
كتب: خالد وربي
قال الدكتور مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، إنه أكثر واحد تم فصله من مواقع مختلفة، وهذا الكلام عليه محاذير كثيرة، وأضاف، في لقائه بأعضاء نادي روتاري مصر الجديدة أمس الأول: كان فصلي من الرئاسة بسبب قضية لوسي أرتين، أيوة كانت بتكلمني في التليفون، وكانت بتكلم المشير، لا أنكر، وهو خطأ إداري بحت، لكن ماكنشي فيه بيني وبينها حاجة، وتم فصلي من لجنة مصر والعالم بالحزب الوطني لأني رفضت زيارة إسرائيل، عندما تم تكليفي بذلك في عام 2004، كما أنني فصلت من المجلس القومي للمرأة، أي أنني لست الطفل المدلل للنظام، الذي يجلس علي حجر الرئاسة، وأنا مش قاعد في الضلمة باسبّح بحمد النظام علشان أقول «ليس في الإمكان أبدع مما كان»، وقال إن مراكز القوي في مصر الآن تبحث عن مصالحها، وإن مصر تستحق مكانة أفضل مما هي عليه، فنحن لدينا مشكلتان، الأولي هي تشابك الدين والسياسة، وتوظيف الدين من أجل تحقيق أهداف سياسية، والسياسة تختلف عن الدين، فالسياسة تعني «الجنس والنصب والتفاوض والسرقة والانحراف»، وأضاف: «لو حضرت أي خطبة جمعة هيجيلك توتر، حيث التركيز علي آيات الوعيد والتخويف، والخطيب «بيشتم المصلين» وكأن الإسلام جهامة.
وحول دور مصر في المنطقة قال الفقي: «إن دورها متراجع بقرار مصري، تستطيع غدا أن تعيده، وممكن أن تتدخل مع إيران، وتحدثها عن برنامجها النووي، وتقول لها أنا من المعلمين الكبار في المنطقة، وكان يمكن التدخل لحل قضية دارفور، إذا كنا نبحث عن دور، لكننا نقول إن ظروفنا صعبة وعندنا ضغوط داخلية، واقتصادنا منهار، رغم أن الدور هو الذي يأتي بالاقتصاد، لكن مصر تقوم علي معادلة «بيع السياسة واشتري الاقتصاد»، فعندما نتحدث مع أمريكا نرغب في المعونة، رغم أننا بدون لعب دور سياسي في المنطقة لا نساوي شيئا.
وردا علي سؤال حول محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية قال: إن المحكمة الجنائية الدولية تكيل بمكيالين، وهناك مخطط لإرهاق الأنظمة في المنطقة، وتقسيم الدول، بما فيها النوبة المصرية، فنحن أمام محاولة خبيثة لفرض وضع علي السودان لقبول الأمر الواقع، لأنهم يعرفون أن المستقبل في السودان، التي بها سلة غذاء العالم كله، ويورانيوم بدارفور.
وقال الفقي: إن القذافي قال إن مدينة الإسكندرية تابعة له، والبحيرة أيضا، واحنا بنسيبه، ولا يجب أن نأخذ علي كلامه، ويذكر لمبارك أنه استطاع ترويض النظام الليبي، والرجل بنحترمه وبيحترمنا، وخلينا في حالنا، وهو في حاله، لأنه سبق أن لغّم قناة السويس.
وحول علاقة إيران بأمريكا قال: إن العلاقة بينهما تقترب، ومافيش حاجة اسمها مبادئ وقيم، فيه مصالح، والبعض في مصر يعتقد أن إيران دول شوية مشايخ وملالي قاعدين في الجوامع، بيسبحوا ويريلوا وهذا غير صحيح، فقد ذهبت إلي إيران، ووجدت أنها «دولة عصرية ومرقعين وبراجماتيين وواقعيين، عندهم أعلي دبلوماسية في المنطقة، وأقوي برنامج تنظيم أسرة في العالم الإسلامي وثاني أفضل سينما في آسيا بعد الهند، ولديهم المرأة قاعدة مزحلقة البتاع، والحجاب بيكون ملون، ومدلعين قوي، وطول النهار قاعدين بيشدوا شيشة علي القهاوي، وبيرشحوا رئيس الجمهورية.. التوابيت دي موجودة عندنا في مصر بس».
وأضاف: «الرئيس مبارك حريص علي استعادة العلاقات مع إيران، كما أن حجم مصر في العقل الإيراني ضخم جدا، ووزارة الخارجية المصرية كانت علي وشك إصدار بيان باستعادة العلاقات مع إيران، لكنه تم التراجع في الدقائق الأخيرة بسبب تصريحات مستفزة من هناك، كنا قاعدين في مؤتمر كبير، وطلع المرشد بتاعهم وقال إن حزب الله استعاد الأرض اللبنانية دون أن يوقع علي اتفاق مع إسرائيل ولم يفعل مثلما فعل السادات، وخبط السادات كلمتين دون مبرر».
ووصف الفقي المسئولين في إيران بأن لديهم جليطة وسخافة، وأن إيران تقوم بأنشطة شيعية في سوريا ووزعوا منشورات في الأزهر.
ولفت إلي أن التاريخ أحيانا يكون حكمه غير عادل، ووصف العصر الملكي بأنه كان حافلا بالإنجازات، مثل إنشاء الجامعات، ومن يقول غير ذلك «يبقي كذاب» وفاروق لم يكن خائنا، وفؤاد غير شكل مصر تماما، وإسماعيل باشا جعل مصر قطعة من أوروبا، وكان من أشد أعداء الإنجليز، والأميرات كانت لهن خدمات اجتماعية في بناء المستشفيات، والمدارس، والرئيس جمال عبد الناصر كان قامة قومية، وإن أدي إلي الاحتلال، وأنه مات كالأسد الجريح، مهزوما، وبلده محتل وكان عرابي يبصق عليه الناس، وهو جالس علي القهوة ويعتبرونه جاء بالاحتلال، رغم أنه أول فلاح يقول لا للسلطة، ومحمد علي باشا مات مجنونا، وكانوا يحبسونه في «أوضة» بعد اتفاقية 1840، وأنور السادات تاني عقلية صاحبة رؤية بعد محمد علي، وهو رجل دولة بكل المعايير.
وأضاف: «هذه الزيادة السكانية مع الفقر، تنذر بثورة جياع، فنحن عندنا 4 ملايين طفل في الشوارع، وهؤلاء هم مستودع الجريمة في المستقبل، لأن الفقر هو الخطر الحقيقي الذي يهدد مصر، فالقاهرة محاطة بـ 7 ملايين عشوائي، لو غضبوا بالليل سيهددون الأغنياء بغطيان الحلل والشوك والسكاكين، لأن العدالة الاجتماعية مفقودة وهناك تفاوت طبقي فاضح، وهناك أشخاص لديهم قوة شرائية لا محدودة، ومدخرات المصريين في الخارج من 60 إلي 80 مليار دولار، مما جعلهم في دول الخليج يقولون إننا أغني بلد في العالم العربي وليس هم، لكن الغني في مصر غني أفراد، وليس غني دولة.
وقال: لدينا نظام تعليمي من أسوأ الأنظمة التعليمية في العالم بعد أن كنا نقود المنطقة العربية في هذا المجال، أصبحت هناك دول عربية لا تعترف بالشهادات المصرية، ولدينا 24 لواء شرطة في مصر دخلوا مجلس الشعب باسم فلاح، وعندما سألتهم عن السبب قالوا إنهم عندما خرجوا علي المعاش اشتروا حيازة زراعية وغيروا صفتهم لفلاح.
وتابع قائلا: إن الدولة قوية فقط في الأمن السياسي، والدليل الجرائم التي بدأت تنتشر، والرئيس نفسه يردد كثيرا من الكلام الذي أقوله، المشكلة أننا ليس لدينا تصور، ونفكر يوما بيومه، ولا نواصل أي مشروع، ولا نكمل أي فكرة، وقد يكون هناك خلل في الحياة السياسية، لكن بالمقارنة بالهندي العاكف علي عمله ويأكل أكلا بسيطا نجد المصري غير منتج ومدلل ويعيش حياة مترفة، ولا يتحمل المسئولية ويستهلك أكثر مما ينتج.
وأضاف مازالت لدينا مؤسسات قوية ولدينا مؤسسة دبلوماسية الأكبر في المنطقة، ولدينا نظام شرطة هو صاحب القبضة الحديدية في المنطقة كلها «بيقدر يطلع الحرامي ولو مالاقهوش بيعمله في دقيقة واحدة»، وداعب الفقي الصحفيين في نهاية اللقاء قائلا اكتبوا أنني من أشد الداعمين للرئيس مبارك وأنني أشدت به، وبالنظام الحالي واكتبوا أنني «حييت جمال مبارك»

الزواج بين السلطة ورأس المال يساوى الفساد

مطالبا فتح باب القبول بالمعاهد الأزهرية للأقباط.. الفقي: الأمن المصري الوحيد بالشرق الأوسط الذي يستطيع القبض على اللص وإن لم يجده يصنعه

شن الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب هجوما حادا على المؤسسات المختلفة في مصر ، وعلى رأسها المؤسسة الأمنية التى وصفه بأنها "المؤسسة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تستطيع القبض على اللص ، وإن لم تجده تصنعه" .
وانتقد الفقي في الندوة التي نظمها " نادى روتارى مصر الجديدة " الأزهر الشريف وخطباء المساجد ، مؤكدا أنهم يشتمون المصلين ويصدرون لهم آيات الترهيب والوعيد وجعلوا من الإسلام " جهامة " ، على حد تعبيره .
وشدد على أنهم يلعبون بالدين ، إذ يؤكدون في بعض الأوقات أن النصارى أقرب مودة للمسلمين ، بينما يقولون في أحيان أخرى إنه لن يرضى عنك اليهود أو النصارى ، مشيرا إلى وجود خلل كبير لدى رجال الأزهر الذين لا يعرفون التحدث بلغة أجنبية باستثناء وزير الأوقاف فقط ، بسبب تغلغل المنهج الوهابي الذي وصفه بأنه الأخطر على مصر.
وقال الفقي إن المعاهد الأزهرية التي وصلت اليوم إلى 10 آلاف معهد لا تقبل أي قبطي للالتحاق بها، رغم أنَّ الأقباط هم من أدخلوا التعليم إلى مصر ولم يمنعوا المسلمين من الالتحاق معهم ، مطالبا بغلق المعاهد الدينية التي اعتبرها أبوابا خلفية للتعليم في مصر ، ولا تخرج متعلمين بشكل حقيقي .
وأضاف أن الطالب الذي يظل طوال سنوات دراسته حتى المرحلة الجامعية لا يرى قبطيا سيصبح مشروعا إرهابيا ، معتبرا أن حل هذه الإشكالية لن يتأتى إلا عبر إقرار القانون الموحد لدور العبادة وحصول الأقباط على المناصب العليا مثل المسلمين . وتساءل الفقي بتهكم عما إذا كان لا يوجد في مصر أى أستاذ جامعي قبطي يصلح لأن يصبح رئيس جامعة ، مشيرا إلى أن تعيينات رؤساء الجامعات في المرتين الأخيرتين لم تتضمن اسم أى قبطي.
وأشار إلى أن مصر تعود إلى الخلف رغم أنها كانت مصدر الثقافات والحضارات ، بينما أضحت اليوم غير قادرة على التحرك للأمام ـ ولو خطوات قليلة ـ رغم ما تملكه من موارد طبيعية كبيرة .
واعتبر أن الجماعات الدينية تمثل الخطر الحقيقي على البلاد ، بعد أن اقتحمت ميدان اللعبة السياسية وأوجدت اشتباكا بين الدين والسياسية ، لأنَ ذلك يغير تركيبة المجتمع ويأخذ عقودا طويلة للعلاج ، بعكس الفساد الذي يمكن معالجته خلال فترة من ثلاث إلى خمس سنوات .
وأكد أن خلط الدين بالسياسة وتوظيف الدين لخدمة أغراض شخصية مثل خلط المياه بالزيت ، وبالتالي خرجت عبارات التكفير والحرام والحلال والفتاوى الفردية ، لافتا إلى أنه شعر بالخجل الشديد خلال زيارته للندن حين تفجرت فتوى إرضاع الكبير .

وطالب الفقي بإصلاح منظومة التعليم في مصر ، مشيرا إلى أن بعض الدول العربية لا تعترف بشهاداتنا الجامعية ، وبخاصة شهادة جامعة الأزهر التي ترفض دولة الإمارات الشقيقة الاعتراف بها .
وأكد على ضرورة رفع العقلية التي لا تستطيع العمل بشكل جماعي وأصبحت عقلية استسلامية ، ومواجهة الفساد وتقليل التفاوت الطبقي ، لافتا إلى أن ما بين 60 و80 مليار دولار من أموال مصر مودعة في بنوك خارجية ويملكها رجال أعمال مصريون ، وأن هناك ما بين 7و8 مليارات جنيه تنفق على الدروس الخصوصية سنويا .
وأعرب الفقي عن حزنه من التحايل والفساد الذي أصبح كبير ، لدرجة أن 24 لواء شرطه رشحوا نفسهم ضمن نسبة الـ50 % عمال وفلاحين تحت اسم فلاح ، مطالبا بضرورة النظر إلى هذه النسبة بشكل جديد والنظر إلى عملية تحديد النسل بشكل واقعي ، وخاصة بعد أن تحولت مصر إلى بلد استهلاكي غير منتج ، مدللا على ذلك بمشروع توشكي الذي يستهلك أكثر مما ينتج.
ورأى الفقي أن مصر تعانى من أزمتين مهمتين هما نقص العمالة المدربة مع ارتفاع نسبة البطالة ، مطالبا بخفض نسبة التعليم الجامعي لأن مصر تعد الدولة الوحيدة في العالم التي يتخرج منها كل هذا الكم من حاملي الشهادات الجامعية دون مستوى حقيقي من الكفاءة ، وبالتالي فإن الشهادات الجامعية لم تعد تمثل سوى واجهة اجتماعية ، بل إنه إذا طلب فراش في أى مكان فسيتقدم 700 شخص من حاملي الشهادات الجامعية التي أصبحت تزين الصالونات.
وقال الفقي إن المؤسسات التعليمية في مصر تعمل منفصلة عن بعضها البعض ، فالتعليم العالي يعمل بعيدا عن التعليم العادي ، حيث يرغب مسئولو الأول في خفض نسبة المقبولين بالجامعات دون تنسيق بين المؤسسات في أعداد المقبولين من المراحل الثانوية ، وتحمل الرئيس وحده عاتق تغيير كل شيء ، وعندما ظهر جمال مبارك أصبح كل تعديل يحوله الجميع إلى قضية التوريث ، مما أدى إلى انعدام الثقة بين الناس والنظام .
وانتقد الفقي بشدة عمل رجال الأعمال في مناصب الوزراء وكقيادات بالحزب ، مشيرا إلى أن الزواج بين السلطة ورأس المال يساوى الفساد والزواج بين السياسة بالدين يساوى التطرف ، مطالبا رجال الأعمال بالالتفات إلى أعمالهم الخاصة وترك المجال السياسي حتى لا ينتشر الفساد

قالت إنه أعطاهم "قبلة الحياة" ومع ذلك عاملوه باستعلاء.. "الجماعة الإسلامية": "الإخوان" نفذوا حادثة المنشية وقطب خطط للإطاحة بعبد الناصر


قالت إنه أعطاهم "قبلة الحياة" ومع ذلك عاملوه باستعلاء.. "الجماعة الإسلامية": "الإخوان" نفذوا حادثة المنشية وقطب خطط للإطاحة بعبد الناصر


ألقت "الجماعة الإسلامية" باللائمة على جماعة "الإخوان المسلمين" في صدامها الشهير مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، مرجعة ذلك إلى صراعها معه للاستئثار بالسلطة، بعد الإطاحة بحكم أسرة محمد علي يد "الضباط الأحرار" في 23 يوليو 1952م، "اعتقادًا منها أنها الأجدر بالحكم"، مؤكدة ضلوع "النظام الخاص" في محاولة اغتياله في "حادثة المنشية" عام 1954م، والتخطيط بعد عدة أعوام من تلك الحادثة لمحاولة انقلاب جديدة، بقيادة سيد قطب، لكن المحاولة أحبطت في مهدها، بعد إلقاء القبض على أفراد التنظيم المسلح في عام 1965م.
غير أنها لم تعق عبد الناصر التي ترى أنه له كثير من الإيجابيات من ارتكاب أخطاء "لا تعد ولا تحصى" بحق "الإخوان"، من خلال التعامل بأسلوب العصابات قتلاًً وتعذيبًا وسحلاًً وحرمانهم من كافة الحقوق، والتورط في أفظع انتهاكات حقوق الإنسان شهدها العصر الحديث، رسخت سياسة التعذيب واسعة النطاق للإسلاميين، واستخدام المحاكم العسكرية، وقمع واضطهاد الإسلاميين، مقابل إطلاق يد المعادين للدين في مؤسسات الدولة وخاصة الإعلامية.
الشهادة التي سجلها الدكتور ناجح إبراهيم مُنظِّر "الجماعة الإسلامية" بمناسبة مرور 56 عامًا على ثورة يوليو، رصدت الكثير من الوقائع في تلك الحقبة الزمنية الأهم في تاريخ مصر؛ لعل أبرزها أن "الإخوان" كانوا ينظرون إلى عبد الناصر باستعلاء شديد، ويكنون له الكراهية رغم أنه أعطاهم "قبلة الحياة"– على حد تعبيره– بإلغائه الحظر الذي فرضه الملك فاروق على الجماعة.
ما يعطي تلك الشهادة أهمية عن غيرها، أن أحداثها وشخصياتها جاءت استنادًا إلى روايات صناع الأحداث في مصر ممن زُج بهم في السجون من الإسلاميين وغيرهم، ممن عاشوا فترة الأربعينات والخمسينات والستينات، وسجلت على ألسنة هؤلاء تلك المعلومات التاريخية، التي من شأنها أن تدفع الكثير من الإسلاميين إلى التفكير في وجهة نظرهم حيال الخلاف بين عبد الناصر و"الإخوان".
ناجح يستهل شهادته مؤكدًا أن الرئيس عبد الناصر لم تكن له خصومة مع "الإخوان" من قبل، بل إنه حل كل الأحزاب والتنظيمات السياسية، وأعاد الجماعة لمشروعيتها القانونية، وبهذا أعطاها "قبلة الحياة" من جديد بعد سنوات عصيبة، وأن أصل الخلاف بينهما هو اعتقاد كل منهما أنه الأجدر والأحق بالسلطة والحكم في مصر.
ويقول إن عبد الناصر ورفقاءه كانوا يرون أنهم الأجدر بالسلطة والحكم، باعتبار أنهم غامروا بحياتهم لإنجاح الثورة، ولأن الإنجليز لن يسمحوا لـ "الإخوان" بحكم مصر، بينما كان "الإخوان" ينظرون إلى أنفسهم على أنهم القوة الرئيسية التي وقفت مع الثورة، وهم الأجدر بالحكم والسلطة، لكونهم أصحاب فكرة قيامها، وأن عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وغيرهما كانوا ضمن المبايعين على المصحف والسيف، واعتقادًا منهم بأن هؤلاء الضباط صغار لا يصلحون للحكم.
وأشار إلى أن الخلاف بين الجانبين ظل يتطور إلى أن وصل إلى ذروته، عندما حاول "الإخوان" ممثلون في "النظام الخاص" اغتيال عبد الناصر أثناء إلقائه خطابًا في ميدان المنشية بالإسكندرية في 26 أكتوبر 1954، والتي رد عليها بكل قوة وقسوة وأعدم ستة من قادة الجماعة والنظام الخاص، وهي الحادثة التي ينفيها "الإخوان" ويتهمون عبد الناصر بتلفيقها لهم بغرض تشويه صورتهم
ناجح وإن كان يبرئ مرشد "الإخوان" آنذاك المستشار حسن الهضيبي من التخطيط لتلك المحاولة، بسبب كراهيته الشديدة للعنف، وخلافه مع أجنحة كثيرة في النظام الخاص، إلا أن أخذ عليه "تكبره الشديد" على عبد الناصر، لأنه كان يرى أن الملك أفضل منه، ويعتبر الانقلاب عليه أمرًا سيئًا.
إلى جانب محاولة الاغتيال هذه، يؤكد مُنظَّر "الجماعة الإسلامية" أن الشيخ سيد قطب خطط بالفعل للإطاحة بنظام عبد الناصر، لكنه هذا المخطط أحبط في بدايته، بعد إلقاء القبض على التنظيم المسلح في بداية تكوينه وتسليحه عام 1965م، إلا أنه تم تضخيمه من قبل عبد الحكيم عامر وآخرين، لمحاولة كسب ثقة عبد الناصر، عبر إيهامه بوجود خطر عليه، والتأكيد على أنهم حماته الحقيقيين.
إلا أن ناجح مع ذلك اتهم عبد الناصر بالتورط في ارتكاب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان من خلال شن حملات واسعة في صفوف "الإخوان" والمتعاطفين معهم، وتعذيبهم وقتلهم في السجن الحربي، ومحاكمتهم أمام محاكم عسكرية في محاكمتي عامي 1954م و1965م، والتأسيس لسياسة التعذيب واسعة النطاق للإسلاميين.
وأشار إلى أن عبد الناصر ومن حوله استغلوا هذا الخلاف بعد ذلك للتضييق على الدعوة الإسلامية، وإشاعة الأفكار المناهضة للإسلام، وتعيين المعادين للفكرة الإسلامية في مواقع ذات العلاقة بالتوجيه والإعلام والتثقيف، ليرسخوا العداوة الحقيقية بين الدولة والإسلام نفسه، على حد قول

الخميس، 17 يوليو 2008

قانون الطفل

مفاجأة غير متوقعة.. مدير الإدارة العامة لمباحث الأحداث يعترض على تعديلات قانون الطفل ويحذر من شيوع الزنا والفاحشة بالمجتمع

وجه اللواء شريف صقر مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة لمباحث الأحداث عن انتقادات للتعديلات التي أدخلت على قانون الطفل وأقرها مجلس الشعب قبل نهاية دورته البرلمانية، محذرا من أن عددا من بنود تلك التعديلات ستلحق ضررا بأمن وسلامة المجتمع المصري.
تصريحات المسئول الأمني وردت بمجلة "روز اليوسف" في عددها الأخير بتاريخ 11/7/ 2008 جاءت تحت عنوان مثير للانتباه، يقول: "تحذير من العواقب الوخيمة لقانون الطفل على الأمن العام، توقع زيادة معدلات الجريمة وانتشار العلاقات غير الشرعية والعزوف عن تسجيل الفتيات". وتوقع اللواء شريف صقر أن تؤدي تلك التعديلات التي أثارت جدلا واسعا عند مناقشتها إلى مضاعفة معدلات الجريمة في مصر بل ستصل إلى إباحة الزنا والحمل سفاحا، واعتبرها تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية وسيكون لها تأثير على الاستقرار المجتمعي.
وحذر من "الخطورة البالغة" لخطوة رفع سن الطفولة إلى 18 عاما بدلا من 7 أعوام، قائلا: إن هذا الأمر لا يتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعنا، لأن الطفل البالغ من العمر 10 أعوام في محافظات الصعيد يحمل سلاحا ناريا ويكلف بالأخذ بالثأر.
وأشار إلى أنه مع إدخال التعديلات الأخيرة على القانون، لن يتم توقيع أية عقوبة على الطفل الجاني قبل بلوغه سن الـ 18 عاما، وستنتفي عنه المسئولية الجنائية أيا كانت الجريمة التي ارتكبها ويتم إخلاء سبيله ليكرر ذات الجريمة، مؤكدا أن هذا الأمر من شأنه تهديد أمن وسلامة المجتمع والإخلال باستقراره.
وتوقع في ضوء هذا أن يلجأ الكثير من تجار المخدرات إلى استغلال هؤلاء الأحداث صغار السن في الترويج لتجارتهم وتوزيع بضاعتهم، كما أنه يصعب إدانة التاجر الذي يقوم باستغلال هؤلاء حتى إن ارشد عنه الأحداث نظرا لعدم ضبطه متلبسا بحيازته للمخدرات، ولأنه ببساطة شديدة يمكنه إنكار صلته بذلك الطفل، حتى وإن تمكنت تحريات الشرطة والمباحث من إثبات وجود صلة بينهما، فإن العقوبة التي ستوقع على التاجر ستكون مخففة نظرا لانتفاء عنصر التلبس.
بالإضافة إلى ذلك، قال مساعد وزير الداخلية، إن الجريمة التي سيرتكبها طفل في الـ 18 من العمر ستكون أكثر تنظيما من الجريمة التي يرتكبها طفل لم يبلغ الــ 7 أعوام وبالتالي فلا جدال في حقيقة زيادة معدل الجريمة مع هذا القانون.
وأكد أنه عندما كان مسئولا عن دور الرعاية والتربية بالجيزة وأحضر له أحد ضباط المباحث
حدثا يبلغ من العمر 11 عاما لإيداعه وكان يعامله بقسوة، وعندما استفسر منه عن سبب معاملته له بذلك الأسلوب أجابه قائلا: إن هذا الطفل أوقف شارعا بأكمله وسيطر عليه وقطع الطريق على المارة واستولى على ما معهم من نقود بواسطة تهديدهم بالسنج والمطاوي، ما جعله يتساءل: كيف يتم معاقبة أمثال هؤلاء الأحداث بعد أن حماهم القانون الجديد.
وأبدى اعتراضه أيضا على إعطاء الأم الحق في استخراج شهادة ميلاد لطفلها ونسبه لها إذا كان هذا الطفل نتاجا لعلاقة غير شرعية، مشيرا إلي أنه قبل تعديل القانون كانت الأم التي تنجب طفلا سفاحا لا تجرؤ علي الذهاب لمكتب الصحة لقيد المولود، لأن القانون لا يسمح لها بذلك، بالإضافة لخوفها من الفضيحة وكانت تضطر إلى التخلص من مولودها عن طريق إلقاؤه أمام احد المساجد أو ملاجئ الأيتام .
وتابع قائلا: وحتى إذا كان المولود شرعيا فالأب هو الذي يقوم بقيده واستخراج شهادة ميلاده، فالأم التي تنجب عن طريق علاقة غير شرعية وتعطيها التعديلات الحق القانوني في أن تتوجه لمكتب الصحة وتقيد طفلها باسمها دون ذكر اسم الأبـ فإن منحها هذا الحق لاشك أنه سوف يشجع على ارتكاب جريمة الزنا والحمل سفاحا.
ورفض كذلك رفع سن الحد الأدنى للزواج لـ 18، "لأنه يتنافى مع ما يحدث في المجتمعات الريفية وقرى الصعيد، فالفتاة تتزوج في سن 13 او14 عاما، وإذا بلغت من العمر 18 عاما ولم تكن متزوجة تعتبر عندهم "بارت"، وسوف يؤدى ذلك القانون إلى تراجع تسجيل المواليد".
وعن تجريم عمليات ختان الإناث، قال مساعد وزير الداخلية إنه لا جدوى من التعرض لهذه القضية مرة أخرى في قانون الطفل، بعد أن تم تجريمه بالفعل في قانون سابق، ووصف ذلك بأنه يعد تحصيل حاصل!
يذكر أن قانون الطفل أثار احتجاجات العديد من علماء الأزهر، ومنهم الدكتور محمد عبد المنعم البري الرئيس السابق لجبهة علماء الأزهر والدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتور احمد طه ريان الأستاذ بجامعة الأزهر، إلى جانب العشرات من نواب مجلس الشعب الذين رفضوا تعديلات قانون الطفل أثناء مناقشتها في المجلس لم تفلح في إيقاف إقرار تلك التعديلات التي كشفت وثائق أمريكية عن مشاركة كنيسة تبشيرية أمريكية كبري لها فروع في عدد من دول المنطقة بالوقوف وراء عدد من البنود التي تم إدخالها.

عمل المرأة


قالت إن الاختلاء بالمرأة "ليس محرمًا" على إطلاقه.. دار الإفتاء تؤيد موقف "الإخوان" الرافض لانتخاب المرأة رئيسًا للجمهورية وتجيز عملها وكيل نيابة

شاطرت "دار الإفتاء"، "الإخوان المسلمين" ضمنًا في موقفهم – المثير للجدل- من مسألة ترشح المرأة لمنصب رئيس الجمهورية، من خلال فتوى أكدت فيها عدم جواز المرأة تولي منصب رئيس الدولة، وقصر تولي هذا المنصب على الرجل، وهو ما يتناقض مع آراء بعض العلماء الذين أجازوا تولي المرأة منصب رئيس الجمهورية، وأبرزهم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وأكدت، أن مبادئ الشريعة لا تمانع في أن تتمتع المرأة بالحقوق السياسية بمفهومها الشائع، مثل حق الانتخاب والترشيح وتولي الوظائف العامة، "ما عدا وظيفة رئيس الدولة فإنه لا يجوز للمرأة أن تكون رئيسًا للدولة، لأن من سلطاته إمامة المسلمين في الصلاة شرعًا وهي لا تكون إلا للرجال".
وأجازت للمرأة المشاركة في الحياة العامة اجتماعية كانت أو سياسية، طالما كانت هذه المشاركة في حدود الآداب الشرعية، ولم تؤد إلى إهمال في حقوق بيتها وأسرتها، تصديقًا لقوله تعالى: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ﴾ [التوبة: 71]، كما أن لها أن تتولى جميع المناصب الاجتماعية في الوزارات المختلفة طالما كانت هذه الوظائف تتفق مع طبيعتها واختارها ولي الأمر لذلك.
كما أباحت لها العمل قاضية، متفقة بذلك مع رأي الدولة من هذه المسألة، التي أثارت اعتراض شيوخ القضاة، مع صدور قرار من مجلس القضاء المصري الأعلى في الثاني من أبريل 2007 بتقلد المرأة المصرية منصة القضاء، باعتباره من وجهة نظرهم مخالفا لتعاليم الدين والشريعة ولا يتسق مع تقاليد المجتمع.
واستندت "دار الإفتاء" في ذلك إلى ما قاله ابن جرير الطبري من أنه لا يشترط الذكورة في ولاية القضاء؛ لأن المرأة يجوز أن تكون مفتية فيجوز أن تكون قاضية، بينما أجاز أبو حنيفة توليتها القضاء في غير الحدود؛ قياس على جواز شهادتها في غير الحدود، فيما يشترط جمهور الفقهاء في القاضي الذكورة لقوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [النساء: 34].
وجاء ذلك في سياق الرد على سؤال موجه إليها من امرأة تعمل وكيلة للنيابة الإدارية حول مدى جواز عملها، وطبيعة عملها التي تستدعي في بعض الأحيان التحقيق مع رجال والأبواب مغلقة، وكذا مسألة الترشح لتولي منصب القضاء.
وأجابت قائلة، إن للمرأة أن تعمل وكيلاً للنيابة الإدارية ما دامت أهلاً لذلك، طالما أنها تستطيع التوفيق بين العمل في هذه الوظيفة وبين حق زوجها وأولادها، وأصحاب الحقوق عليها إن وُجِدُوا، وطالما كان ذلك في إطار أحكام الإسلام الأخلاقية بعيدًا عن السفور والتبرج والخلوة غير الشرعية؛ فعملها هذا يكون من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي في إقرار النظام العام، والأخذ على يد الفساد والمفسدين.
وأشارت إلى أنه ليس هناك مانع من الأعمال التي قد تقتضي طبيعتُها وجود الرجل مع المرأة في مكان واحد إذا أُمنت الريبة وانتفت الخلوة، وأما مجرد وجود الرجال مع النساء في مكان واحد فليس حرامًا في نفسه، بل المحرم هو أن ينفرد الرجل مع المرأة في مكان بحيث لا يمكن الدخول عليهما.
وأوضحت، أنه ليس كل انفراد واختلاء يُعد خلوة محرمة؛ فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أنَس بن مالك رضي الله عنه قال: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَخَلاَ بِهَا، فَقَالَ: «وَاللهِ إِنَّكُنَّ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ»، وفي بعض الروايات: "فَخَلا بِهَا فِي بَعْض الطُّرُق أَوْ فِي بَعْض السِّكَك"، وبوَّب الإمام البخاري على ذلك بقوله: (باب مَا يَجُوزُ أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِالمَرْأَةِ عِنْدَ النَّاسِ).

الاثنين، 7 يوليو 2008

سفينة نوح




فُلك نوح في تركيا وحقائقها الثمانية


صورة لمكان السفينة على جبل الجودي في تركيا

* بخلاف سابقيه من الكتب، تحدى القرآن الكريم بالإبقاء على سفينة نوح، وأن ذلك يعد آيةً من آيات الله، فقد قال تعالى: { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) } [ القمر ].

سياق الآيات لا يحمل لبسًا أن الضمير في: { تَرَكْنَاهَا } يعود إلى السفينة فهي ذات الألواح والدسر، وهي التي جرت بأعين الله { جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ }.

* التفاسير

أغلب التفاسير فسرت الضمير في كلمة: { تَرَكْنَاهَا } المذكورة في الفقرة القرآنية السابقة على أنه يعود إلى السفينة، وذكروا ذلك نقلًا عن قتادة بأن الله تعالى أبقاها حتى رآها صدر الأمة الإسلامية، نجد ذلك في تفسير ابن كثير والطبري وغيرهما، الحق أن من هذه التفاسير ما رأى أن الضمير عائد على القصة نفسها والعبرة منها، مثل تفسير "في ظلال القرآن "، ومنها ما ذكر أن الضمير قد يعود على السفينة أو القصة أو جنس السفن؛ أي أبقى الله جنس السفن من بعد سفينة نوح تحمل الناس حتى يومنا، الرأي الأخير ذكره الألوسي وغيره.

أما أجمل ما كتب في هذا الأمر فنجده في تفسير " التحرير والتنوير " لابن عاشور الذي ذكر أن: " ضمير المؤنث - في كلمة { تَرَكْنَاهَا } - عائد إلى {ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}، أي السفينة. والترك كناية عن الإِبقاء وعدم الإِزالة "، ثم استشهد بقوله تعالى: {وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً} في سورة الذاريات ( 37 ) حيث عبر القرآن عن الإبقاء على بقايا قرى لوط الهالكة بالترك. ولقد أكد القرآن الكريم ذلك في موضع آخر: {وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: 35 ]. يقصد قوم لوط أيضاً، ولقد ثبت بقاء بعض من قرى لوط، ولقد أكد القرآن الكريم أن الإبقاء والترك هنا لسفينة نوح في موضع آخر: { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ } [ العنكبوت: 15 ]. أي جعلنا السفينة وبقاءها معجزة يراها الناس.

* تحدي القرآن الكريم بالإبقاء على سفينة نوح يذكرنا بتحديه بالإبقاء على جسد فرعون موسى: { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً } [ يونس: 92]. وها نحن نجد جسده حتى اليوم.

اكتشاف السفينة:

• ولقد تم بالفعل اكتشاف بقايا سفينة نوح وطابعها – كما تنبأ القرآن الكريم – فوق جبل في بلاد الأكراد جنوب تركيا على بعد 8كم من حدود العراق، وذلك على يد بعثة علمية قادها عالما آثار أمريكيان هاويان هما: " رون وايات " ron wyatt و " ديفيد فاسولد " بعد عمل طويل منذ عام 1978م.

• ولقد تبين بالفعل أن لهذا الكشف ثمانية حقائق سنجدها تتطابق كلها مع ما ذكره القرآن الكريم.

1 – موقع السفينة:

مع أن القرآن الكريم لا يهتم عادة بالأسماء أو الأرقام – على العكس من التوراة الحالية – إلا أنه هنا ذكر اسم الموقع الذي بقيت فيه سفينة نوح وذلك للفصل بين كتب أهل الكتاب إذ تقول التوراة الحالية جبل " أرارات " وتقول التوراة الآرامية (الترجوم)(1) جبل " كاردو" أو الجودي، وقد شايعها في ذلك أدبيات البابليين القديمة(2) والميدراش Genesis rabba وكتاب "العاديات اليهودية" للمؤرخ اليهودي القديم "يوسيفوس" (3) ومن المعروف أن اليونانيين والرومان يسمون الكرد "كاردوك" أو "كاردوكي" كما سماهم السومريون جودي(4).وقد قال تعالى:{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل: 76]، وهذا من هيمنة القرآن الكريم على كتب السابقين.

وقد انتصر القرآن هنا للنص الآرامي على النص العبري للتوراة ثم أتت الكشوف الأثرية الحديثة لتثبت ما ذهب إليه القرآن.

فيلم "رون وايات" الوثائقي يحدد موقع السفينة بالجودي وهو في الإطار

ففي عام 1948م حدث زلزال في منطقة الجودي بجنوب تركيا جعل أرضًا مستوية كان يزرعها فلاح تركي ترتفع مظهرة شكل سفينة أو طابع سفينة كبيرة ويبدو أن الرجل أخبر صحفيًّا لم يكن أمينًا

رشيد مكتشف السفينة

ويبدو أنه أراد مجاملة الغرب فذكر أن هذا الفلاح واسمه "رشيد سرحان" قد رأى نصف السفينة مدفونًا في جليد جبل" أرارات" ( كما تقول التوراة الحالية ) فذهب مستكشفون أمريكيون إنجيليون ولم يجدوا شيئًا واستمر الحال على ذلك إلى أن التقط طيار صورة للموقع عام 1959م أظهرت أثر السفينة ووصلت الصورة إلى الصحف الأمريكية فتم تنظيم حملة للموقع بقيادة " رينيه نوربرجمن " وهو كاتب أمريكي مع "جون فان ديمان" وهو إنجيلي تليفزيوني معروف عام 1960م فبحثوا ونقبوا عن أخشاب - ولم يدركوا أنها مع الزمن تتصخر مع الاحتفاظ بشكل الخشب - لم يجدوها فغادروا إلى أمريكا وقالوا: هذا تكوين جيولوجي.



الحقيقة التاريخية مع القرآن إذًا لسببين:

أولًا: يستحيل أن يبقى أثر أو حتى حفرية لسفينة أو غيرها عند جبل أرارات؛ لانفجار بركان هذا الجبل عام 1840م وهو ما أثبتته بعثة علمية روسية

صورة للموقع التقطت بالطائرة

وأعلنته في أبريل 2005م، في وكالة: "إنترفاكس " للأنباء، وهي بعثة مركز كوزموبويسك للأبحاث العلمية "Cosmopoisk scientific research center". ومما ذكرته هذه البعثة أن ما ظن أنه أخشاب متحجرة من السفينة لم يكن سوى نباتات متحجرة بفعل النشاط البركاني سالف الذكر(5).

ثانيًا: وجدت بالفعل بعثة علمية أمريكية برئاسة "رون وايات " طابع السفينة كاملًا فوق جبل الجودي ( كما أسلفنا ).

وهذا كله ما أثبته هؤلاء الباحثون الذين ذكرناهم ناهيك عن فضائح عن التدليس للغربيين في هذا المجال أسهب فريق البحث هذا في فضحهم.

عنوان الفيلم الوثائقي في بداية الشريط.

إذ طالما كشف عن كذب من يذهبون إلى جبل أرارت ومعهم أخشاب يزعمون بعد ذلك أنهم وجدوها في ذلك الجبل لينتصروا لرواية التوراة التي تبين عدم صحتها.

( المعلومات السابقة استقيناها من فيلم وثائقي بعنوان: Noah’s ark The Discovery of )

(أي " اكتشاف سفينة نوح " وقد صدر عام 1997م إنتاج: Knowledge 2020)

2 – حجم السفينة:

المصطلح المفضل في القرآن الكريم لسفينة نوح هو " الفُلك "، إذ ذكر ثمان مرات، والفَلْكة لغةً ( كما في لسان العرب ) هي المكان المستدير المرتفع من الأرض، والفَلَََك هو المدار الواسع، والفُلك قياسًا اصطلح للسفينة الكبيرة، وهو ما تحقق في الكشف سالف الذكر إذ تبين أن طوله 550 قدمًا أي أكبر من أية سفينة خشبية عرفها الناس وهي السفينة الأمريكية " وايومنج " التي وصل طولها إلى 330 قدمًا فقط وهي من سفن القرن التاسع عشر.

صورة لموقع السفينة فوق جبل الجودي فوقه فريق البحث يوضح كبر حجم السفينة.

3 – شكل السفينة:

* أخطأت التوراة الحالية في وصفها لشكل سفينة نوح؛ إذ نجد فيها الطول ستة أضعاف العرض! فهي إذًا مستطيلة جدًّا وهم يرسمونها كذلك، ويسمونها بالإنجليزية Noah’s ark، أي " تابوت نوح " والتابوت هو الصندوق أي مستطيل كذلك، ولو واجهت هذه السفينة أمواجًا عاتية لانفلقت؛ لأن المقدمة مستوية، هذا ما يجزم به علماء هندسة السفن و" الديناميكا المائية" hydrodynamics. و هذا أيضاً ما ذكره الفيلم الوثائقي الأمريكي سالف الذكر.

* وبما أن القرآن هو المهيمن والمصحح لسابقيه زمنًا من الكتب، فقد صحح هذا الخطأ بلطف شديد، إذ عبر القرآن الكريم عن وعاء نوح ثمان مرات بالفلك، وفي مرة واحدة ذكر " السفينة ".. { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ } [ العنكبوت: 15 ]؛ وذلك لإظهار جزئية شكل ذلك البناء الذي يمخر المياه والذي صنعه نوح , وهو أنه شكل السفن الحالية التي لها مقدمة شبه مدببة تقشر وجه الماء , فالسَفْن هو القشر في المعاجم. ولم ترد كلمة سفينة في القرآن مرة أخرى إلا في قصة موسى والخضر في سورة الكهف ثلاث مرات لمساكين { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ } [

(صورة لسفينة نوح حسبما يتخيلها كاتب العهد الجديد حيث تبدو مستطيلة الشكل)

الكهف: 79 ].

لأن العهد الجديد والإنجيل تصفانها بالتابوت أي الصندوق المستطيل مثل تابوت العهد. وذلك مستحيل ؛ لأن ذلك يجعلها تتكسر أمام الأمواج.

و صدّق شكل أثر السفينة على ما ذهب إليه القرآن الكريم و أنها ليست على هيئة صندوق كما تقول التوراة الحالية.

كذلك يستشف من النص القرآني أن السفينة كان لها باب كما في الروايات الكتابية وغيرها , لقوله تعالى في سورة المؤمنون (27) { فَاسْلُكْ فِيهَا } أي فدخل فيها وهو ما يقتضي وجود الباب غالبًا مثل قوله تعالى: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } وجهنم كما هو معلوم لها أبواب كذلك يقال سلكت الخيط في المخيط أي أدخلته فيه. أصحاب السفينة إذًا دخلوا فيها لا عليها وما نظن الفتحة التي دخلوا فيها تركت دون أن تغلق فذلك الباب والله أعلم.

4 – أبعاد السفينة:

* لا نستبعد بعد ذلك أن تكون هناك أبعاد وتفاصيل بناء بسيطة لكنها معجزة في السفينة فقد قال تعالى: { وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } [ هود: 37 ]. أي إن نوح نفّذ فقط الأوامر الإلهية لصناعة السفينة، و لم يكن الصانع الحقيقي لها.

و لقد كان عجيباً إن نجد في أدبيات بعض الشعوب القديمة ( مثل أدبيات شعب الأزتك من الهنود الحمر ) أن السفينة صُنعت بوحي من الله انظر الموقع التالي: www.nwcreation.net

كما نقرأ في سفر "إخنوخ " ( من كتب النصارى المخفية ) apocrypha

أن الملائكة هم صانعو سفينة نوح، لعل هذا هو تحقيق قوله تعالى: " بأعيننا و وحينا " وقد شاهدنا في الفيلم الوثائقي المذكور آنفاً كيف وجدوا أبعاد بقايا السفينة في الجودي في تركيا تستخدم الثوابت الرياضية المعجزة مثل الباي والفاي. و هي الثوابت الرياضية التي بها توزّع حبيبات الزهور ودرجات ميل قرون الأيائل وأمواج البحار. و قد قيل أن سبب إبداع رسّام القرون الوسطى الشهير " دافنشي " هو استخدامه لهذه الحسابات العلمية. فأنّى لنوح بهذه العلوم في ذلك الوقت ؟ إنها أعين الله و وحيه.

(استخدام الباي والفاي في صنع السفينة )



الذي يهمله القرآن تمامًا التفاصيل الثانوية مثل كم ذراع يبلغ عرض أو طول أو ارتفاع السفينة، وكم طابق يوجد بها وهو ما اهتمت به التوراة الحالية.

* وذكر كذلك الفيلم الوثائقي سالف الذكر أن هذه السفينة كان لها في أسفلها تجويف يسمى " شق القمر " يعمل أولًا على التهوية – مع حركة الماء أسفل وأعلى – كما أنه يعمل على امتصاص قمم الأمواج الحادة فلا تميد السفينة ميدًا حادًّا فتغرق. و هو ما لا نستبعده لأنه من جملة الشكل و الأبعاد المعجزين كما ذكر القرآن الكريم لتواجه هذه السفينة التي تفتقد البناء المعدني والشراع والمحرّك بل والربان البشري أمواجاً كالجبال.

5 – استواء السفينة:

حين رأيت صور طابع السفينة في موقع الجودي وجدتها مائلة نوعًا ما، فقلت في نفسي: القرآن دقيق في لفظه وقد قال أن السفينة استوت ولم يقل فقط استقرت، والاستواء لا ميل فيه، لكني حين سمعت شهادة الفلاح الكردي " رشيد " الذي اكتشف السفينة عام 1948م زال اللبس، فقد قال إن هذه الأرض كانت " مستوية "وكانت تزرع، لكن زلزال ذلك العام رفع هذه الكتلة في هزته الثالثة!!.

(رسم كروكي يوضح عدم استقرار السفينة فوق الموج لو لم يكن بأسفلها تجويف ( شق القمر ))

6 – مراسي السفينة:

ذكر الفيلم الوثائقي سالف الذكر وعلى لسان الباحث الأمريكي " ديفيد فاسولد " DAVID FASOLD أن بعض القرى المجاورة لموقع الجودي بها عدد كبير من الصخور المستطيلة المنحوتة نحتًا بشريًّا وبكل منها فتحة علوية لإدخال الحبال وهي مماثلة – كما يرى – للمراسي المستخدمة في السفن القديمة، مثل المرسى الفرعوني الذي وجد على الساحل اللبناني والمحفوظ الآن في المتحف الوطني في بيروت، كما أنها منتشرة في سواحل البحر الأبيض المتوسط لسفن ما قبل 1200 عام قبل الميلاد (6)، مع الفارق أن مراسي سفينة نوح أضعاف وزنها، وهذه القرى تقع على ارتفاع 6000 مترًا من سطح البحر وعلى بعد أميال عديدة منه، فما الذي جاء بها إلى هذا المكان ؟ رأى هذا الباحث الأمريكي أن هذه المراسي تعود إلى سفينة نوح التي يقع طابعها وبقاياها قريبًا من تلك القرى التي بها المراسي، كما رأى أن هذا هو تحقيق ما ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى: { بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [ هود: 41 ].

إحدى مراسي السفينة

7 – ألواح السفينة:

قال تعالى عن سفينة نوح: { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } [ القمر: 13 ]، وهو هنا يتفق بديهةً مع سابقيه زمنًا من الكتب من أن المادة الأساسية لصنع السفينة هي الأشجار، لكن القرآن الكريم تفرد بذكر هيئة أخشاب هذه الأشجار وهي الألواح، إذ من الممكن أن تكون السفينة قد صنعت من تجميع جذوع الأشجار كما هو حادث في بعض السفن الخشبية التي عرفها الإنسان.

لكن القرآن الكريم حدد هنا وقال: { أَلْوَاحٍ } أي ألواح خشبية، وبالطبع لم تبق هذه الألواح الخشبية على حالها عبر آلاف السنين، فقد " تصخرت " أي بقى شكل نسيج الخشب مع إحلال جزيئات الرمال (silica) بأنسجة الخشب فيما يعرف جيولوجيًّا بـ selicificatoin، فيتحول اللوح الخشبي إلى لوح خشبي متحجِّر selicified، وهو ما وجد فعلًا في الموقع، والطبيعة لا نجد فيها لوحًا خشبيًّا متحجرًا بل لا بد أن يكون هذا اللوح من صنع الإنسان قبل أن يتصخَّر.

(لوح خشبي متصخّر من ألواح السفينة)





لوح خشبي متحجر آخر من ألواح السفينة يلاحظ أنه على هيئة مسطحة غير أسطوانية ( مثل جذوع الأشجار ) كما وصف القرآن

(آثار الألواح الخشبية في طابع السفينة بالجودي)

8 – دُسُر السفينة:

من أهم ما اكتشف في موقع السفينة بالجودي وذكره الفيلم الوثائقي سالف الذكر " المسامير " المعدنية rivets، وقد وجدت كبيرة الحجم وعلى هيئة المسمار " البرشام " وبالطبع طرأ عليها تغيرات مع الزمن مع تداخل مادة " السيليكا " من محيط السفينة الرملي.

وجدت ذلك بعثة الباحث الأمريكي " رون وايات " RON WYATT في أواخر سبعينات القرن العشرين حين استخدم لأول مرة " كاشف معادن " Metal detector أشبه بكاشف الألغام في الموقع، ووجدوا دليلًا على ترسبات معدنية داخل الجدران ثم عاود الكرَّة عام 1984م وأخذ عينة من تلك الترسبات وحللها في معامل مختصة فتبين أنها خليط معدني من صنع الإنسان ألا يذكرنا ذلك بقوله تعالى: { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} ؟ والدسار هو المسمار ؟

حفرية لدسار معدني في تكوين السفينة



الدسر المعدنية و قد تحولت إلى حفريات

والحق إن هذه الجزئية لم يذكرها أي كتاب سوى القرآن الكريم , مع أن قصة نوح كما أسلفنا تذكر ليس فقط في التوراة والكثير من مخطوطات أهل الكتاب , بل والكثير من أدبيات الشعوب القديمة.

ثم استخدم بعد ذلك باحث أمريكي وهو " ديفيد فاسولد " DAVID FASOLD جهازًا آخر للكشف عن المعادن وهو Molecular frequency generator إذ جمع به النقاط التي بها معادن في موضع السفينة فأعطت شكلًا منتظمًا لهذه المعادن أي أنها تربط بين ألواح منتظمة على هيئة مربعات (شبكة) داخل إطار شكل لسفينة !! كما هو مبين بالشكل

(استخدام كاشف المعادن للكشف عن الدسر)



بقايا آثار الألواح الخشبية المتحجرة

وقد أخطأ بعض المفسرين المحدثين الذين رأوا أن الدسر هي الحبال؛ لأن الدسر في اللغة هو الدفع بقوة، وعند الرجوع للمعاجم اللغوية الكبيرة المعتمدة كلسان العرب وتاج العروس نجد أن الدسار هو المسمار المعدني؛ كمقولة قاتل الحسين – لعنه الله – دسرته بالرمح دسراً ولم يقل طعنته، كأنه قد مسمره بالرمح، ولا خوف أن يقال إن الإنسان لم يكن يعرف المعادن في ذلك العهد ؛ فقد اكتشف أخيرًا أن الإنسان اكتشف بل وصهر خامات المعادن منذ مائة ألف عام على الأقل، راجع في ذلك مجلة العلوم الأمريكية عدد سبتمبر 2005م ص 49، وكتاب: "من مرحلة لوسي إلى مرحلة اللغة " تأليف: دونالد جوهانسون وبليك إدغار، ترجمة إياد ملحم / منشورات المجمع الثقافي بأبي ظبي ص 175.

وبعد فليست هذه الحقائق الثمانية هي كل حقائق هذا الكشف المعجز ولكنها أوضحها وأهمها، فقد وجدت كذلك البعثات المتكررة [ للباحثين الأمريكيين خلال ثلاثين عامًا ] فضلات الحيوانات التي صارت حفريات coprolites، كما وجدت عدة " ثقالات " pallets ( راجع في ذلك مواقع: www.Noaharksearch.com ، وغيرهما www.Anchor.com.

وننهي عملنا هذا بتساؤل كيف لبناء بسيط من الألواح الخشبية والدسر المعدنية، بلا محرك ولا شراع، بل بلا قائد لأن مهمة نوح انتهت ببناء السفينة بوحي الله وحمله فيها الناجين. أما السفينة فقد كانت تجرى بأعين الله تعاني أهوال زخَّات الماء وكأنها تمر تحت شلال من الشلالات الرهيبة.

ثم لابد أنهم عانوا بعد ذلك من البرد الشديد نتيجة احتجاب أشعة الشمس , وكذلك ضوؤها نتيجة السحب الكثيفة، فركاب تلك السفينة لم يروا لفترة طويلة ضوء الشمس ولم يعرفوا ليلًا ونهارًا. تسير بهم أو بالأحرى تجري في موج كالجبال. فتميل وترتفع وتهبط ولا تغرق. إنها لأهوال وكأنها من أهوال القيامة. نقول كيف لتلك السفينة البسيطة أن تتحمل كل ما ذكرناه آنفًا ؟ لقد كان { بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا }.

إعداد / هشام محمد طلبة

كاتب وباحث إسلامي

Fatwa


استنادا إلى فتوى للأزهر قبل 60 عامًا.. جبهة علماء الأزهر: من يشارك في جريمة حصار الفلسطينيين مرتد عن الإسلام لا يجوز دفنه في مقابر المسلمين

اعتبرت "جبهة علماء الأزهر"، أن كل من يشارك في حصار وتجويع الفلسطينيين في قطاع غزة والتضييق عليهم "مرتدا وخارجا عن دين الإسلام"، استنادا إلى فتوى أصدرتها لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، برئاسة مفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ عبد المجيد سليم في الثالث من يوليو عام 1947م الموافق 14 شعبان عام 1366هـ.
أكدت الفتوى التي استندت إليها الجبهة في تحريم وتجريم حصار الفلسطينيين في غزة، أن العمل على إيذاء المسلمين الذي يتخذ مختلف الوسائل للتسلط عليهم بالقوة أو الحيلة لإذلالهم وإخضاعهم لسلطان غير سلطان دينهم يعتبر أكثر شرا من الذين يحادون الله ورسوله، وأن الإسلام والمسلمين منه براء.
وتابعت: أن من يفعل ذلك، فإن قلبه لم يمس شيئا من الإيمان ولا محبة الأوطان ويكون مرتدا عن دين الإسلام، فيفرق بينه وبين زوجه، ويحرم عليه الاتصال به ولا يصلي عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، حتى يفيء إلى أمر الله ويتوب توبة نصوحا يظهر أثرها في نفسه وأمواله وأقواله وأفعاله.
وقالت الجبهة التي يرأسها الدكتور العجمي الدمنهوري، إنه لأمر مضيع للكرامة ومحبط للعمل ومناف للإيمان ومستوجب نفي صاحبه من سجل أهل الإسلام أن يأخذ المجرمون منا كل ما يشاءون، ونضن بحق الحياة على إخواننا وأبنائنا في فلسطين المنكوبين بنا وبأعدائهم وأعداء ديننا وربنا.
وأضافت: إن هذا الحصار المقيت لفلسطين، ليس له ما يبرره، خاصة وأن فلسطين ليست بدار كفر ولا الفلسطينيين أعداء لنا، كما أن هذا الحصار ليس له ما يبرره شرعا ولا عرفا أو حتى قانونا، حتى يتم استنفار جنود الأمن المركزي، ويتم إغلاق أبواب الرحمة في وجوههم ونعاملهم معاملة لا نعامل بها المجرمين اليهود. وأشار البيان إلى أن الحصار غير جائز شرعا إلا للكافرين.


المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية