الجمعة، 6 مايو 2016

تدبر آيات القرآن
 ........

{ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ }

 أي: سماع تدبر وإنصاف ونظر ؛ لأن سماع القلوب هو النافع ،
 لا سماع الآذان ، فمن سمع آيات القرآن بقلبه وتدبرها وتفكر فيها ؛
 انتفع، ومن لم يسمع بقلبه ؛ فكأنه أصم لم يسمع فلم ينتفع بالآيات .

 الخطيب الشربيني



كل حكاية وقعت في القرآن ؛ فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها وهو الأكثر
 رد لها ، أو لا ، فإن وقع رد ؛ فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه ،
 وإن لم يقع معها رد ؛ فذلك دليل صحة المحكي وصدقه ،
 ومن قرأ القرآن ، وأحضره في ذهنه ؛ عرف هذا بيسر .

 الشاطبي


{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
[ الحجر : 9 ]

نحن لا نخشى ضياع القرآن فإن الله تكفل بحفظه وإنما نخشى
 إعراض المسلمين عن تلاوته ، وجهلهم لما اشتمل عليه
من أصول وحقائق وآداب.

 محمد الخضر حسين



قبل أن تخرج إلى الاستسقاء تدبر هذه الآية :

 { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
[ الأعراف : 55 ]

 أتدري ما الحكمة من التنصيص على هاتين الحالين التضرع والخفية ؟

 لأن المقصود من الدعاء : أن يشاهد العبد حاجته ، وعجزه ،
وفقره لربه ذي القدرة الباهرة ، والرحمة الواسعة وإذا حصل له ذلك ،
 فلا بد من صونه عن الرياء ، وذلك بالاختفاء ، وتوصلا للإخلاص ، والله أعلم .

 القاسمي


إن القلب المقفر من الإخلاص ، لا ينبت قبولا ، كالحجر المكسو بالتراب
 لا يخرج زرعا :

{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا }.
[ البقرة : 264 ]

 محمد الغزالي


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }
[ ق : 37 ]

وفي قوله :

 { وَهُوَ شَهِيدٌ }

 إشارة إلى أن مجرد الإصغاء لا يفيد ، ما لم يكن المصغي حاضرا
 بفطنته وذهنه ، وفي الآية ترتيب حسن؛ لأنه إن كان ذا قلب ذكي
 يستخرج المعاني بتدبره وفكره ؛ فذاك ، وإلا فلا بد أن يكون مستمعا
مصغيا إلى كلام المنذر ؛ ليحصل له التذكير .

 النيسابوري .




القرآن غيرني (29) :

 في ظل التقلبات والاضطرابات العالمية والإقليمية ،
ما قرأت هذه الآية إلا أضافت إلى نفسي نوعا من الاطمئنان ،

وهي قول الحق تعالى :

{ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } .
[ الفتح : 4 ]


أرض وقلب :

 { وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ
 وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا }
[ الأعراف : 58 ]

فشبه سبحانه الوحي الذي أنزله من السماء على القلوب ،
بالماء الذي أنزله على الأرض بحصول الحياة بهذا وهذا ؛
 فالمؤمن إذا سمع القرآن وعقله وتدبره ؛ بان أثره عليه ،
فشبه بالبلد الطيب الذي يمرع ويخصب ويحسن أثر المطر عليه ؛
 فينبت من كل زوج كريم، والمعرض عن الوحي عكسه .

 ابن القيم


{ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ
 وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ }
[ فاطر : 12 ]


 تأمل كيف بين شدة الاختلاف والتباين بين البحرين ،
 ثم صرف أنظارنا إلى أجمل وأفضل ما فيها

{ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا
 وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

فلو أننا ركزنا على الوجه المشرق لما نعايشه في حياتنا ،
واستثمرنا ذلك بإيجابية وواقعية ؛ لاختلفت نظرتنا للحياة ،
مهما كانت الظروف المحيطة بنا .

  أ.د ناصر العمر
  


ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية