مسجد واقم ( بني عبد الأشهل ) الذي صلى فيه الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في المدينة المنورة
روى أبو داود والنسائي عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهل فصلّى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسجدون بعدها، فقال: هذه صلاة البيوت، وإسناده جيد، إلا أن فيه إسحاق بن كعب بن عجرة مجهول الحال.
وروى ابن شبهة عن محمود بن لبيد قال: صلّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، فلما فرغ من صلاته قال: صلّوا هاتين الركعتين في بيوتكم، ومحمود بن لبيد من صغار الصحابة، وجلّ روايته عن الصحابة، وفي إسناده عنعنة ابن إسحاق، ورواه أحمد برجال ثقات، ولفظه: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا فصلّى بنا المغرب، فلما سلّم منها قال: اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم، للسبحة بعد المغرب، ورواه ابن ماجه عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عبد الأشهل، فصلّى بنا المغرب في المسجد، الحديث، وفي إسناده متروك.
وروى ابن شبة وابن ماجه عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلّى بنا في بني عبد الأشهل، فرأيته واضعا يديه على ثوبه إذا سجد وعبد الله بن عبد الرحمن ليست له صحبة، قال الذهبي: وصوابه عن أبيه عن جده.
وقد روى ابن ماجه عقبه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في بني عبد الأشهل، وعليه كساء ملتف به يضع يديه عليه يقيه برد الحصى.
ورواه ابن شبة بنحوه، وفي إسناد كل منهما ضعيف.
وروى ابن شبة عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة- وهو ضعيف- عن أبيه معضلا قال: صلّى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد واقم في بني عبد الأشهل وعليه برنكان لم يفض بيديه من البرنكان إلى الأرض.
وعن أمر عامر أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد بني عبد الأشهل أتى بعرق فتعرّقه، ثم صلى ولم يمسّ ماء.
ورواه ابن زبالة إلا أنه قال: إنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل، ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
وروى يحيى عن بكر بن عبد الوهاب عن محمد بن عمر قال: قالوا: كان بالمدينة تسعة مساجد يسمعون فيها مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيصلون في مساجدهم، ولا يأتون مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا يوم الجمعة فإنهم كانوا يجمعون فيه، وربما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الظهر إلى مسجد بني عبد الأشهل فيصلي العصر والمغرب في مسجد بني عبد الأشهل، ولم تكن دار كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها غشيانا من دار بني عبد الأشهل قبل وفاة سعد بن معاذ وبعد وفاته.
قلت: والأخبار في الصلاة في هذا المسجد كثيرة، وهو غير معروف اليوم، وتقدم أن المطري قال: إن دار بني عبد الأشهل قبلى دار بني ظفر مع طرف الحرة الشرقية المعروفة بحرّة واقم، وكأنه أخذه من قول يحيى في مسجد بني ظفر: إنه دون مسجد بني الأشهل، ولا دلالة في ذلك على ما قاله، والصواب ما قدمناه في منازلهم من أنها كانت في شامي بني ظفر بالحرّة المذكورة وما والاها بين بني ظفر وبني حارثة، وسيأتي في ترجمة الخندق ما يصرح بذلك. ويؤيده ما سيأتي في مسجد القرصة من أنها ضيعة لسعد بن معاذ، والقرصة معروفة اليوم بالجهة التي ذكرناها. وبنو عبد الأشهل هم رهط سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وقد رأيت قرب القرصة آثار منازل كثيرة الظاهر أنها منازلهم، ويؤيده أن فيما نقله الواقدي عن كتاب مسرف بن عقبة إلى يزيد بعد مقتلة الحرّة <إني فرقت أصحابي على أفواه خنادقهم؛ فوليت الحصين بن نمر ناحية ذباب وما والاها، ووجهت حبيش بن دلجة إلى ناحية بقيع الغرقد، وكنت ومن معي من قواد أمير المؤمنين في وجه بني حارثة، فأدخلنا عليهم الخيل حين ارتفع النهار من ناحية بني عبد الأشهل، فما صليت الظهر إلا في مسجدهم، وإنا أوقعنا بهم السيوف فقتلنا من أشرف لنا منهم، وتبعنا مدبرهم، وأجهزنا على جريحهم، وانتهبناها ثلاثا> انتهى.
وقد تقدم في الفصل الخامس عشر من الباب الثاني أن بعض بني حارثة فتح لأهل الشام طريقا من قبلهم، وأنهم أتوا من قبل بني حارثة. ونقل الواقديّ أن أول ما انتهبت والحرب بعد لم تنقطع دار بني عبد الأشهل، أي لأنها التي كانت تليهم بعد الدخول من بني حارثة، والله أعلم.
وروى ابن شبهة عن محمود بن لبيد قال: صلّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، فلما فرغ من صلاته قال: صلّوا هاتين الركعتين في بيوتكم، ومحمود بن لبيد من صغار الصحابة، وجلّ روايته عن الصحابة، وفي إسناده عنعنة ابن إسحاق، ورواه أحمد برجال ثقات، ولفظه: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا فصلّى بنا المغرب، فلما سلّم منها قال: اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم، للسبحة بعد المغرب، ورواه ابن ماجه عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عبد الأشهل، فصلّى بنا المغرب في المسجد، الحديث، وفي إسناده متروك.
وروى ابن شبة وابن ماجه عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلّى بنا في بني عبد الأشهل، فرأيته واضعا يديه على ثوبه إذا سجد وعبد الله بن عبد الرحمن ليست له صحبة، قال الذهبي: وصوابه عن أبيه عن جده.
وقد روى ابن ماجه عقبه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في بني عبد الأشهل، وعليه كساء ملتف به يضع يديه عليه يقيه برد الحصى.
ورواه ابن شبة بنحوه، وفي إسناد كل منهما ضعيف.
وروى ابن شبة عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة- وهو ضعيف- عن أبيه معضلا قال: صلّى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد واقم في بني عبد الأشهل وعليه برنكان لم يفض بيديه من البرنكان إلى الأرض.
وعن أمر عامر أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد بني عبد الأشهل أتى بعرق فتعرّقه، ثم صلى ولم يمسّ ماء.
ورواه ابن زبالة إلا أنه قال: إنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل، ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
وروى يحيى عن بكر بن عبد الوهاب عن محمد بن عمر قال: قالوا: كان بالمدينة تسعة مساجد يسمعون فيها مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيصلون في مساجدهم، ولا يأتون مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا يوم الجمعة فإنهم كانوا يجمعون فيه، وربما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الظهر إلى مسجد بني عبد الأشهل فيصلي العصر والمغرب في مسجد بني عبد الأشهل، ولم تكن دار كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها غشيانا من دار بني عبد الأشهل قبل وفاة سعد بن معاذ وبعد وفاته.
قلت: والأخبار في الصلاة في هذا المسجد كثيرة، وهو غير معروف اليوم، وتقدم أن المطري قال: إن دار بني عبد الأشهل قبلى دار بني ظفر مع طرف الحرة الشرقية المعروفة بحرّة واقم، وكأنه أخذه من قول يحيى في مسجد بني ظفر: إنه دون مسجد بني الأشهل، ولا دلالة في ذلك على ما قاله، والصواب ما قدمناه في منازلهم من أنها كانت في شامي بني ظفر بالحرّة المذكورة وما والاها بين بني ظفر وبني حارثة، وسيأتي في ترجمة الخندق ما يصرح بذلك. ويؤيده ما سيأتي في مسجد القرصة من أنها ضيعة لسعد بن معاذ، والقرصة معروفة اليوم بالجهة التي ذكرناها. وبنو عبد الأشهل هم رهط سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وقد رأيت قرب القرصة آثار منازل كثيرة الظاهر أنها منازلهم، ويؤيده أن فيما نقله الواقدي عن كتاب مسرف بن عقبة إلى يزيد بعد مقتلة الحرّة <إني فرقت أصحابي على أفواه خنادقهم؛ فوليت الحصين بن نمر ناحية ذباب وما والاها، ووجهت حبيش بن دلجة إلى ناحية بقيع الغرقد، وكنت ومن معي من قواد أمير المؤمنين في وجه بني حارثة، فأدخلنا عليهم الخيل حين ارتفع النهار من ناحية بني عبد الأشهل، فما صليت الظهر إلا في مسجدهم، وإنا أوقعنا بهم السيوف فقتلنا من أشرف لنا منهم، وتبعنا مدبرهم، وأجهزنا على جريحهم، وانتهبناها ثلاثا> انتهى.
وقد تقدم في الفصل الخامس عشر من الباب الثاني أن بعض بني حارثة فتح لأهل الشام طريقا من قبلهم، وأنهم أتوا من قبل بني حارثة. ونقل الواقديّ أن أول ما انتهبت والحرب بعد لم تنقطع دار بني عبد الأشهل، أي لأنها التي كانت تليهم بعد الدخول من بني حارثة، والله أعلم.
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-
---------------------------------------
واقم هي الحرة الشرقية من المدينة، وهو مسجد بني عبد الأشهل
حدثنا عبد الله بن نافع الزبيديّ، قال: حدّثني يحيى بن الزبير بن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، مولى بني عبد الأشهل، عن أبيه، قال: صلّى النبي صلّى الله عليه وسلّم في مسجد واقم، في بني عبد الأشهل، وعليه برنكان>
، فلمّا سجد لم يفض بيديه من البرنكان إلى الأرض.
---------------------------------------
واقم هي الحرة الشرقية من المدينة، وهو مسجد بني عبد الأشهل
حدثنا عبد الله بن نافع الزبيديّ، قال: حدّثني يحيى بن الزبير بن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، مولى بني عبد الأشهل، عن أبيه، قال: صلّى النبي صلّى الله عليه وسلّم في مسجد واقم، في بني عبد الأشهل، وعليه برنكان>
، فلمّا سجد لم يفض بيديه من البرنكان إلى الأرض.
المعالم الأثيرة في السنة والسيرة
---------------------------------------
الإحداثيات
N 24 28'15.16
N 24 28'15.16
E 39 37'23.05
صور للمسجد من الخارج ويظهر باب المسجد
صورة محراب المسجد من الداخل
صورة للمسجد من الخلف
سجد العنبرية في المدينة المنورة
يقع المسجد في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، في منطقة العنبرية، بجوار مبنى سكة حديد الحجاز، وبقرب باب الحميدية (العنبرية) الذي جدده السلطان عبد الحميد الثاني عام 1305هـ.
بدأ العمل به في نهاية عام 1325هـ، وانتهى في نهاية عام 1326هـ، ويتكون مبنى المسجد من جزءين: رواق المدخل، وصالة الصلاة، والرواق مستطيل الشكل يقع في الجهة الشمالية، ويتكون من خمس وحدات فراغية مغطاة بقباب كروية، وتم التركيز على المدخل برفع الجزء الأوسط من الواجهة على محور المبنى، وبخفض منسوب الأرضية أمام المدخل عن بقية منسوب أرضية الرواق.
ينفتح الرواق على الخارج عن طريق خمسة عقود مدببة، محمولة في الجزء الأوسط (منطقة المدخل) على عمودين لهما تاج مقرنص وقاعدة مربعة، بينما ترتكز الباقي على أكتاف.
ويؤدي باب معقود إلى صالة الصلاة التي يبلغ مسطحها حوالي 10*10م، ويتوسط المحراب منتصف حائطها القبلي، إلا أنه ينحرف عن اتجاه القبلة بشكل واضح، وهو معقود بعقد مدبب مزخرف، ويكتنف فتحة المحراب عمودان من الرخام الأبيض لهما تاج مقرنص وقاعدة مربعة.
وفي كل من ركني رواق المدخل الشمالي الشرقي والشمالي الغربي مئذنتان جميلتان، تتكونان من جسم سفلي مربع بارتفاع سقف المسجد، يعلوه جسم أسطواني ينتهي بشرفة، وفوقها جسم أسطواني آخر ينتهي بمخروط، وقد نظمت في جسم المئذنة فتحات مستطيلة لإنارة السلم.
بني المسجد بالحجارة البازلتية، وغطيت جدرانه الداخلية بورقة (بياض)، ونحتت الحوائط الخارجية بطريقة أعطت المبنى طابعاً قوياً، تميز بالاتزان الكامل والمحورية والتماثل.
بدأ العمل به في نهاية عام 1325هـ، وانتهى في نهاية عام 1326هـ، ويتكون مبنى المسجد من جزءين: رواق المدخل، وصالة الصلاة، والرواق مستطيل الشكل يقع في الجهة الشمالية، ويتكون من خمس وحدات فراغية مغطاة بقباب كروية، وتم التركيز على المدخل برفع الجزء الأوسط من الواجهة على محور المبنى، وبخفض منسوب الأرضية أمام المدخل عن بقية منسوب أرضية الرواق.
ينفتح الرواق على الخارج عن طريق خمسة عقود مدببة، محمولة في الجزء الأوسط (منطقة المدخل) على عمودين لهما تاج مقرنص وقاعدة مربعة، بينما ترتكز الباقي على أكتاف.
ويؤدي باب معقود إلى صالة الصلاة التي يبلغ مسطحها حوالي 10*10م، ويتوسط المحراب منتصف حائطها القبلي، إلا أنه ينحرف عن اتجاه القبلة بشكل واضح، وهو معقود بعقد مدبب مزخرف، ويكتنف فتحة المحراب عمودان من الرخام الأبيض لهما تاج مقرنص وقاعدة مربعة.
وفي كل من ركني رواق المدخل الشمالي الشرقي والشمالي الغربي مئذنتان جميلتان، تتكونان من جسم سفلي مربع بارتفاع سقف المسجد، يعلوه جسم أسطواني ينتهي بشرفة، وفوقها جسم أسطواني آخر ينتهي بمخروط، وقد نظمت في جسم المئذنة فتحات مستطيلة لإنارة السلم.
بني المسجد بالحجارة البازلتية، وغطيت جدرانه الداخلية بورقة (بياض)، ونحتت الحوائط الخارجية بطريقة أعطت المبنى طابعاً قوياً، تميز بالاتزان الكامل والمحورية والتماثل.
المصدر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
---------------------------------------
الإحداثيات
N 24 27.694
E 39 36.102
N 24 27.694
E 39 36.102
صور لمسجد العنبرية من الخارج
صور المسجد من الداخل
فيديو لمسجد العنبرية
مسجد السجدة .. سجدة شكر انحني لها التاريخ
سجدة شكر انحني لها التاريخ...
في ليلة من ليالي صدر الإسلام ومن أرض المدينة المنورة تحديداً وفي ربع الليل قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس اذكروا الله, أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة, جاءت الراجفة تتبعها الرادفة, جاء الموت بما فيه. فقال أبي ابن كعب رضي الله عنه: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك, فما اجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت, قلت: الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير, قلت: النصف؟ قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك, قلت: الثلثين؟ قال ما شئت وإن زدت فهو خير, قلت: اجعل لك صلاتي كلها, قال: إذا يكفى همك ويغفر ذنبك.
لله درك يا أبي ورضي الإله عنك, الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من اقتراب الساعة, وأنت تسأل عن مقدار صلاتك عليه في دعائك!!
أي حب صرفته لمحبوبك لتذكره في أوقات الشدائد؟!
وأي صدق لمسه فيك محبوبك ليبشرك بكفاية الهموم وغفران الذنوب إن أنت صليت عليه؟!
هذا من نماذج حب الصحابة رضوان الله عليهم للرسول صلى الله عليه وسلم, والنماذج فيه كثير, فإذا كان أحدهم يصرف كل دعائه صلاة عليه, والآخر يتتبع أثره خشية عليه, والثالث يقف بينه وبين سهام قريش في أحد, والرابع يروي عطشه بارتوائه, والخامس يشفق من إراقة دمه الطاهر فيشربه, والسادس يُشفى رمده ببصقة منه, والسابع يلتمس مواطن أجابه الله فيها ليدع الله في نفس المكان والزمان, والثامن يشبع شوقه إليه بعد وفاته بتتبع مصلياته الشريفة ليقف عليها ويصلي فيها تأسياً به, وغيرهم كثير وقصص حبهم له أكثر وأعظم من أن يستوعبها قلب لاهي عن محبته.
كل ما ذكر أنفاً ما هو إلا غيض من فيض وقليل من كثير في حب البشر لسيدهم ونبيهم وقرة أعينهم صلى الله عليه وسلم, حب على قدره ومداه ليس شيئاً أمام حب الله عز وجل لرسوله ومصطفاه, حب الله لنبيه لم يسبق له مثيل ولن يلحق به شبيه, لقد صلى الله تعالى وملائكته عليه من فوق سبع سموات وأمرنا بالصلاة عليه وجعل هذه الصلاة لنا شرعة ومنهاجَ, بل وقد قرنها بكلمة التوحيد وجعلها أول ركن في الدين.
ولأنه الرسول المصطفى والرحمة المجتبى, العابد الحق, والمؤمن الحق, والشاكر الحامد الحق فرح بجبريل عليه السلام حين بشره بأنه من صلى عليه صلى الله عليه, ومن سلم عليه سلم الله عليه, فسجد سجدة ظن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من طولها أن الله تعالى قبضه إليه, في قصة تتبعه له حين كان في المسجد فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة, فما لبث أن خرج على أثره فوجده قد دخل حائطاً في الأسواف, فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها, حتى ظن أن الله تعالى قد قبض نفسه, فلما تشهد تبدَّأ له, فقال: بأبي وأمي أشفقت أن يكون الله توفاك من طولها, فقال صلى الله عليه وسلم: إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه ومن سلم علي سلم الله عليه.
نعم سجد عليه الصلاة والسلام سجدة شكر طويلة خلدها لنا التاريخ في صورة مسجد سمي بها, فهو مسجد السجدة, أو الشكر, أو حتى البحيري, أو الأسواف, أو أبي ذر كما يطلق عليه الآن, في ذلك الموضع فرح نبينا الكريم ببشرى صلاة الله وسلامه علينا إن نحن صلينا وسلمنا على حبيبه, في ذلك الموطن الصغير الواقع شمال المسجد النبوي الشريف بين النخيل والبساتين القابع في سكينة وخشوع تتجسد كل معاني الشكر لله تعالى وتغشى الروحانية الإيمانية كل زاوية من جنباته وتهب النسائم الباردة والنفحات الهادئة عليه, هناك حيث اختلى النبي صلى الله عليه وسلم بالله تعالى بعيداً عن أنظار البشر وضوضاء حياتهم ليسجد شكراً له على ما أكرمنا نحن –أمته- من نعمة لا تكفي في شكرها سجدة ولو كانت بطول السنين من الأزل إلى الأبد.
هناك تحلو سجدات الشكر ويزداد عمقها وتعلو روحانيتها فتجد نفسك يا من أكرمك الله بنعم لا تعد ولا تحصى مقتدياً بنبيك في الفعل والمكان وإن خانك الزمان, هناك تشعر أن للنعم قيمة أعظم, وقدر أكبر حين تتوجه إلى القبلة بأعينٍ فاضت بدمع الحنين وقلب تفجر بصدق اليقين وقامةٍ حناها الحياء من المنان الكريم.
هناك يا من أكرمك الله ومن منا لم يكرم؟, ويا من أنعم الله عليه ومن منا لم يغرق في بحر إنعامه؟, ويا من تفضل الله عليه بفضائل عظام ومن منا لم تغشاه فضائل الله من فوقه وتحته؟, توضأ وأقبل وصلي وأسجد وأشكر واذكر صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر في موضع مبارك لامس جبهته الشريفة لتجد لشكرك سعادة تغمر فؤادك حتى تغشاه, وتستشعر للنعم حلاوة لا تشابهها حلاوة الأيام.
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}
في ليلة من ليالي صدر الإسلام ومن أرض المدينة المنورة تحديداً وفي ربع الليل قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس اذكروا الله, أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة, جاءت الراجفة تتبعها الرادفة, جاء الموت بما فيه. فقال أبي ابن كعب رضي الله عنه: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك, فما اجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت, قلت: الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير, قلت: النصف؟ قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك, قلت: الثلثين؟ قال ما شئت وإن زدت فهو خير, قلت: اجعل لك صلاتي كلها, قال: إذا يكفى همك ويغفر ذنبك.
لله درك يا أبي ورضي الإله عنك, الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من اقتراب الساعة, وأنت تسأل عن مقدار صلاتك عليه في دعائك!!
أي حب صرفته لمحبوبك لتذكره في أوقات الشدائد؟!
وأي صدق لمسه فيك محبوبك ليبشرك بكفاية الهموم وغفران الذنوب إن أنت صليت عليه؟!
هذا من نماذج حب الصحابة رضوان الله عليهم للرسول صلى الله عليه وسلم, والنماذج فيه كثير, فإذا كان أحدهم يصرف كل دعائه صلاة عليه, والآخر يتتبع أثره خشية عليه, والثالث يقف بينه وبين سهام قريش في أحد, والرابع يروي عطشه بارتوائه, والخامس يشفق من إراقة دمه الطاهر فيشربه, والسادس يُشفى رمده ببصقة منه, والسابع يلتمس مواطن أجابه الله فيها ليدع الله في نفس المكان والزمان, والثامن يشبع شوقه إليه بعد وفاته بتتبع مصلياته الشريفة ليقف عليها ويصلي فيها تأسياً به, وغيرهم كثير وقصص حبهم له أكثر وأعظم من أن يستوعبها قلب لاهي عن محبته.
كل ما ذكر أنفاً ما هو إلا غيض من فيض وقليل من كثير في حب البشر لسيدهم ونبيهم وقرة أعينهم صلى الله عليه وسلم, حب على قدره ومداه ليس شيئاً أمام حب الله عز وجل لرسوله ومصطفاه, حب الله لنبيه لم يسبق له مثيل ولن يلحق به شبيه, لقد صلى الله تعالى وملائكته عليه من فوق سبع سموات وأمرنا بالصلاة عليه وجعل هذه الصلاة لنا شرعة ومنهاجَ, بل وقد قرنها بكلمة التوحيد وجعلها أول ركن في الدين.
ولأنه الرسول المصطفى والرحمة المجتبى, العابد الحق, والمؤمن الحق, والشاكر الحامد الحق فرح بجبريل عليه السلام حين بشره بأنه من صلى عليه صلى الله عليه, ومن سلم عليه سلم الله عليه, فسجد سجدة ظن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من طولها أن الله تعالى قبضه إليه, في قصة تتبعه له حين كان في المسجد فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة, فما لبث أن خرج على أثره فوجده قد دخل حائطاً في الأسواف, فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها, حتى ظن أن الله تعالى قد قبض نفسه, فلما تشهد تبدَّأ له, فقال: بأبي وأمي أشفقت أن يكون الله توفاك من طولها, فقال صلى الله عليه وسلم: إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه ومن سلم علي سلم الله عليه.
نعم سجد عليه الصلاة والسلام سجدة شكر طويلة خلدها لنا التاريخ في صورة مسجد سمي بها, فهو مسجد السجدة, أو الشكر, أو حتى البحيري, أو الأسواف, أو أبي ذر كما يطلق عليه الآن, في ذلك الموضع فرح نبينا الكريم ببشرى صلاة الله وسلامه علينا إن نحن صلينا وسلمنا على حبيبه, في ذلك الموطن الصغير الواقع شمال المسجد النبوي الشريف بين النخيل والبساتين القابع في سكينة وخشوع تتجسد كل معاني الشكر لله تعالى وتغشى الروحانية الإيمانية كل زاوية من جنباته وتهب النسائم الباردة والنفحات الهادئة عليه, هناك حيث اختلى النبي صلى الله عليه وسلم بالله تعالى بعيداً عن أنظار البشر وضوضاء حياتهم ليسجد شكراً له على ما أكرمنا نحن –أمته- من نعمة لا تكفي في شكرها سجدة ولو كانت بطول السنين من الأزل إلى الأبد.
هناك تحلو سجدات الشكر ويزداد عمقها وتعلو روحانيتها فتجد نفسك يا من أكرمك الله بنعم لا تعد ولا تحصى مقتدياً بنبيك في الفعل والمكان وإن خانك الزمان, هناك تشعر أن للنعم قيمة أعظم, وقدر أكبر حين تتوجه إلى القبلة بأعينٍ فاضت بدمع الحنين وقلب تفجر بصدق اليقين وقامةٍ حناها الحياء من المنان الكريم.
هناك يا من أكرمك الله ومن منا لم يكرم؟, ويا من أنعم الله عليه ومن منا لم يغرق في بحر إنعامه؟, ويا من تفضل الله عليه بفضائل عظام ومن منا لم تغشاه فضائل الله من فوقه وتحته؟, توضأ وأقبل وصلي وأسجد وأشكر واذكر صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر في موضع مبارك لامس جبهته الشريفة لتجد لشكرك سعادة تغمر فؤادك حتى تغشاه, وتستشعر للنعم حلاوة لا تشابهها حلاوة الأيام.
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً}
بقلم
غينات غازي عينوسة
مسجد السجدة ( البحير ، أبي ذر ، الشكر ) موضع سجود النبي صلى الله عليه واله وسلم سجدة شكر لله تعالى
يقع هذا المسجد في الجهة الشمالية للمسجد النبوي على بعد 900 متر منه، وأطلق عليه أسماء عدة منها مسجد السجدة ومسجد الشكر لسجوده صلى الله عليه وسلم في موضعه سجدة الشكر حين بشره جبريل بأن من صلى عليه صلى الله عليه ومن سلم عليه سلم الله عليه في حديث ورد عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
وهو معروف الآن بمسجد أبي ذر، ونظراً لأهميته التاريخية فقد أعيد بناؤه وتوسعته على طراز حديث في عهد خادم الحرمين الشريفين.
ويتألف من بناء مساحته 182.3م2 في ركنه منارة جميلة، تقام فيه الصلوات الخمس.
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
--------------------------
كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
غالي محمد الأمين الشنقيطي ص 170
إدارة إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر 1408هـ- 1987م
مسجد البحير المعروف بأبي ذر
البحير بتصغير بحر: وهو اسم لبستان يقع في طرفه هذا المسجد الذي سمي باسمه بعد أن كان اسمه مسجد السجدة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مكانه ركعتين وأطال السجود في إحداهما؛ حتى ظن عبد الرحمن بن عوف وكان معه أنه قبض، فلما قام من سجوده أخبر عبد الرحمن بما ظن من أنه قبض ثم أخبره: (أن جبريل بشرني أن من صلى علي صلى الله عليه ومن سلم علي سلم الله عليه) . ويوجد لهذا الحديث أصل في شعب الإيمان للبيهقي ، وفي مسند الإمام أحمد أيضاً، وقد أصبح هذا المسجد اليوم معروفاً ( بمسجد أبي ذر )، وهي تسمية لا أعرف لها أصلاً، ويقع هذا المسجد في مصب شارع أبي ذر في شارع المطار؛ فحبذا لو أعيد إليه اسمه الأثري القديم، وأن يعاد إلى (المصلى) اسمه بعد تسميته بالغمامة، وحبذا لو أعيد إلى العنبرية اسمها (السقيا) . وكان هذا النخيل المسمى بالبحيري والذي يقع فيه مسجد السجدة ملكاً لأسرة طيبة من أهل المدينة في عصرنا وهم آل بري؛ ولكن هذا النخيل وماحوله أصبح طرقاً حديثة وميادين إلا شجيرات ملاصقة للمسجد أضفت عليه جمالاً، وعلى الشرق والغرب من هذا الميدان توجد عمارات ومعارض، فليت شيئاً من ذلك سمي بالاسم الأثري (البحير). وهذا المسجد اليوم مبني بناء حديثاً وجميلاً وله مئذنة تناسب حجمه .
وكانت المنطقة المحيطة بالبحير تسمى قديماً بالأسواق، فحبذا لو سمي الحي الحديث بذلك الاسم الأثري .
--------------------------
أخبار المدينة لمحمد بن الحسن ابن زبالة
جمع وتوثيق ودراسة: صلاح عبد العزيز زين سلامة 145-146
ط1/ 1424هـ
مسجد أبي ذر الغفاري:
وهو على يمين طريق السالك إلى أحد من طريق الأسواق.
روى ابن زبالة عن مولى لعبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: كنت نائماً في رحبة المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة، قال: فلبثت شيئاً ثم خرجت على إثره فوجدته قد دخل حائطاً من الأسواق، فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها، فلما تشهد تبدأت له، فقلت: بأبي وأمي لقد سجدت سجدة أشفقت أن يكون الله قد توفاك من طولها، فقال: إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه، ومن سلم علي سلم الله عليه.
--------------------------
فصول من تاريخ المدينة المنورة
علي حافظ ص 158-159
ط2/ 1405هـ
12- مسجد أبي ذر - طريق السافلة-
عن عبد الرحمن بن عوف: "أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وسجد سجدة أطال فيها حتى ظن أن الله قد توفاه من طولها. فلما تشهد رسول الله قال له ما ظنه".
فقال عليه الصلاة والسلام "إن جبريل بشرني أن من صلى علي صلى الله عليه ومن سلم علي سلم الله عليه".
وقال السيد السمهودي (يحتمل أن المسجد محل السجدة بل هو الظاهر).
جاء في خلاصة الوفاء (مسجد طريق السافلة وهي الطريق اليمنى الشرقية لمشهد حمزة رضي الله عنه عند النخيل المعروف بالبحير.
وقال المطري: يقال أنه مسجد أبي ذر الغفاري. ولم يرد فيه نقل يعتمد عليه، ويقع المسجد في الجهة الشرقية الشمالية للبستان البحيري- وهو البحير مع التحريف البسيط- على بعد نحو (150) متراً منه عند مفترق الطريق في مدخل شارع أبي ذر. وقد أنشئت عمارات في القسم الشمالي المتصل بطريق المطار من البستان البحيري.
تجديد عمارته
وقد جددت عمارته في العهد السعودي وبنيت له منارة في ركنه الشمالي الغربي كما أحدثت البلدية في شماله وجنوبه حديقتين صغيرتين أضفت على الشارع جمالاً.
الطريق إلى المسجد
من شارع أبي ذر لقاصد المطار ومن المناخة وباب الشامي لقاصد المطار ومن المطار لقاصد باب الشامي وقاصد المسجد النبوي ومن المسجد النبوي عبر شارع أبي ذر.
--------------------------
آثار المدينة المنورة
عبد القدوس الأنصاري ص 135
مسجد البحير
أو مسجد السجدة
وضعتُ هذا الاسم للمسجد(1) الآتي وصفه، تعريفاً له، لأنه مأثور على مانص عليه المطري والسمهودي ولأني لم أجد له اسماً خاصاً فيما اطلعت عليه من المراجع.
مسجد البحير صغير جداً، وهو على صغره مربع، فطوله 4 أمتار في عرض 4 أمتار وارتفاع جداره متر واحد وهو مبني بالحجارة المنحوتة وغير المنحوتة، وهو مكشوف ويقول السمهودي: إنه (عند النخيل المعروف بالبحير (2)) ومن مجاورته لهذا البستان الذي أدركناه ملكاً للمرحوم يحيى بري أحد كتاب المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة (3) أطلقنا عليه اسم: مسجد البحير) أما تحديد موقعه بالنظر للحالة الحاضرة فهو أنه في وسط البراح الكائن بين البستان المعروف بالبحيري وبين البساتين المعروفة بالصدقة. ويكتنفه من الجنوب والشمال طريقان موصلان إلى العريض. وبستان البحيري المشار إليه آنفاً يقع في غرب هذا المسجد وبينهما نحو ثلاث دقائق. وقد روى البيهقي في (شعب الإيمان) حديثاً فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في موضع هذا المسجد، وسجد فيه سجدة طويلة جداً، فملاحظة لهذه السجدة الطويلة أطلقنا عليه اسم (مسجد السجدة) جدد بناء مسجد السجدة في أواخر العقد الثامن من هذا القرن الهجري الذي نعيش في أواخره.
--------------------
(1) سمى بعض الناس هذا المسجد في العقد الثامن من هذا القرن الرابع عشر الهجري بمسجد أبي ذر والمؤرخون والتاريخ لايقران هذه التسمية فهي تسمية غير صحيحة والصواب ماجاء هنا والله أعلم.
(2) وفاء الوفا ص 55 المجلد الثاني. الطبعة الأولى بمصر.
(3) يسمى هذا البستان في المدينة باسم (البحيري) بالتصغير وزيادة ياء النسب في آخره. وفي تاج العروس لمحمد مرتضى الزبيدي أن (البحيرة: المنخفض من الأرض مادة البحر).
--------------------------
عمدة الأخبار في مدينة المختار
أحمد عبد الحميد العباسي ص 185
مسجد طريق السفالة (1): وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه قرب النخيل المعروفة بالبحير وهو يمين بقيع الأسواف، وهو صغير متهدم طوله ثمانية أذرع والناس يقولون له مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ولم يرد فيه نقل يعتمد عليه، ونقل السيد عن البيهقي عن عبد الرحمن بن عوف أنه كان برحبة هذا المسجد فرأى النبي صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة فخرج على أثره فدخل حائطاً من الأسواف فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى عليَّ صلى الله عليه، ومن سلم عليَّ سلم الله عليه،) رواه ابن زبالة وغيره في بعض طرقه ذكر السجود فقط وقال (فسجدت لله شكراً). وعن أحمد أنه أخرج هذا الحديث بلفظ: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة فخر ساجداً فأطال السجود حتى ظننت أن الله تعالى قبض نفسه فيها. فدنوت منه فرفع رأسه فقال: من هذا؟ فقلت عبد الرحمن، قال: ماشأنك؟ قلت: يارسول الله سجدت سجدة ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال: إن جبريل آتاني) الحديث المتقدم آنفاً، قال البيهقي في الخلافيات عن الحاكم قال: هذا حديث صحيح ولا أعلم في سجدة الشكر أصح من هذا الحديث انتهى. وقوله نحو صدقته ينبغي حمل الرواية المتقدمة ولايمتنع أن يكون بعض حوائط الأسواف كان من صدقة النبي صلى الله عليه وسلم مع أن بالقرب منها موضعاً يعرف قديماً وحديثاً بالصدقة أو أن القصة متعددة والله أعلم انتهى (2). قال الشريف: وشرقي بحير رحبة هي تليه نخلنا المعروف بالشطبة.
--------------------
(1) مسجد طريق السفالة: هو معروف اليوم بمسجد البحير أو السجدة وهو قرب البستان المعروف بالبحيري.
(2) من كتاب (وفاء الوفا).
--------------------------
وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى
نور الدين علي بن أحمد السمهودي ج3 /851
تحقيق: محمد محيي الدين عبد المجيد
دار الكتب العلمية ط 4/ 1404هـ
مسجد أبي ذر الغفاري
ومنها: مسجد صغير جداً طوله ثمانية أذرع على يمين طريق السالك إلى أحد من طريق الأسواق، فإذا جاوز البقيع المعروف ببقيع الأسواق قليلاً كان على يمينه طريق إذا مشى فيها يسيراً وجد هذا المسجد عند النخيل المعروفة بالبحير، وهو ثاني المسجدين اللذين ذكرهما المطري بقوله: وليس بالمدينة مسجد يعرف غير ماذكر إلا مسجداً على ثنية الوداع ومسجداً آخر صغيراً جداً على طريق السابلة، وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله تعالى عنه، يقال: إنه مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ولم يرد فيهما نقل يعتمد عليه.
قلت: روى البيهقي في شعب الإيمان عن مولى لعبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: كنت نائماً في رحبة المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة، قال: فلبثت شيئاً ثم خرجت على أثره فوجدته قد دخل حائطاً في الأسواق، فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها، فلما تشهد تبدأت له، فقلت: بأبي وأمي حين سجدت أشفقت أن يكون الله توفاك من طولها، فقال: إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه، ومن سلم علي سلم الله عليه. قال البيهقي: وقد رويناه من وجه آخر عن محمد بن جبير عن عبد الرحمن، ومن وجه آخر عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن ولم يذكر فيه الركعتين، بل ذكرالسجود فقط، فزاد عبد الواحد في حديثه: فسجدت لله شكراً. ورواه ابن زبالة بالطريق الأولى بلفظها، إلا أنه قال: فقلت بأبي وأمي لقد سجدت سجدة أشفقت إلى آخره. ورواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والبزار، إلا أن في روايتهم: فجئته وقد خرج، فاتبعته، فدخل حائطاً من حيطان الأسواق، فصلى فأطال السجود، فقلت: قبض الله روح رسوله صلى الله عليه وسلم لا أراه أبداً، فحزنت وبكيت، فرفع رأسه، فدعاني فقال: ماالذي بك؟ أو ما الذي وراءك؟ فقلت: يارسول الله أطلت السجود فقلت قبض الله رسوله لا أراه أبداً، فحزنت وبكيت، قال: سجدت هذه السجدة شكراً لربي فيما أبلاني في أمتي أنه قال: من صلى عليك منهم صلاة كتب له عشر حسنات، وهذا لفظ البزار.
قلت: والأسواق قريبة من موضع هذا المسجد جداً، ويحتمل أنه محل السجدة المذكورة، بل هو الظاهر، فلذلك أثبتناه. وحديث عبد الرحمن هذا أخرجه الإمام أحمد بلفظ: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً فأطال السجود حتى ظننت أن يكون الله قد قبض نفسه فيها، فدنوت منه، فرفع رأسه وقال: من هذا؟ قلت: عبد الرحمن، قال ما شأنك قلت يا رسول الله سجدت سجدة ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال: فقال: إن جبريل أتاني فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، قال البيهقي في الخلافيات عن الحاكم قال: هذا صحيح، ولا أعلم في سجدة الشكر أصح من هذا الحديث، انتهى. وقوله (نحو صدقته) ينبغي حمله في الرواية المتقدمة، ولايمتنع أن يكون بعض حوائط الأسواق كان من صدقة النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن بالقرب منه موضعاً يعرف قديماً وحديثاً بالصدقة، أو أن القصة متعددة والله أعلم.
--------------------------
المدينة المنورة في رحلة العياشي ص 144
دراسة وتحقيق: محمد أمحزون
دار الأرقم ط1/1408هـ
ومن المساجد أيضاً مسجد السابلة (1) ـ وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه ـ يقال أنه مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه (2). وروى البيهقي في شعب الإيمان (3) عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه كان برحبة المسجد، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة فخرج على أثره، فدخل حائطاً (4) من الأسواف (5) فتوضأ ثم صلى ركعتين، فسجد سجدة أطال فيها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له (6): إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى عليَّ صلى الله عليه، ومن سلم عليَّ سلم الله عليه (7). وفي بعض طرقه ذكر السجود فقط وقال: (فسجدت لله شكراً) (8).
قال السيد: بعد نقله لما تقدم: الأسواف قريبة من محل هذا المسجد، فلعله مسجد السجدة المذكورة (9).
--------------------
(1) في الأصل: السافلة. وكذا في النسخ. والتصحيح من السمهودي: المصدر السابق، ج1، ص 284.
(2) ويبعد عن الحرم بكيل ونصف تقريباً. قال السمهودي: (ولم يرو ـ فيه ـ نقل يعتمد عليه) المصدر السابق، ج3، س 851.
(3) كتاب شعب الإيمان، وهي بضع وسبعون شعبة، حاجي خليفة: المصدر السابق، ج2، ص 1047.
(4) بستان من النخل. ابن منظور: المصدر السابق.
(5) موضع شامي البقيع. السمهودي: المصدر السابق ج4، ص 1125.
(6) سقط من (ب): له.
(7) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، مخطوط الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، رقمه: 317 ص 265 كما أورده أحمد في مسنده. قال المحقق: أحمد شاكر: إسناده صحيح (طبعة القاهرة). ج3، ص 129.
والمقصود من النص أن جبريل عليه السلام أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أثناء سجوده.
(8) هذا يتفق مع ما أورده السمهودي: المصدر السابق، ج3، ص 851.
(9) هذا يتفق مع مقالة السمهودي: المصدر نفسه، ج3، ص 582.
--------------------------
دليل مساجد المدينة المنورة
إعداد: سعيد أحمد الدربي ومحمد عبد الحميد أبو عزة ص: 10
نشر: مدير أوقاف المدينة المنورة 1399 هـ.
مسجد أبي ذر
وعرف بمسجد السجدة بالقرب من البستان المعروف بالبحيري ويقع على الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه وهو صغير متهدم طوله 8 أذرع سمي بمسجد السجدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها وقال عليه الصلاة والسلام إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى عليّ صلى الله عليه ومن سلم عليّ سلم الله عليه ويسمى أيضاً مسجد طريق السفالة.
جددت عمارته في العهد السعودي على طراز حديث وبنيت له منارة في ركنه الشمالي الغربي كما أنشأت البلدية في شماله وجنوبه حديقتين صغيرتين والطريق إليه من شارع أبي ذر للقاصد المطار ومن المناخة وباب الشامي لقاصد المطار ومن المطار لقاصد باب الشامي وقاصد المسجد النبوي الشريف ومساحته الآن تبلغ 81، 182 متراً مربعاً. وقد أجريت له ترميمات شملت أماكن الوضوء وغيرها بلغت تكلفتها 2100 ألفين ومائة ريال وذلك خلال عام 1399 هـ.
--------------------------
المساجد الأثرية في المدينة النبوية
محمّد إلياس عبد الغني من ص 92- 97
مطابع الرشيد ط1/1418هـ
(12) مسجد السجدة (مسجد أبي ذر)
أسماؤه:
أ- يقال له: مسجد السجدة لسجوده صلى الله عليه وسلم فيه سجدة طويلة.
ب- ويقال له: مسجد الشكر لسجوده صلى الله عليه وسلم فيه سجدة الشكر. (وسيأتي بيان ذلك) .
ج- ويقال له: مسجد البحيري لوقوعه عند بستان النخيل الذي عرف بالبحير.
د- ويقال له: مسجد الأسواف: لما روى البيهقي عن عبد الرحمن بن عوف وفيه: فدخل حائطاً من الأسواف... الحديث.
وقال السمهودي: الأسواف قريبة من محل هذا المسجد وقال أيضاً: الأسواف بالفتح آخره فاء موضع شامي البقيع.
ه- ويقال له: مسجد السافلة لوقوعه على طريق السافلة المتجه إلى حدائق السافلة.
قال الفيروزآبادي السافلة تقابل العالية، وأدنى العالية السنح على ميل من المسجد، فما نزل عنه فهو السافلة، والناس اليوم يطلقونها على ما كان في شامي المدينة، والعالية على ما كان في قبلتها.
و- ويعرف الآن بمسجد أبي ذر رضي الله عنه، لكن قال السمهودي عن هذا الاسم: لم يرد فيه نقل يعتمد عليه.
موقعه: يقع مسجد السجدة عند التقاء شارع أبي ذر بشارع المطار وهو في الجهة الشمالية من المسجد النبوي الشريف على بعد 900 م.
وصفه: نظراً للأهمية التاريخية التي يحتلها المسجد تم بناؤه وتوسعته على طراز حديث في العهد السعودي الزاهر وهو عبارة عن صالة في ركنها منارة جميلة ويبلغ طول المسجد (18م) وعرضه (13ر10 م). ومساحته (3ر 182م2) والمسجد عامر تقام فيه الصلوات الخمس.
المسجد عبر التاريخ: لقد ثبت من حديث عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم توجه نحو صدقته فدخل حائطاً من الأسواف، فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها (كما سيأتي).
قال المطري (المتوفى 741 هـ): (ومسجد آخر صغير جداً على طريق السافلة وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه، يقال إنه مسجد أبي ذر الغفاري).
وذكره السيد السمهودي (المتوفى 911 هـ) وقال: ومسجد صغير جداً طوله ثمانية أذرع في ثمانية أذرع على يمين طريق السالك إلى أحد. ثم ذكر حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
وتحدث عنه محمد كبريت (المتوفي 1070 هـ) قائلاً ومسجد السافلة شرقي الطريق إلى مسجد السيد حمزة بين النخيل طوله ثمانية أذرع ويقال إِنه مسجد أبي ذر رضي الله عنه.
وأفاد عنه العباسي (المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري) بقوله: ومنها مسجد طريق السفالة وهي الطريق اليمنى الشرقية إِلى مشهد حمزة رضي الله عنه قرب النخيل المعروفة بالبحير.
وأورده أبو سالم العياشي في رحلته سنة 1073هـ 1662م. ضمن المساجد الأثرية وقال: ومن المساجد أيضاً مسجد السافلة، وهي الطريق اليمنى الشرقية إِلى مشهد حمزة رضي الله عنه. يقال: إِنه مسجد أبي ذر رضي الله عنه.
وقال علي بن موسى الأفندي في وصف المدينة المنورة سنة 1303هـ 1885م: (وفي جزع الصدقة مسجد صغير غير مسقوف عند مفيض عين الصدقة، ويعرف بمسجد سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه).
وفي نهاية القرن الرابع عشر الهجري وصفه الأنصاري قائلاً: (مسجد البحير صغير جداً، وهو على صغره مربع فطوله 4 أمتار في عرض 4 أمتار وارتفاع جدره متر واحد وهو مبني بالحجارة المنحوتة وغير المنحوتة وهو مكشوف. ويقول السمهودي: (إِنه عند النخيل المعروف بالبحير). ومن مجاورته لهذا البستان الذي أدركناه ملكاً للمرحوم يحيى بري أطلقنا عليه اسم مسجد البحير. وبستان البحيري يقع في غرب هذا المسجد وبينهما نحو ثلاث دقائق.
وأفاد علي حافظ أن المسجد يقع في الجهة الشرقية الشمالية للبستان البحيري، وهو البحير على بعد نحو (150) متراً منه.
وقال إِبراهيم العياشي (المتوفى 1400 هـ): كنت عثرت على هذا المسجد قبل أربعين عاماً وهو مبني على النحو الذي في المقاس الذي ذكره السيد السمهودي لكنه في هذا البناء مما بناه السيد علوي سقاف، وكان غير مسقوف ولا مجصص وهو في شرقي البستان البحيري الذي كان ليحيى بن عبد الجليل بري رحمه الله تعالى.
وقال عنه الخياري (المتوفى 1380هـ): وهذا المسجد الآن مقام على يمين طريق الأسفلت المؤدي إلى المطار وقد عمر على أحسن طراز وأصبح أهل تلك المحلة يؤمونه لأداء الفرائض وهو تحت إِشراف الأوقاف.
وتحدث عنه غالي محمد الشنقيطي. وورد ذكره في التقرير الصادر من إِدارة الأوقاف والمساجد سنة 1409هـ و 1413هـ.
النبي صلى الله عليه وسلم يسجد لله شكراً: عن عبد الرحمن بن عوف قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً، فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل قبض نفسه فيها، فدنوت منه فجلست، فرفع رأسه فقال: من هذا؟ قلت: عبد الرحمن. قال: ما شأنك؟ قلت: يا رسول الله سجدت سجدة خشيت أن يكون الله عز وجل قد قبض نفسك فيها. فقال: إِن جبريل عليه السلام أتاني فبشرني فقال: إِن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه. فسجدت لله عز وجل شكراً.
وفي رواية أخرى عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتبعه، حتى دخل نخلاً فسجد فأطال السجود).. الحديث.
وروى البيهقي عن عبد الرحمن بن عوف قال: (كنت قائماً في رحبة المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة، قال: فلبثت ملياً ثم خرجت على أثره فرأيته قد دخل حائطاً من الأسواف. فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال السجود فيها فلما تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تبدأت له فقلت له: بأبي أنت وأمي حين سجدت أشفقت أن الله قد توفاك من طولها. فقال: (إِن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه ومن سلم علي سلم الله عليه).
--------------------------
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
محمَّد كِبريت الحُسَينِي المدَنِي ص 257
تحقيق: أَحمَد سَعِيد بن سِلمِ
3- مسجد السافلة:
في شرقي الطريق إلى السيد حمزة -رضي الله عنه- بين النخيل، طوله ثمانية أذرع، ويقال له: مسجد أبي ذر الغفاري -رضي الله تعالى عنه- صلى فيه النبي -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- ويعرف هذا الوادي بوادي الشظاة بفتح الشين المعجمة))
وفي "الوفاء": الشظاة اسم لوادي قنا أو لما يلي السد من الوادي ((وسيل وادي قناة يأتي من وج بالطائف، ومصبه بحر القلزم من ناحية أكدا؟ وبالجملة فإن هذا الوادي من أطيب الأودية وأغذاها، وفيه يحصل لمن حله كمال المسرة، وصفاء الخاطر.
--------------------------
تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة
أبو بكر بن الحسين بن عمر المراغي ص 236
تحقيق: د. عبد الله العسيلان
ط1/1422هـ
قال المطري: وليس بالمدينة مسجد يعرف غير ما ذكر إلا مسجد على ثنية الوداع عن يسار الداخل إلى المدينة من طريق الشام انتهى. وكانه يريد المسجد المعروف ((بمسجد الراية)).
قال: ومسجد آخر صغير جداً على طريق السافلة اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه عن يسار السالك اليه والى حدائق السافلة، يقال إنه مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ولم يرد فيهما ما يعتمد نقله.
الإحداثيات
N 24 28.539
E 39 36.877
وهو معروف الآن بمسجد أبي ذر، ونظراً لأهميته التاريخية فقد أعيد بناؤه وتوسعته على طراز حديث في عهد خادم الحرمين الشريفين.
ويتألف من بناء مساحته 182.3م2 في ركنه منارة جميلة، تقام فيه الصلوات الخمس.
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
--------------------------
كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
غالي محمد الأمين الشنقيطي ص 170
إدارة إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر 1408هـ- 1987م
مسجد البحير المعروف بأبي ذر
البحير بتصغير بحر: وهو اسم لبستان يقع في طرفه هذا المسجد الذي سمي باسمه بعد أن كان اسمه مسجد السجدة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مكانه ركعتين وأطال السجود في إحداهما؛ حتى ظن عبد الرحمن بن عوف وكان معه أنه قبض، فلما قام من سجوده أخبر عبد الرحمن بما ظن من أنه قبض ثم أخبره: (أن جبريل بشرني أن من صلى علي صلى الله عليه ومن سلم علي سلم الله عليه) . ويوجد لهذا الحديث أصل في شعب الإيمان للبيهقي ، وفي مسند الإمام أحمد أيضاً، وقد أصبح هذا المسجد اليوم معروفاً ( بمسجد أبي ذر )، وهي تسمية لا أعرف لها أصلاً، ويقع هذا المسجد في مصب شارع أبي ذر في شارع المطار؛ فحبذا لو أعيد إليه اسمه الأثري القديم، وأن يعاد إلى (المصلى) اسمه بعد تسميته بالغمامة، وحبذا لو أعيد إلى العنبرية اسمها (السقيا) . وكان هذا النخيل المسمى بالبحيري والذي يقع فيه مسجد السجدة ملكاً لأسرة طيبة من أهل المدينة في عصرنا وهم آل بري؛ ولكن هذا النخيل وماحوله أصبح طرقاً حديثة وميادين إلا شجيرات ملاصقة للمسجد أضفت عليه جمالاً، وعلى الشرق والغرب من هذا الميدان توجد عمارات ومعارض، فليت شيئاً من ذلك سمي بالاسم الأثري (البحير). وهذا المسجد اليوم مبني بناء حديثاً وجميلاً وله مئذنة تناسب حجمه .
وكانت المنطقة المحيطة بالبحير تسمى قديماً بالأسواق، فحبذا لو سمي الحي الحديث بذلك الاسم الأثري .
--------------------------
أخبار المدينة لمحمد بن الحسن ابن زبالة
جمع وتوثيق ودراسة: صلاح عبد العزيز زين سلامة 145-146
ط1/ 1424هـ
مسجد أبي ذر الغفاري:
وهو على يمين طريق السالك إلى أحد من طريق الأسواق.
روى ابن زبالة عن مولى لعبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: كنت نائماً في رحبة المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة، قال: فلبثت شيئاً ثم خرجت على إثره فوجدته قد دخل حائطاً من الأسواق، فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها، فلما تشهد تبدأت له، فقلت: بأبي وأمي لقد سجدت سجدة أشفقت أن يكون الله قد توفاك من طولها، فقال: إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه، ومن سلم علي سلم الله عليه.
--------------------------
فصول من تاريخ المدينة المنورة
علي حافظ ص 158-159
ط2/ 1405هـ
12- مسجد أبي ذر - طريق السافلة-
عن عبد الرحمن بن عوف: "أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وسجد سجدة أطال فيها حتى ظن أن الله قد توفاه من طولها. فلما تشهد رسول الله قال له ما ظنه".
فقال عليه الصلاة والسلام "إن جبريل بشرني أن من صلى علي صلى الله عليه ومن سلم علي سلم الله عليه".
وقال السيد السمهودي (يحتمل أن المسجد محل السجدة بل هو الظاهر).
جاء في خلاصة الوفاء (مسجد طريق السافلة وهي الطريق اليمنى الشرقية لمشهد حمزة رضي الله عنه عند النخيل المعروف بالبحير.
وقال المطري: يقال أنه مسجد أبي ذر الغفاري. ولم يرد فيه نقل يعتمد عليه، ويقع المسجد في الجهة الشرقية الشمالية للبستان البحيري- وهو البحير مع التحريف البسيط- على بعد نحو (150) متراً منه عند مفترق الطريق في مدخل شارع أبي ذر. وقد أنشئت عمارات في القسم الشمالي المتصل بطريق المطار من البستان البحيري.
تجديد عمارته
وقد جددت عمارته في العهد السعودي وبنيت له منارة في ركنه الشمالي الغربي كما أحدثت البلدية في شماله وجنوبه حديقتين صغيرتين أضفت على الشارع جمالاً.
الطريق إلى المسجد
من شارع أبي ذر لقاصد المطار ومن المناخة وباب الشامي لقاصد المطار ومن المطار لقاصد باب الشامي وقاصد المسجد النبوي ومن المسجد النبوي عبر شارع أبي ذر.
--------------------------
آثار المدينة المنورة
عبد القدوس الأنصاري ص 135
مسجد البحير
أو مسجد السجدة
وضعتُ هذا الاسم للمسجد(1) الآتي وصفه، تعريفاً له، لأنه مأثور على مانص عليه المطري والسمهودي ولأني لم أجد له اسماً خاصاً فيما اطلعت عليه من المراجع.
مسجد البحير صغير جداً، وهو على صغره مربع، فطوله 4 أمتار في عرض 4 أمتار وارتفاع جداره متر واحد وهو مبني بالحجارة المنحوتة وغير المنحوتة، وهو مكشوف ويقول السمهودي: إنه (عند النخيل المعروف بالبحير (2)) ومن مجاورته لهذا البستان الذي أدركناه ملكاً للمرحوم يحيى بري أحد كتاب المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة (3) أطلقنا عليه اسم: مسجد البحير) أما تحديد موقعه بالنظر للحالة الحاضرة فهو أنه في وسط البراح الكائن بين البستان المعروف بالبحيري وبين البساتين المعروفة بالصدقة. ويكتنفه من الجنوب والشمال طريقان موصلان إلى العريض. وبستان البحيري المشار إليه آنفاً يقع في غرب هذا المسجد وبينهما نحو ثلاث دقائق. وقد روى البيهقي في (شعب الإيمان) حديثاً فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في موضع هذا المسجد، وسجد فيه سجدة طويلة جداً، فملاحظة لهذه السجدة الطويلة أطلقنا عليه اسم (مسجد السجدة) جدد بناء مسجد السجدة في أواخر العقد الثامن من هذا القرن الهجري الذي نعيش في أواخره.
--------------------
(1) سمى بعض الناس هذا المسجد في العقد الثامن من هذا القرن الرابع عشر الهجري بمسجد أبي ذر والمؤرخون والتاريخ لايقران هذه التسمية فهي تسمية غير صحيحة والصواب ماجاء هنا والله أعلم.
(2) وفاء الوفا ص 55 المجلد الثاني. الطبعة الأولى بمصر.
(3) يسمى هذا البستان في المدينة باسم (البحيري) بالتصغير وزيادة ياء النسب في آخره. وفي تاج العروس لمحمد مرتضى الزبيدي أن (البحيرة: المنخفض من الأرض مادة البحر).
--------------------------
عمدة الأخبار في مدينة المختار
أحمد عبد الحميد العباسي ص 185
مسجد طريق السفالة (1): وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه قرب النخيل المعروفة بالبحير وهو يمين بقيع الأسواف، وهو صغير متهدم طوله ثمانية أذرع والناس يقولون له مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ولم يرد فيه نقل يعتمد عليه، ونقل السيد عن البيهقي عن عبد الرحمن بن عوف أنه كان برحبة هذا المسجد فرأى النبي صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة فخرج على أثره فدخل حائطاً من الأسواف فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى عليَّ صلى الله عليه، ومن سلم عليَّ سلم الله عليه،) رواه ابن زبالة وغيره في بعض طرقه ذكر السجود فقط وقال (فسجدت لله شكراً). وعن أحمد أنه أخرج هذا الحديث بلفظ: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة فخر ساجداً فأطال السجود حتى ظننت أن الله تعالى قبض نفسه فيها. فدنوت منه فرفع رأسه فقال: من هذا؟ فقلت عبد الرحمن، قال: ماشأنك؟ قلت: يارسول الله سجدت سجدة ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال: إن جبريل آتاني) الحديث المتقدم آنفاً، قال البيهقي في الخلافيات عن الحاكم قال: هذا حديث صحيح ولا أعلم في سجدة الشكر أصح من هذا الحديث انتهى. وقوله نحو صدقته ينبغي حمل الرواية المتقدمة ولايمتنع أن يكون بعض حوائط الأسواف كان من صدقة النبي صلى الله عليه وسلم مع أن بالقرب منها موضعاً يعرف قديماً وحديثاً بالصدقة أو أن القصة متعددة والله أعلم انتهى (2). قال الشريف: وشرقي بحير رحبة هي تليه نخلنا المعروف بالشطبة.
--------------------
(1) مسجد طريق السفالة: هو معروف اليوم بمسجد البحير أو السجدة وهو قرب البستان المعروف بالبحيري.
(2) من كتاب (وفاء الوفا).
--------------------------
وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى
نور الدين علي بن أحمد السمهودي ج3 /851
تحقيق: محمد محيي الدين عبد المجيد
دار الكتب العلمية ط 4/ 1404هـ
مسجد أبي ذر الغفاري
ومنها: مسجد صغير جداً طوله ثمانية أذرع على يمين طريق السالك إلى أحد من طريق الأسواق، فإذا جاوز البقيع المعروف ببقيع الأسواق قليلاً كان على يمينه طريق إذا مشى فيها يسيراً وجد هذا المسجد عند النخيل المعروفة بالبحير، وهو ثاني المسجدين اللذين ذكرهما المطري بقوله: وليس بالمدينة مسجد يعرف غير ماذكر إلا مسجداً على ثنية الوداع ومسجداً آخر صغيراً جداً على طريق السابلة، وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله تعالى عنه، يقال: إنه مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ولم يرد فيهما نقل يعتمد عليه.
قلت: روى البيهقي في شعب الإيمان عن مولى لعبد الرحمن بن عوف قال: قال عبد الرحمن: كنت نائماً في رحبة المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة، قال: فلبثت شيئاً ثم خرجت على أثره فوجدته قد دخل حائطاً في الأسواق، فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها، فلما تشهد تبدأت له، فقلت: بأبي وأمي حين سجدت أشفقت أن يكون الله توفاك من طولها، فقال: إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه، ومن سلم علي سلم الله عليه. قال البيهقي: وقد رويناه من وجه آخر عن محمد بن جبير عن عبد الرحمن، ومن وجه آخر عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن ولم يذكر فيه الركعتين، بل ذكرالسجود فقط، فزاد عبد الواحد في حديثه: فسجدت لله شكراً. ورواه ابن زبالة بالطريق الأولى بلفظها، إلا أنه قال: فقلت بأبي وأمي لقد سجدت سجدة أشفقت إلى آخره. ورواه ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والبزار، إلا أن في روايتهم: فجئته وقد خرج، فاتبعته، فدخل حائطاً من حيطان الأسواق، فصلى فأطال السجود، فقلت: قبض الله روح رسوله صلى الله عليه وسلم لا أراه أبداً، فحزنت وبكيت، فرفع رأسه، فدعاني فقال: ماالذي بك؟ أو ما الذي وراءك؟ فقلت: يارسول الله أطلت السجود فقلت قبض الله رسوله لا أراه أبداً، فحزنت وبكيت، قال: سجدت هذه السجدة شكراً لربي فيما أبلاني في أمتي أنه قال: من صلى عليك منهم صلاة كتب له عشر حسنات، وهذا لفظ البزار.
قلت: والأسواق قريبة من موضع هذا المسجد جداً، ويحتمل أنه محل السجدة المذكورة، بل هو الظاهر، فلذلك أثبتناه. وحديث عبد الرحمن هذا أخرجه الإمام أحمد بلفظ: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً فأطال السجود حتى ظننت أن يكون الله قد قبض نفسه فيها، فدنوت منه، فرفع رأسه وقال: من هذا؟ قلت: عبد الرحمن، قال ما شأنك قلت يا رسول الله سجدت سجدة ظننت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها، فقال: فقال: إن جبريل أتاني فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، قال البيهقي في الخلافيات عن الحاكم قال: هذا صحيح، ولا أعلم في سجدة الشكر أصح من هذا الحديث، انتهى. وقوله (نحو صدقته) ينبغي حمله في الرواية المتقدمة، ولايمتنع أن يكون بعض حوائط الأسواق كان من صدقة النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن بالقرب منه موضعاً يعرف قديماً وحديثاً بالصدقة، أو أن القصة متعددة والله أعلم.
--------------------------
المدينة المنورة في رحلة العياشي ص 144
دراسة وتحقيق: محمد أمحزون
دار الأرقم ط1/1408هـ
ومن المساجد أيضاً مسجد السابلة (1) ـ وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه ـ يقال أنه مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه (2). وروى البيهقي في شعب الإيمان (3) عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه كان برحبة المسجد، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة فخرج على أثره، فدخل حائطاً (4) من الأسواف (5) فتوضأ ثم صلى ركعتين، فسجد سجدة أطال فيها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له (6): إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى عليَّ صلى الله عليه، ومن سلم عليَّ سلم الله عليه (7). وفي بعض طرقه ذكر السجود فقط وقال: (فسجدت لله شكراً) (8).
قال السيد: بعد نقله لما تقدم: الأسواف قريبة من محل هذا المسجد، فلعله مسجد السجدة المذكورة (9).
--------------------
(1) في الأصل: السافلة. وكذا في النسخ. والتصحيح من السمهودي: المصدر السابق، ج1، ص 284.
(2) ويبعد عن الحرم بكيل ونصف تقريباً. قال السمهودي: (ولم يرو ـ فيه ـ نقل يعتمد عليه) المصدر السابق، ج3، س 851.
(3) كتاب شعب الإيمان، وهي بضع وسبعون شعبة، حاجي خليفة: المصدر السابق، ج2، ص 1047.
(4) بستان من النخل. ابن منظور: المصدر السابق.
(5) موضع شامي البقيع. السمهودي: المصدر السابق ج4، ص 1125.
(6) سقط من (ب): له.
(7) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، مخطوط الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، رقمه: 317 ص 265 كما أورده أحمد في مسنده. قال المحقق: أحمد شاكر: إسناده صحيح (طبعة القاهرة). ج3، ص 129.
والمقصود من النص أن جبريل عليه السلام أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أثناء سجوده.
(8) هذا يتفق مع ما أورده السمهودي: المصدر السابق، ج3، ص 851.
(9) هذا يتفق مع مقالة السمهودي: المصدر نفسه، ج3، ص 582.
--------------------------
دليل مساجد المدينة المنورة
إعداد: سعيد أحمد الدربي ومحمد عبد الحميد أبو عزة ص: 10
نشر: مدير أوقاف المدينة المنورة 1399 هـ.
مسجد أبي ذر
وعرف بمسجد السجدة بالقرب من البستان المعروف بالبحيري ويقع على الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه وهو صغير متهدم طوله 8 أذرع سمي بمسجد السجدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها وقال عليه الصلاة والسلام إن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى عليّ صلى الله عليه ومن سلم عليّ سلم الله عليه ويسمى أيضاً مسجد طريق السفالة.
جددت عمارته في العهد السعودي على طراز حديث وبنيت له منارة في ركنه الشمالي الغربي كما أنشأت البلدية في شماله وجنوبه حديقتين صغيرتين والطريق إليه من شارع أبي ذر للقاصد المطار ومن المناخة وباب الشامي لقاصد المطار ومن المطار لقاصد باب الشامي وقاصد المسجد النبوي الشريف ومساحته الآن تبلغ 81، 182 متراً مربعاً. وقد أجريت له ترميمات شملت أماكن الوضوء وغيرها بلغت تكلفتها 2100 ألفين ومائة ريال وذلك خلال عام 1399 هـ.
--------------------------
المساجد الأثرية في المدينة النبوية
محمّد إلياس عبد الغني من ص 92- 97
مطابع الرشيد ط1/1418هـ
(12) مسجد السجدة (مسجد أبي ذر)
أسماؤه:
أ- يقال له: مسجد السجدة لسجوده صلى الله عليه وسلم فيه سجدة طويلة.
ب- ويقال له: مسجد الشكر لسجوده صلى الله عليه وسلم فيه سجدة الشكر. (وسيأتي بيان ذلك) .
ج- ويقال له: مسجد البحيري لوقوعه عند بستان النخيل الذي عرف بالبحير.
د- ويقال له: مسجد الأسواف: لما روى البيهقي عن عبد الرحمن بن عوف وفيه: فدخل حائطاً من الأسواف... الحديث.
وقال السمهودي: الأسواف قريبة من محل هذا المسجد وقال أيضاً: الأسواف بالفتح آخره فاء موضع شامي البقيع.
ه- ويقال له: مسجد السافلة لوقوعه على طريق السافلة المتجه إلى حدائق السافلة.
قال الفيروزآبادي السافلة تقابل العالية، وأدنى العالية السنح على ميل من المسجد، فما نزل عنه فهو السافلة، والناس اليوم يطلقونها على ما كان في شامي المدينة، والعالية على ما كان في قبلتها.
و- ويعرف الآن بمسجد أبي ذر رضي الله عنه، لكن قال السمهودي عن هذا الاسم: لم يرد فيه نقل يعتمد عليه.
موقعه: يقع مسجد السجدة عند التقاء شارع أبي ذر بشارع المطار وهو في الجهة الشمالية من المسجد النبوي الشريف على بعد 900 م.
وصفه: نظراً للأهمية التاريخية التي يحتلها المسجد تم بناؤه وتوسعته على طراز حديث في العهد السعودي الزاهر وهو عبارة عن صالة في ركنها منارة جميلة ويبلغ طول المسجد (18م) وعرضه (13ر10 م). ومساحته (3ر 182م2) والمسجد عامر تقام فيه الصلوات الخمس.
المسجد عبر التاريخ: لقد ثبت من حديث عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم توجه نحو صدقته فدخل حائطاً من الأسواف، فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال فيها (كما سيأتي).
قال المطري (المتوفى 741 هـ): (ومسجد آخر صغير جداً على طريق السافلة وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه، يقال إنه مسجد أبي ذر الغفاري).
وذكره السيد السمهودي (المتوفى 911 هـ) وقال: ومسجد صغير جداً طوله ثمانية أذرع في ثمانية أذرع على يمين طريق السالك إلى أحد. ثم ذكر حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
وتحدث عنه محمد كبريت (المتوفي 1070 هـ) قائلاً ومسجد السافلة شرقي الطريق إلى مسجد السيد حمزة بين النخيل طوله ثمانية أذرع ويقال إِنه مسجد أبي ذر رضي الله عنه.
وأفاد عنه العباسي (المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري) بقوله: ومنها مسجد طريق السفالة وهي الطريق اليمنى الشرقية إِلى مشهد حمزة رضي الله عنه قرب النخيل المعروفة بالبحير.
وأورده أبو سالم العياشي في رحلته سنة 1073هـ 1662م. ضمن المساجد الأثرية وقال: ومن المساجد أيضاً مسجد السافلة، وهي الطريق اليمنى الشرقية إِلى مشهد حمزة رضي الله عنه. يقال: إِنه مسجد أبي ذر رضي الله عنه.
وقال علي بن موسى الأفندي في وصف المدينة المنورة سنة 1303هـ 1885م: (وفي جزع الصدقة مسجد صغير غير مسقوف عند مفيض عين الصدقة، ويعرف بمسجد سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه).
وفي نهاية القرن الرابع عشر الهجري وصفه الأنصاري قائلاً: (مسجد البحير صغير جداً، وهو على صغره مربع فطوله 4 أمتار في عرض 4 أمتار وارتفاع جدره متر واحد وهو مبني بالحجارة المنحوتة وغير المنحوتة وهو مكشوف. ويقول السمهودي: (إِنه عند النخيل المعروف بالبحير). ومن مجاورته لهذا البستان الذي أدركناه ملكاً للمرحوم يحيى بري أطلقنا عليه اسم مسجد البحير. وبستان البحيري يقع في غرب هذا المسجد وبينهما نحو ثلاث دقائق.
وأفاد علي حافظ أن المسجد يقع في الجهة الشرقية الشمالية للبستان البحيري، وهو البحير على بعد نحو (150) متراً منه.
وقال إِبراهيم العياشي (المتوفى 1400 هـ): كنت عثرت على هذا المسجد قبل أربعين عاماً وهو مبني على النحو الذي في المقاس الذي ذكره السيد السمهودي لكنه في هذا البناء مما بناه السيد علوي سقاف، وكان غير مسقوف ولا مجصص وهو في شرقي البستان البحيري الذي كان ليحيى بن عبد الجليل بري رحمه الله تعالى.
وقال عنه الخياري (المتوفى 1380هـ): وهذا المسجد الآن مقام على يمين طريق الأسفلت المؤدي إلى المطار وقد عمر على أحسن طراز وأصبح أهل تلك المحلة يؤمونه لأداء الفرائض وهو تحت إِشراف الأوقاف.
وتحدث عنه غالي محمد الشنقيطي. وورد ذكره في التقرير الصادر من إِدارة الأوقاف والمساجد سنة 1409هـ و 1413هـ.
النبي صلى الله عليه وسلم يسجد لله شكراً: عن عبد الرحمن بن عوف قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوجه نحو صدقته فدخل فاستقبل القبلة، فخر ساجداً، فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل قبض نفسه فيها، فدنوت منه فجلست، فرفع رأسه فقال: من هذا؟ قلت: عبد الرحمن. قال: ما شأنك؟ قلت: يا رسول الله سجدت سجدة خشيت أن يكون الله عز وجل قد قبض نفسك فيها. فقال: إِن جبريل عليه السلام أتاني فبشرني فقال: إِن الله عز وجل يقول: من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه. فسجدت لله عز وجل شكراً.
وفي رواية أخرى عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتبعه، حتى دخل نخلاً فسجد فأطال السجود).. الحديث.
وروى البيهقي عن عبد الرحمن بن عوف قال: (كنت قائماً في رحبة المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجاً من الباب الذي يلي المقبرة، قال: فلبثت ملياً ثم خرجت على أثره فرأيته قد دخل حائطاً من الأسواف. فتوضأ ثم صلى ركعتين فسجد سجدة أطال السجود فيها فلما تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تبدأت له فقلت له: بأبي أنت وأمي حين سجدت أشفقت أن الله قد توفاك من طولها. فقال: (إِن جبريل عليه السلام بشرني أنه من صلى علي صلى الله عليه ومن سلم علي سلم الله عليه).
--------------------------
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
محمَّد كِبريت الحُسَينِي المدَنِي ص 257
تحقيق: أَحمَد سَعِيد بن سِلمِ
3- مسجد السافلة:
في شرقي الطريق إلى السيد حمزة -رضي الله عنه- بين النخيل، طوله ثمانية أذرع، ويقال له: مسجد أبي ذر الغفاري -رضي الله تعالى عنه- صلى فيه النبي -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- ويعرف هذا الوادي بوادي الشظاة بفتح الشين المعجمة))
وفي "الوفاء": الشظاة اسم لوادي قنا أو لما يلي السد من الوادي ((وسيل وادي قناة يأتي من وج بالطائف، ومصبه بحر القلزم من ناحية أكدا؟ وبالجملة فإن هذا الوادي من أطيب الأودية وأغذاها، وفيه يحصل لمن حله كمال المسرة، وصفاء الخاطر.
--------------------------
تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة
أبو بكر بن الحسين بن عمر المراغي ص 236
تحقيق: د. عبد الله العسيلان
ط1/1422هـ
قال المطري: وليس بالمدينة مسجد يعرف غير ما ذكر إلا مسجد على ثنية الوداع عن يسار الداخل إلى المدينة من طريق الشام انتهى. وكانه يريد المسجد المعروف ((بمسجد الراية)).
قال: ومسجد آخر صغير جداً على طريق السافلة اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه عن يسار السالك اليه والى حدائق السافلة، يقال إنه مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ولم يرد فيهما ما يعتمد نقله.
الإحداثيات
N 24 28.539
E 39 36.877
إعداد وتوثيق
فريق طيبة نت
فريق طيبة نت
مسجد سيدنا حمزة رضي الله عنه في المدينة المنورة
يقع شمال المدينة في وادي أحد، حيث استشهد حمزة رضي الله عنه سنة ثلاث للهجرة، وقد كان أهل المدينة نقلوا بعض قتلاهم لدفنهم في المدينة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم منعهم قائلاً: (ادفنوهم حيث صرعوا)، والمكان الذي صرع فيه عليه قبة يقال لها (قبة المصرع) شرق مسجده الحالي الذي نقلت جثته إليه فيما بعد لما عبث السيل بقبره الأول، ومن حوله قبور الشهداء الذين قتلوا في غزوة أحد وعددهم نيف وسبعون شهيداً رضي الله عنهم.
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
----------------------------------
وأما مسجد سيدنا حمزة فإنه يوجد في شمال المدينة في وادي أحد: وهذا الوادي مشهور بالواقعة التي حصلت بين المسلمين والمشركين في 15 شوال سنة 3 للهجرة، وأبلى فيها المسلمون بلاءً حسناً، واستشهد فيه سيدنا حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت فيها رباعية النبي اليمنى وشج وجهه وكلمت شفته السفلي، ودخلت حلقتان من مغفره في وجنته : وقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أن أبا عبيدة بن الجراح نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت ثنيته، ثم نزع الأخرى فسقطت ثنيته الثانية، فكان ساقط الثنيتين. وهناك قبة يقال لها قبة السن فيها حجر به حفرة صغيرة يزعمون أنها المكان الذي سقط فيه السن الشريف. وقد كان أهل المدينة نقلوا بعد انتهاء هذه الواقعة بعض قتلاهم لدفنهم فيها، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم منعهم قائلا : ((ادفنوهم حيث صرعوا)) وعليه فقد دفن حمزة في مصرعه الذي عليه إلى الآن قبة يقال لها قبة المصرع، شرق مسجده الحالي الذي نقلت جثته إليه فيما بعد لما عبث السيل بقبره الأول. ومن حوله قبور الشهداء الذين قتلوا في هذه الواقعة وعددهم نيف وسبعون.
الرحلة الحجازية
محمد لبيب البتنوني ص256
مكتبة المعارف / ط3
محمد لبيب البتنوني ص256
مكتبة المعارف / ط3
----------------------------------
ومن المساجد بأحد أيضاً مسجد الوادي (1) على شفيره شامي جبل عينين قريباً من المسجد قبله يقال أنه مصرع حمزة رضي الله عنه، وأنه مشى بطعنته من الموضع الأول إلى هذا فصرع (2). وقد روي أن حمزة رضي الله عنه لما قتل أقام في موضعه تحت جبل الرماة. ثم أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فحمل من بطن الوادي (3). ويسمى هذا المسجد أيضاً بمصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال السيد: وتسميته بالمصلى؛ إما لكونه موضع مصلى الصبح على ماجاء في غزوة أحد أنه صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه الصبح بموضع القنطرة وعليهم السلاح، يعني قبل القتال (4). وإما لما ورد من صلاته صلى الله عليه وسلم على حمزة (5).
(1) هذا يتفق مع ما أورده السمهودي: المصدر السابق ج3، ص 849.
(2) قال السمهودي: (وقول من قال: إن الأول ـ أي الموضع ـ طعن مكان حمزة والثاني صرع فيه فوقع لم يثبت فيه أثر، وإنما هو قول مستفيض). المصدر السابق، ج3، ص 848.
(3) هذا يتفق مع رواية ابن شبة: المصدر السابق، ج1، ص 120 ـ126.
(4) هذا يتفق مع ما أورده السمهودي: المصدر السابق ، ج1، ص 284.
(5) لكن الثابت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء أحد: (عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الثوب الواحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد، وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا). البخاري: الجامع الصحيح، كتاب المغازي، ج5، ص 39. وأفرد البيهقي في السنن الكبرى باباً رد فيه على من زعم أنه صلى عليه الصلاة والسلام على شهداء أحد. حيد آباد: مطبعة مجلس دار المعارف النظامية، 1344هـ (1952م)، ج4، ص 12.
(1) هذا يتفق مع ما أورده السمهودي: المصدر السابق ج3، ص 849.
(2) قال السمهودي: (وقول من قال: إن الأول ـ أي الموضع ـ طعن مكان حمزة والثاني صرع فيه فوقع لم يثبت فيه أثر، وإنما هو قول مستفيض). المصدر السابق، ج3، ص 848.
(3) هذا يتفق مع رواية ابن شبة: المصدر السابق، ج1، ص 120 ـ126.
(4) هذا يتفق مع ما أورده السمهودي: المصدر السابق ، ج1، ص 284.
(5) لكن الثابت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء أحد: (عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الثوب الواحد، ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد، وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا). البخاري: الجامع الصحيح، كتاب المغازي، ج5، ص 39. وأفرد البيهقي في السنن الكبرى باباً رد فيه على من زعم أنه صلى عليه الصلاة والسلام على شهداء أحد. حيد آباد: مطبعة مجلس دار المعارف النظامية، 1344هـ (1952م)، ج4، ص 12.
المدينة المنورة في رحلة العياشي ص 144
دراسة وتحقيق: محمد أمحزون
دار الأرقم ط1/1408هـ
دراسة وتحقيق: محمد أمحزون
دار الأرقم ط1/1408هـ
----------------------------------
مسجد الوادي: على شفير شامي جبل عينين قريب من المسجد قبلته، كان مبنياً بالحجارة المنقوشة المطابقة على هيئة البناء العمري قال المطري: يقال إنه مصرع حمزة رضي الله عنه، وإنه مشى بطعنته من الموضع الأول إلى هذا فصرع، وقد نقل ابن شبة أن حمزة رضي الله عنه لما قتل أقام في موضعه تحت جبل الرماة ثم أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فحمل عن بطن الوادي والله أعلم. فقلت: قد ذرعته طوله خمسة عشر ذراعاً وعرضه ثمانية عشر ذراعاً.
عمدة الأخبار في مدينة المختار
أحمد عبد الحميد العباسي ص 185
أحمد عبد الحميد العباسي ص 185
----------------------------------
يقع في سطح جبل أحد وهو مبني بالحجارة والسقف قباب بني في عهد الدولة العثمانية وقد أجريت له ترميمات عام 1385هـ بمبلغ 000،22 اثنان وعشرون ألف ريال.
دليل مساجد المدينة المنورة
إعداد سعيد أحمد الدربي ومحمد عبد الرحمن أبو عزة ص: 27
نشر: مدير أوقاف المدينة المنورة 1399 هـ
إعداد سعيد أحمد الدربي ومحمد عبد الرحمن أبو عزة ص: 27
نشر: مدير أوقاف المدينة المنورة 1399 هـ
----------------------------------
ومسجد جبل الرماة طعن فيه حمزة -رضي الله تعالى عنه- وهو في شرقي الجبل قريب من الذي قبله، ويسمى المصرع؛ لأن حمزة -رضي الله عنه- صرع به وصلى به عليه وعلى آله الصلاة والسلام الصبح، أو على حمزة -رضي الله تعالى عنه-.
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
محمَّد كِبريت الحسيني المدَنِي ص 257
تحقيق أَحمد سعيد بن سلمِ
محمَّد كِبريت الحسيني المدَنِي ص 257
تحقيق أَحمد سعيد بن سلمِ
مسجد العشيرة الذي صلى به الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة العشيرة وآثر قدمه وأصابعه الشريفة
مسجد العشيرة- معروف ببطن ينبع، وهو مسجد القرية التي ينزلها الحاج المصري ينبع، في ورده وصدره.
روى ابن زبالة عن عليّ بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد ينبع بعين بولا.
قلت: والعين اليوم جارية عنده، لكن لا تعرف بهذا الاسم.
قال المجد: وهذا المسجد اليوم من المساجد المقصودة المشهورة، والمعابد المشهودة المذكورة، تحمل إليه النذور، ويتقرب إلى الله بالزيارة له والحضور، ولا يخفى على النفس المؤمنة روح ظاهرة على ذلك المكان، وأنس يشهد له بأنه حضرة سيد الإنس والجان.
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى
------------------------------------------------------------------------------
العشيرة تصغير عشرة وهي شجرة معروفة .
قال ابن اسحاق في غزاة ذي العشيرة : فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيفاء الخبار ، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر فصلى عندها فثم مسجده صلى الله عليه واله وسلم واستقي له من ماء به يقال له : المشترب ، ثم ارتحل فترك الخلائق بيسار ، وسلك شعبة يقال لها : شعبة عبدالله ، ثم صب لليسار حتى هبط يليل - قال المؤلف : ملل - فنزل بمجتمعه ومتجمع الضبوعة ، واستقى من بئر بالصبوعة ، ثم سلك فرش ملل ، حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ، ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة من بطن ينبع .
وذو العشيرة الوادر هنا : كان قرية عامرة بأسفل ينبع - ينبع النخل - ثم صارت محطة للحاج المصري هناك . وهي أول قرى بنيع النخل مما يلي الساحل ، وبها مسجد يقول بعض أهل ينبع : أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية
عاتق بن غيث البلادي رحمه الله
الطبعة الأولى 1402 هـ
------------------------------------------------------------------------------
وجاء في كتاب مرآة الحرمين او الرحلات الحجازيه والحج ومشاعره الدينيه للواء ابراهيم رفعت باشا
عند كلامه عن ينبع النخل وانها من المحطات الهامة للحجاج قال
" وبها مسجد قديم يقال له مسجد العشيره ...الخ "
------------------------------------------------------------------------------
قال المؤرخ البكري
بضم أوله وفتح ثانيه بعده الياء والراء المهملة على لفظ التصغير : موضع إليه تنسب غزوة النبي صلى الله عليه وسلم التي وادع فيها بني مدلج وبني ضمرة.
قال الجاسر :
كان موقعها معروفا إلى وقت قريب وكان بها مسجد منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتقع بقرب عين البركة.
المصدر
الانترنت
------------------------------
تقرير طيبة نت بعد زيارة الموقع بتاريخ 6/12/1431 هـ
احداثية المسجد
N 24 16.313
E 38 22.934
روى ابن زبالة عن عليّ بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد ينبع بعين بولا.
قلت: والعين اليوم جارية عنده، لكن لا تعرف بهذا الاسم.
قال المجد: وهذا المسجد اليوم من المساجد المقصودة المشهورة، والمعابد المشهودة المذكورة، تحمل إليه النذور، ويتقرب إلى الله بالزيارة له والحضور، ولا يخفى على النفس المؤمنة روح ظاهرة على ذلك المكان، وأنس يشهد له بأنه حضرة سيد الإنس والجان.
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى
------------------------------------------------------------------------------
العشيرة تصغير عشرة وهي شجرة معروفة .
قال ابن اسحاق في غزاة ذي العشيرة : فسلك على نقب بني دينار ، ثم على فيفاء الخبار ، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر فصلى عندها فثم مسجده صلى الله عليه واله وسلم واستقي له من ماء به يقال له : المشترب ، ثم ارتحل فترك الخلائق بيسار ، وسلك شعبة يقال لها : شعبة عبدالله ، ثم صب لليسار حتى هبط يليل - قال المؤلف : ملل - فنزل بمجتمعه ومتجمع الضبوعة ، واستقى من بئر بالصبوعة ، ثم سلك فرش ملل ، حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ، ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة من بطن ينبع .
وذو العشيرة الوادر هنا : كان قرية عامرة بأسفل ينبع - ينبع النخل - ثم صارت محطة للحاج المصري هناك . وهي أول قرى بنيع النخل مما يلي الساحل ، وبها مسجد يقول بعض أهل ينبع : أنه مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية
عاتق بن غيث البلادي رحمه الله
الطبعة الأولى 1402 هـ
------------------------------------------------------------------------------
وجاء في كتاب مرآة الحرمين او الرحلات الحجازيه والحج ومشاعره الدينيه للواء ابراهيم رفعت باشا
عند كلامه عن ينبع النخل وانها من المحطات الهامة للحجاج قال
" وبها مسجد قديم يقال له مسجد العشيره ...الخ "
------------------------------------------------------------------------------
قال المؤرخ البكري
بضم أوله وفتح ثانيه بعده الياء والراء المهملة على لفظ التصغير : موضع إليه تنسب غزوة النبي صلى الله عليه وسلم التي وادع فيها بني مدلج وبني ضمرة.
قال الجاسر :
كان موقعها معروفا إلى وقت قريب وكان بها مسجد منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتقع بقرب عين البركة.
المصدر
الانترنت
------------------------------
تقرير طيبة نت بعد زيارة الموقع بتاريخ 6/12/1431 هـ
احداثية المسجد
N 24 16.313
E 38 22.934
بعد ذلك توجهنا للوقوف على أثر القدم الشريفة للحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وأصابعه في الحجر حين خروج الماء من بين أصابعه الشريفة وهما بجوار بعضهما ، وقد بحثت عن مصدر لهذا الأثر المبارك ولم أجد لها ذكر في الكتب ، ولكن بسؤال أهل المنطقة قاموا بإرشادنا لموقع الأثر الشريف حيث يعرف موضع القدم لديهم باسم ( الوطية ) .
صورة توضح المسافة بين أثر القدم الشريفة ومكان نبع الماء من بين الأصابع الشريفة
صورة توضح المسافة بين أثر القدم الشريفة ومكان نبع الماء من بين الأصابع الشريفة
صورة لأثر القدم الشريفة
صور نبع الماء من بين اصابعه الشريفة ويتضح في جوانب النبع أثر الأصابع
إعداد وتوثيق
طيبة نت
مسجد بني أنيف بقباء .. بقلم السيد ضياء محمد عطار
وهو أحد مساجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة المنورة، صلّى فيه عندما كان يزور شابًا من بنى أنيف من الأنصار حين مرض وهو سيدنا طلحة بن البراء رضى الله عنه. وكان رضى الله عنه مع صغر سنه وحداثة عمره متفانيا في حب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن شدة حبه للنبي صلّى الله عليه وسلّم جعل يقبل قدميه الشريفتين، وجعل يلتصق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم خشية فراقه صلّى الله عليه وسلّم، وجعل يقول لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله، مرنى بما تحب فإني لا أعصي لك أمرًا، فعجب النبي صلّى الله عليه وسلّم من شدة ولعه وهيمانه برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن إعلان طاعته للنبي صلّى الله عليه وسلّم في تنفيذ كل ما يؤمره به، فضحك له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال: اقتل أباك، فخرج مسرعًا لتنفيذ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أبيه، دون أن يدركه تردد، ولم يوجه استبيانا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن سبب ذلك. فلما رآه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أنه جاد في طاعته، رده، وقال: إنى لم أبعث بقطيعة رحم. كما رواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير والأوسط والإمام البيهقي في سننه.
ومنها ما وراه الإمام أبونعيم في معرفة الصحابة: أن طلحة بن البراء رضى الله عنه لما لقي النبي صلّى الله عليه وسلّم جعل يلصق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقبل قدميه، فقال: يا رسول الله: مرني بما أحببت، لا أعصي لك أمرا، فضحك لذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو غلام حدث، فقال له عند ذلك: اذهب اذهب، فاقتل أباك. قال: فخرج موليًا ليفعل، فدعاه النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إني لم أبعث بقطيعة رحم.
ويستفاد من هذا أن والده البراء كان رجلاً من كبار المنافقين، وإلا لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليطلب منه مثل هذا الطلب. كما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يطلب منه ذلك بقصد اختباره، أو بقصد ممازحته، ولكن ذلك كان حقًا، ولذلك قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: إني لم أبعث بقطيعة رحم. فبذلك نهاه عن قتل أبيه فقط، لأن عليه في ذلك لو قتل أباه عقوق وقطيعة رحم بالنسبة له. ولذلك لم يقل له: إني إنما أردت اختبار صدقك، أو أردت ممازحتك يا طلحة.
ولما مرض طلحة بن البراء رضى الله عنه بعد ذلك، أتاه النبي صلّى الله عليه وسلّم يعوده في الشتاء، في برد وغيم في حي بني أنيف بقباء هنا، فلما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عنده بعد عيادته، قال لأهله: إني أرى طلحة قد حدث عليه الموت، آذنوني به حتى أصلي عليه وعجلوه، أي إن النبي صلّى الله عليه وسلّم رآى في وجه ذلك الغلام الحدث الشاب علامات الموت. ولما يبلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حى بني سالم بن عوف وهو بقباء، إذ توفي الشاب طلحة بن البراء رضى الله عنه وجن عليه الليل، فكان فيما أوصى به أهله أن قال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب بسببي، فلما توفى قام أهله بتكفينه ودفنه من غير أن يخبروا بموته رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم أخبروا النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك حين أصبح، فجاء صلوات الله عليه حتى وقف على قبره، فصف الناس معه، ثم رفع يديه، فقال: اللهم الق طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك.
وفى تلك الأثناء كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلى صلواته في هذا المسجد مع قرب مسجد قباء منه. فكان بنو أنيف يرشون موضع صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالماء، ويتعاهدونه صيانه له، وحفاظًا على موضعه، ثم قاموا ببناء مسجدهم هذا على ذلك الموضع هناك.
فهذا هو تاريخ مسجد بنى أنيف بقباء، وهو يبعد عن مسجد قباء بنحو مئتى متر أو زيادة تقريبًا، ويقع قبلي مسجد قباء مائًلا إلى الغرب. وتلك أحد آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومساجده.
وقد أضاف بعض مؤرخي المدينة المنورة من المتأخرين لمسجد بني أنيف هذا مسمى آخر، وسموه مسجد مصبح كما سماه بعضهم مسجد العصبة. وأوردوا لهذه التسميات أسبابًا أخرى غير ما سبق ذكره. وممن سماه مسجد مصبح العلامة السيد أحمد الخياري في كتابه تاريخ معالم المدينة المنورة قديمًا وحديثًا، وذكرفيه أن سبب تسميته بذلك يعود إلى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استقبله الأنصار في موضع هذا المسجد صباحًا عند وصوله إلى المدينة بقباء، فلذلك سمى بمسجد مصبح، بمعنى أن هذا المسجد بنى على موضع الاستقبال. وتبعه في ذلك كثيرون بعده حتى اليوم، ومنهم الشيخ إبراهيم العياشي في كتابه المدينة بين الماضى والحاضر. وكذلك الدكتور عبدالعزيز كعكي مؤخرًا في كتابه الدر المنثور. غير أنه اختلف عندهم السبب في تسميته بمصبح خلافًا للسيد أحمد الخياري رحمه الله. ورأى هؤلاء أن تسميته بمسجد مصبح، بالميم ثم الصاد المبهمة ثم الباء المشددة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى في هذا المسجد صلاة الفجر صبيحة يوم الهجرة قبل أن يصل إلى قباء، وقالوا: وكان ذلك وراء تسميته بمصبح أو بالصبح.
وبما أن هذه التسميات وهذه التعليلات لم يسبقهم إليها أحد من أعلام التاريخ المدني كالإمام عمرو بن شبة في تاريخه، ولا الجمال المطري في تعريفه، ولا المحب ابن النجار فى درته، ولا الزين المراغى في تحقيقه، ولا الإمام السيد السمهودي في وفائه، ولا الحافظ السخاوي في تحفته، ولا الشيخ أحمد العباسي في عمدته وغيرهم، فلم يذكر أحد من هؤلاء مسجد بني أنيف باسم مسجد مصبح، ولا قص هذه الأسباب، ولا يوجد في كتبهم هذا المسمى لهذا المسجد. ولم يذكرهذا المسمى له إلا السيد أحمد الخياري ومن أتى من بعده دون تحقق. ولذلك أقول:
أولاً: إن هذا المسجد بناه بنو أنيف على مصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما سبق، ولم يكن من أسباب وجوده قصة غير ما سبق ذكره من صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهإابان زيارته للصحابي الجليل الشاب طلحة بن البراء رضي الله عنه فقط.
ثانيًا: إن الكلام بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصل إلى المدينة المنورة فجرًا، وصلّى فيه الصبح فهو كلام لا يستند إلى دليل. وقد تضافرت الأخبار في كتب السيرة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يصل إلى المدينة يوم الهجرة إلا عند اشتداد حر الظهيرة. وقد كانت الأنصار ينتظرون كل يوم مقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على سند الحرة، ثم يعودون إلى ديارهم ورحالهم مع اشتداد حرالظهيرة، وفى اليوم الذي وصل فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم انتظروا كعادتهم، فلما اشتد حر الظهيرة عادوا إلى رحالهم. فلم يلبثوا إلا أن طلع على سماء المدينة بدر محيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منيرًا من ثنية الوداع بقباء، فرآه عن بعد يهودي من أهل المدينة كان يعمل في وقت الظهيرة فصاح بأعلى صوته: يا بني قيلة، يعنى بذلك الأنصار: هذا جدكم أي حظكم الذى كنتم تنتظرونه كل يوم. فخرجوا مسرعين واصطفوا لاستقبال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند ذلك، ولم يكن الوقت ساعتئذ صباحًا حتى تتلاءم هذه التسمية بموضوع هذا المسجد كما ذكرها السيد أحمد الخياري.
ثالثًا: إن القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلى فيه صلاة الصبح يوم قدومه المدينة قبل أن يصل إلى قباء. يعنى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد حل بقباء في بنى أنيف منذ الفجر، ويقتضى أن الناس قد رأوه في ذلك الموضع منذ صلاة الصبح، فإن كان الأمر كذلك لم يكن هناك داع لانتظاره صلّى الله عليه وسلّم في سند الحرة حتى تشتد الحرارة، وحتى يعود الناس إلى رحالهم بعد انتظار طويل، وحتى يصيح فيهم الرجل من اليهود، يعلمهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد جاء.
رابعًا: لو كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد صلى صلاة الصبح بموضع هذا المسجد كما يقولون، فإنه لم يكن يحتاج إلى أن يصل قباء من الوقت إلا لدقائق معدودة، وليس لساعات حتى تشتد حرارة الظهيرة. فإن المسافة التى بين مسجد قباء ومسجد بني أنيف لا يتجاوز للماشي على قدميه من الوقت إلا لعشر دقائق تقريبًا.
خامسًا: إن القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد وصل قباء فجر يوم الهجرة حتى صلى الصبح بهذا المسجد يتعارض تعارضًا صريحًا مع صريح الأخبار التى تضافرت عند علماء السيرة بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد وصل ثنية الوداع بقباء مع اشتداد الحرارة من الظهيرة.
وبناء علي ما سبق: تسميته مسجد بنى أنيف بمسجد مصبح لا يسنده دليل، ولا يقره النقل المتواتر من أخبار سيرته صلّى الله عليه وسلّم عن يوم وصوله والصواب الذى يعتمد عليه: إن المسجد هو مسجد بنى أنيف الذى بناه بنو أنيف على مصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذى صلّى فيه إبان زيارته لطلحة بن البراء رضى الله كما سبق. وإطلاق اسم مصبح عليه لا أساس له ولا لتلك الأسباب التى رويت فيه.
بقى لدينا شيء آخر: وهو أن البعض سماه مسجد العصبة، والحال فإن المسجد ليس واقعًا بالعصبة كما يقولون، وليس بقباء هو أيضًا، رغم تقارب المسافات بينهما. وإنما هو بين العصبة وبين قباء كما قاله الإمام زين الدين المراغي في تاريخه تحقيق النصرة. والحال إن قباء كانت منازل بني عمرو بن عوف، وكانت العصبة من منازل بني جحجبا، وموضع المسجد وحوله كانت من منازل بني أنيف. وعليه فإن مسجد بني أنيف لا يصح فيه أن يقال: أنه مسجد العصبة. هذا وقد ناقشت بعض هذه الآراء في كتابي مساجد صلى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنني لم أتطرق إلى قضية صلاة الصبح، لأنني لم أكن قد اطلعت على تلك القصص بعد. وصلّى الله وسلم على سيدنا محمّد والحمد لله رب العالمين.
ومنها ما وراه الإمام أبونعيم في معرفة الصحابة: أن طلحة بن البراء رضى الله عنه لما لقي النبي صلّى الله عليه وسلّم جعل يلصق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقبل قدميه، فقال: يا رسول الله: مرني بما أحببت، لا أعصي لك أمرا، فضحك لذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو غلام حدث، فقال له عند ذلك: اذهب اذهب، فاقتل أباك. قال: فخرج موليًا ليفعل، فدعاه النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إني لم أبعث بقطيعة رحم.
ويستفاد من هذا أن والده البراء كان رجلاً من كبار المنافقين، وإلا لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليطلب منه مثل هذا الطلب. كما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يطلب منه ذلك بقصد اختباره، أو بقصد ممازحته، ولكن ذلك كان حقًا، ولذلك قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: إني لم أبعث بقطيعة رحم. فبذلك نهاه عن قتل أبيه فقط، لأن عليه في ذلك لو قتل أباه عقوق وقطيعة رحم بالنسبة له. ولذلك لم يقل له: إني إنما أردت اختبار صدقك، أو أردت ممازحتك يا طلحة.
ولما مرض طلحة بن البراء رضى الله عنه بعد ذلك، أتاه النبي صلّى الله عليه وسلّم يعوده في الشتاء، في برد وغيم في حي بني أنيف بقباء هنا، فلما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عنده بعد عيادته، قال لأهله: إني أرى طلحة قد حدث عليه الموت، آذنوني به حتى أصلي عليه وعجلوه، أي إن النبي صلّى الله عليه وسلّم رآى في وجه ذلك الغلام الحدث الشاب علامات الموت. ولما يبلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حى بني سالم بن عوف وهو بقباء، إذ توفي الشاب طلحة بن البراء رضى الله عنه وجن عليه الليل، فكان فيما أوصى به أهله أن قال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب بسببي، فلما توفى قام أهله بتكفينه ودفنه من غير أن يخبروا بموته رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم أخبروا النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك حين أصبح، فجاء صلوات الله عليه حتى وقف على قبره، فصف الناس معه، ثم رفع يديه، فقال: اللهم الق طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك.
وفى تلك الأثناء كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلى صلواته في هذا المسجد مع قرب مسجد قباء منه. فكان بنو أنيف يرشون موضع صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالماء، ويتعاهدونه صيانه له، وحفاظًا على موضعه، ثم قاموا ببناء مسجدهم هذا على ذلك الموضع هناك.
فهذا هو تاريخ مسجد بنى أنيف بقباء، وهو يبعد عن مسجد قباء بنحو مئتى متر أو زيادة تقريبًا، ويقع قبلي مسجد قباء مائًلا إلى الغرب. وتلك أحد آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومساجده.
وقد أضاف بعض مؤرخي المدينة المنورة من المتأخرين لمسجد بني أنيف هذا مسمى آخر، وسموه مسجد مصبح كما سماه بعضهم مسجد العصبة. وأوردوا لهذه التسميات أسبابًا أخرى غير ما سبق ذكره. وممن سماه مسجد مصبح العلامة السيد أحمد الخياري في كتابه تاريخ معالم المدينة المنورة قديمًا وحديثًا، وذكرفيه أن سبب تسميته بذلك يعود إلى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استقبله الأنصار في موضع هذا المسجد صباحًا عند وصوله إلى المدينة بقباء، فلذلك سمى بمسجد مصبح، بمعنى أن هذا المسجد بنى على موضع الاستقبال. وتبعه في ذلك كثيرون بعده حتى اليوم، ومنهم الشيخ إبراهيم العياشي في كتابه المدينة بين الماضى والحاضر. وكذلك الدكتور عبدالعزيز كعكي مؤخرًا في كتابه الدر المنثور. غير أنه اختلف عندهم السبب في تسميته بمصبح خلافًا للسيد أحمد الخياري رحمه الله. ورأى هؤلاء أن تسميته بمسجد مصبح، بالميم ثم الصاد المبهمة ثم الباء المشددة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى في هذا المسجد صلاة الفجر صبيحة يوم الهجرة قبل أن يصل إلى قباء، وقالوا: وكان ذلك وراء تسميته بمصبح أو بالصبح.
وبما أن هذه التسميات وهذه التعليلات لم يسبقهم إليها أحد من أعلام التاريخ المدني كالإمام عمرو بن شبة في تاريخه، ولا الجمال المطري في تعريفه، ولا المحب ابن النجار فى درته، ولا الزين المراغى في تحقيقه، ولا الإمام السيد السمهودي في وفائه، ولا الحافظ السخاوي في تحفته، ولا الشيخ أحمد العباسي في عمدته وغيرهم، فلم يذكر أحد من هؤلاء مسجد بني أنيف باسم مسجد مصبح، ولا قص هذه الأسباب، ولا يوجد في كتبهم هذا المسمى لهذا المسجد. ولم يذكرهذا المسمى له إلا السيد أحمد الخياري ومن أتى من بعده دون تحقق. ولذلك أقول:
أولاً: إن هذا المسجد بناه بنو أنيف على مصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما سبق، ولم يكن من أسباب وجوده قصة غير ما سبق ذكره من صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهإابان زيارته للصحابي الجليل الشاب طلحة بن البراء رضي الله عنه فقط.
ثانيًا: إن الكلام بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصل إلى المدينة المنورة فجرًا، وصلّى فيه الصبح فهو كلام لا يستند إلى دليل. وقد تضافرت الأخبار في كتب السيرة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يصل إلى المدينة يوم الهجرة إلا عند اشتداد حر الظهيرة. وقد كانت الأنصار ينتظرون كل يوم مقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على سند الحرة، ثم يعودون إلى ديارهم ورحالهم مع اشتداد حرالظهيرة، وفى اليوم الذي وصل فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم انتظروا كعادتهم، فلما اشتد حر الظهيرة عادوا إلى رحالهم. فلم يلبثوا إلا أن طلع على سماء المدينة بدر محيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منيرًا من ثنية الوداع بقباء، فرآه عن بعد يهودي من أهل المدينة كان يعمل في وقت الظهيرة فصاح بأعلى صوته: يا بني قيلة، يعنى بذلك الأنصار: هذا جدكم أي حظكم الذى كنتم تنتظرونه كل يوم. فخرجوا مسرعين واصطفوا لاستقبال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند ذلك، ولم يكن الوقت ساعتئذ صباحًا حتى تتلاءم هذه التسمية بموضوع هذا المسجد كما ذكرها السيد أحمد الخياري.
ثالثًا: إن القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلى فيه صلاة الصبح يوم قدومه المدينة قبل أن يصل إلى قباء. يعنى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد حل بقباء في بنى أنيف منذ الفجر، ويقتضى أن الناس قد رأوه في ذلك الموضع منذ صلاة الصبح، فإن كان الأمر كذلك لم يكن هناك داع لانتظاره صلّى الله عليه وسلّم في سند الحرة حتى تشتد الحرارة، وحتى يعود الناس إلى رحالهم بعد انتظار طويل، وحتى يصيح فيهم الرجل من اليهود، يعلمهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد جاء.
رابعًا: لو كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد صلى صلاة الصبح بموضع هذا المسجد كما يقولون، فإنه لم يكن يحتاج إلى أن يصل قباء من الوقت إلا لدقائق معدودة، وليس لساعات حتى تشتد حرارة الظهيرة. فإن المسافة التى بين مسجد قباء ومسجد بني أنيف لا يتجاوز للماشي على قدميه من الوقت إلا لعشر دقائق تقريبًا.
خامسًا: إن القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد وصل قباء فجر يوم الهجرة حتى صلى الصبح بهذا المسجد يتعارض تعارضًا صريحًا مع صريح الأخبار التى تضافرت عند علماء السيرة بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد وصل ثنية الوداع بقباء مع اشتداد الحرارة من الظهيرة.
وبناء علي ما سبق: تسميته مسجد بنى أنيف بمسجد مصبح لا يسنده دليل، ولا يقره النقل المتواتر من أخبار سيرته صلّى الله عليه وسلّم عن يوم وصوله والصواب الذى يعتمد عليه: إن المسجد هو مسجد بنى أنيف الذى بناه بنو أنيف على مصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذى صلّى فيه إبان زيارته لطلحة بن البراء رضى الله كما سبق. وإطلاق اسم مصبح عليه لا أساس له ولا لتلك الأسباب التى رويت فيه.
بقى لدينا شيء آخر: وهو أن البعض سماه مسجد العصبة، والحال فإن المسجد ليس واقعًا بالعصبة كما يقولون، وليس بقباء هو أيضًا، رغم تقارب المسافات بينهما. وإنما هو بين العصبة وبين قباء كما قاله الإمام زين الدين المراغي في تاريخه تحقيق النصرة. والحال إن قباء كانت منازل بني عمرو بن عوف، وكانت العصبة من منازل بني جحجبا، وموضع المسجد وحوله كانت من منازل بني أنيف. وعليه فإن مسجد بني أنيف لا يصح فيه أن يقال: أنه مسجد العصبة. هذا وقد ناقشت بعض هذه الآراء في كتابي مساجد صلى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنني لم أتطرق إلى قضية صلاة الصبح، لأنني لم أكن قد اطلعت على تلك القصص بعد. وصلّى الله وسلم على سيدنا محمّد والحمد لله رب العالمين.
جريدة المدينة
العدد 18732
الأربعاء 10/10/1435هـ
العدد 18732
الأربعاء 10/10/1435هـ
مسجد بني غفار الذي صلى به الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة
روى ابن زبالة عن أنس بن عياض عن غير واحد من أهل العلم : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى في المسجد الذي عند بيوت المطرفي عند خيام بني غفار . وأن تلك المنازل كانت منازل أبي رهم ، كلثوم بن الحصين الغفاري رضي الله عنه .
وهذا المسجد مقابل لمسجد جهينة من جهة الشام بينهما رمية حجر ، وهو أصغر من مسجد جهينة على جبل سلع ، وقبلته قطعة جبل صغير .
وهذا المسجد مقابل لمسجد جهينة من جهة الشام بينهما رمية حجر ، وهو أصغر من مسجد جهينة على جبل سلع ، وقبلته قطعة جبل صغير .
المصدر
المناهل الصافية العذبة في بيان ما خفي من مساجد طيبة
العلامة المؤرخ الشيخ إبراهيم عباس المدني الصديقي
المناهل الصافية العذبة في بيان ما خفي من مساجد طيبة
العلامة المؤرخ الشيخ إبراهيم عباس المدني الصديقي
---------------------------------------------------
مسجد بني غفار المعروف بكهف بني حرام الكبير أحد المساجد المأثورة الي ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى فيها .
ويذكر المؤرخ الصديقي الحديث الذي رواه ابن زبالة عن أنس بن عياض بأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صلى في المسجد الذي عند بيوت المطرفي عند خيام بني غفار .
ويذكر المؤرخ الصديقي الحديث الذي رواه ابن زبالة عن أنس بن عياض بأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صلى في المسجد الذي عند بيوت المطرفي عند خيام بني غفار .
المصدر
الدر المنثور في بيان معالم مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في العهد النبوي
دكتور مهندس عبدالعزيز عبدالرحمن كعكي
الدر المنثور في بيان معالم مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في العهد النبوي
دكتور مهندس عبدالعزيز عبدالرحمن كعكي
----------------------------------------------------
المسجد الذي عند بيوت المطرفي ، وهو المتقدم ذكره في منازل بني غفار.
روى ابن زبالة عن أنس بن عياض عن غير واحد من أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد الذي عند بيوت المطرفي، عند خيام بني غفار، وأن تلك المنازل كانت منازل آل أبي رهم كلثوم بن الحصين الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال المطري: وليست الناحية معروفة اليوم.
قلت: عرف مما تقدم في منازل بني غفار وفي دار السوق أنها في غربي سوق المدينة بالقرب من منزل جهينة الذي يلي ثنية عثعث من جهة القبلة.
روى ابن زبالة عن أنس بن عياض عن غير واحد من أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد الذي عند بيوت المطرفي، عند خيام بني غفار، وأن تلك المنازل كانت منازل آل أبي رهم كلثوم بن الحصين الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال المطري: وليست الناحية معروفة اليوم.
قلت: عرف مما تقدم في منازل بني غفار وفي دار السوق أنها في غربي سوق المدينة بالقرب من منزل جهينة الذي يلي ثنية عثعث من جهة القبلة.
المصدر
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى
---------------------------------------------------
Bani Ghaffar Mosque, al-Madinah al-Munawwarah
Located close to Bani Ghaffar’s houses, the Mosque acquired its name ‘Ghaffar’ after this famous Arab tribe. The site was honored by the Prophet performing prayer in it as he left the house of Abi Ruhm al-Ghafari (as cited by ibn Zibalah an Anas ibn Eyad).
Source
*Kaaki, Abdulaziz Abdulrahman. Al-durr al-manthur fe bayan ma’alim madinat al-rasool fe al-ahd al-nabawi.
*Al-Siddiqi, Ibrahim Abbas al-Madani. Al-manahil al-safiyah al-athbah fe bayan ma khafiya min masajid Taibah.
*Taibah net report. Masjid Bani Ghafar.
*Kaaki, Abdulaziz Abdulrahman. Al-durr al-manthur fe bayan ma’alim madinat al-rasool fe al-ahd al-nabawi.
*Al-Siddiqi, Ibrahim Abbas al-Madani. Al-manahil al-safiyah al-athbah fe bayan ma khafiya min masajid Taibah.
*Taibah net report. Masjid Bani Ghafar.
----------------------------------------------------
الإحداثيات
N 24 28.311
E 39 36.144
N 24 28.311
E 39 36.144
�
�
�
�
�
�
إعداد وتوثيق
فريق طيبة نت
فريق طيبة نت
----------------------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------
مسجد دار سعد بن خيثمة رضي الله عنه والذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في المدينة المنورة
مسجد دار سعد بن خيثمة بقباء ذكر ابن زبالة فيما نقله المطري أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد الذي في دار سعد بن خيثمة رضي الله تعالى عنه بقباء، وجلس فيه، قال المطري: وبيت سعد بن خيثمة أحد الدور التي قبلي مسجد قباء، يدخلها الناس إذا زاروا مسجد قباء ويصلون فيها.
وهناك أيضا دار كلثوم بن الهدم، وفي تلك العرصة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلا قبل خروجه إلى المدينة، وكذلك أهله صلى الله عليه وسلم وأهل أبي بكر رضي الله تعالى عنه حين قدم بهم علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، وهن: سودة، وعائشة وأمّها، وأختها أسماء، وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فولدته بقباء قبل نزولهم المدينة، فكان أول مولود ولد من المهاجرين بالمدينة، انتهى.
قلت: وفي قوله <إن عليا قدم ومعه من ذكر> نظر؛ فقد قدمنا أن عليا رضي الله تعالى عنه لحق النبي صلى الله عليه وسلم بقباء، وأنه صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة بعد ذلك فقدما عليه بأهله، وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبي بكر. وحديث أسماء في ولادتها عبد الله بن الزبير متفق عليه. وفيه أنه كان أول مولود ولد في الإسلام، ففرحوا به؛ لأنه كان قد قيل لهم: إن اليهود سحرتكم فلا يولد لكم. وفيه دلالة على تأخر ولادته عن مقدم النبي صلى الله عليه وسلم بمدة. وقال الذهبي تبعا للواقدي: إن ولد في سنة اثنتين، وقال الحافظ ابن حجر: المعتمد أنه ولد في السنة الأولى؛ للحديث المتفق عليه، وسبق في سني الهجرة عن أبي حاتم ما يوافقه.
وتقدم في ذكر مسجد قباء أن دار سعد بن خيثمة هي التي تلي المسجد في قبلته.
وهناك أيضا دار كلثوم بن الهدم، وفي تلك العرصة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلا قبل خروجه إلى المدينة، وكذلك أهله صلى الله عليه وسلم وأهل أبي بكر رضي الله تعالى عنه حين قدم بهم علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، وهن: سودة، وعائشة وأمّها، وأختها أسماء، وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فولدته بقباء قبل نزولهم المدينة، فكان أول مولود ولد من المهاجرين بالمدينة، انتهى.
قلت: وفي قوله <إن عليا قدم ومعه من ذكر> نظر؛ فقد قدمنا أن عليا رضي الله تعالى عنه لحق النبي صلى الله عليه وسلم بقباء، وأنه صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة بعد ذلك فقدما عليه بأهله، وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبي بكر. وحديث أسماء في ولادتها عبد الله بن الزبير متفق عليه. وفيه أنه كان أول مولود ولد في الإسلام، ففرحوا به؛ لأنه كان قد قيل لهم: إن اليهود سحرتكم فلا يولد لكم. وفيه دلالة على تأخر ولادته عن مقدم النبي صلى الله عليه وسلم بمدة. وقال الذهبي تبعا للواقدي: إن ولد في سنة اثنتين، وقال الحافظ ابن حجر: المعتمد أنه ولد في السنة الأولى؛ للحديث المتفق عليه، وسبق في سني الهجرة عن أبي حاتم ما يوافقه.
وتقدم في ذكر مسجد قباء أن دار سعد بن خيثمة هي التي تلي المسجد في قبلته.
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى-صلى الله عليه وآله وسلم-
-----------------------------------
الإحداثيات التقريبية لموقع المسجد
N 24 26.329
E 39 37.023
======================================================================
-----------------------------------
الإحداثيات التقريبية لموقع المسجد
N 24 26.329
E 39 37.023
======================================================================
بئر و مسجد الروحاء على طريق بدر ومسجد عرق الظبية حيث صلى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
في رحلتنا الرائعة يوم الخميس 12 شوال 1430 هـ إلى بئر الروحاء الذي شرب منه النبي صلى الله عليه وسلم مررنا على أماكن عدة مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى بدر .
أول هذه الأماكن التي مررنا بها هي غميس الحمام ( ملل الشمالية الغربية ) يعرف اليوم باسم الغميس بدون إضافة إلى الحمام ، وهو مجرى سيل، يكثر فيه شجر السيال، ويتجه سيله من الغرب إلى الشرق ثم إلى الشمال ليلتقي بأسفل ملل قرب جبل عدنة، الواقع أسفل الفرش . وكان الطريق إلى مكة وبدر يمر بغميس الحمام ثم ينصب باتجاه السيالة إلى عهد قريب، إلا أن الطريق المعبد الآن ينتحي جنوباً عنه بمسافة ويرى منه باتجاه الشمال
أول هذه الأماكن التي مررنا بها هي غميس الحمام ( ملل الشمالية الغربية ) يعرف اليوم باسم الغميس بدون إضافة إلى الحمام ، وهو مجرى سيل، يكثر فيه شجر السيال، ويتجه سيله من الغرب إلى الشرق ثم إلى الشمال ليلتقي بأسفل ملل قرب جبل عدنة، الواقع أسفل الفرش . وكان الطريق إلى مكة وبدر يمر بغميس الحمام ثم ينصب باتجاه السيالة إلى عهد قريب، إلا أن الطريق المعبد الآن ينتحي جنوباً عنه بمسافة ويرى منه باتجاه الشمال
ثم مررنا بمنطقة أخرى تسمى بـ صخيرات اليمام أو الثمام وهي: صخيرات جمع صخيرة تصغير صخرة ، واليمام اسم لطائر الحمام ، فكأنها موقع له ، أما الثمام فهو اسم لنبات معروف هناك واحدته ثمامة , وهي صخيرات قائمة بارتفاع (حوالي مائتي متر ) داكنة اللون , كانت تقع على يمين الطريق عند الانتهاء من فرش ملل أو سويقة، ولكن الآن اتجهت الطريق المسلوكة عنها جنوباً بحيث أصبحت الصخيرات ترى منها عن بعد .
ثم مررنا بعرق الظبية بضم الظاء المعجمة ثم سكون الباء ثم ياء مفتوحة ويقال: بفتح الظاء المعجمة نسبة إلى واحد الظباء وهي الحيوان المعروف الذي مازالت بعض أفراده تعيش في هذه المنطقة، فكأنه كان كهفاً أو مرتعاً فيه ترتع الظباء وتقيل. والعرق هو صخرة أو كهف، ويقع عرق الظبية على يمين الطريق وأنت قادم من المدينة وكانت الطريق بعد أن تهبط في فج الروحاء باتجاه القبلة تأخذ سيف الجبل الأيمن حتى تدور ناحية الغرب فأول ما يكون منه عرق الظبية، ويكون جبل ورقان حينئذ عن اليسار . ومن ثم فهو يبعد عن السيالة السابقة مسافة تسعة أميال، وعن بئر الروحاء القادمة بميلين.
أما اليوم فهو يبعد عن المدينة مسافة ثمان وستين كيلاً، وعن بئر الروحاء ثلاثة أكيال ونصف . ويعرف الفج الذي يقابله من الجنوب باسم هبت، أما الشعب الذي يقابله من الشرق فيعرف باسم سفا وهو معروف بهذا الاسم من قديم . وعند عرق الظبية قتل المسلمون عقبة بن أبي معيط بعد أن حاول الفرار من أسره في طريق العودة .
وقد روى ابن زبالة عن عمر بن عوف المزني قال: أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه غزوة الأبواء حتى إذا كان بالروحاء عند عرق الظبية قال: هل تدرون ما اسم هذا الجبل ؟ يعني ورقان قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا حمت جبل من جبال الجنة، اللهم بارك لنا فيه وبارك لأهله فيه، تدرون ما اسم هذا الوادي ؟ يعني وادي الروحاء، هذا سجاسج، لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبياً، ولقد مر بها - يعنى الروحاء - موسى بن عمران في سبعين الفاً من بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة له ورقاء، ولا تقوم الساعة حتى يمر بها عيسى ابن مريم حاجاً أو معتمراً، أو يجمع الله له ذلك.
أما اليوم فهو يبعد عن المدينة مسافة ثمان وستين كيلاً، وعن بئر الروحاء ثلاثة أكيال ونصف . ويعرف الفج الذي يقابله من الجنوب باسم هبت، أما الشعب الذي يقابله من الشرق فيعرف باسم سفا وهو معروف بهذا الاسم من قديم . وعند عرق الظبية قتل المسلمون عقبة بن أبي معيط بعد أن حاول الفرار من أسره في طريق العودة .
وقد روى ابن زبالة عن عمر بن عوف المزني قال: أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه غزوة الأبواء حتى إذا كان بالروحاء عند عرق الظبية قال: هل تدرون ما اسم هذا الجبل ؟ يعني ورقان قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا حمت جبل من جبال الجنة، اللهم بارك لنا فيه وبارك لأهله فيه، تدرون ما اسم هذا الوادي ؟ يعني وادي الروحاء، هذا سجاسج، لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبياً، ولقد مر بها - يعنى الروحاء - موسى بن عمران في سبعين الفاً من بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة له ورقاء، ولا تقوم الساعة حتى يمر بها عيسى ابن مريم حاجاً أو معتمراً، أو يجمع الله له ذلك.
وورد في كتاب مغازي الواقدي ص 46
"ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صبيحة أَربع عشرة من شهر رمضان بعرق الظبية، فجاء أَعرابي قد أَقبل من تهامة، فقال له أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لك علم بأَبي سفيان بن حرب ؟ قال: ما لي بأَبي سفيان علم . قالوا: تعال سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وفيكم رسول الله ؟ قالوا : نعم . قال : فأيكم رسول الله ؟ قالوا: هذا. قال: أَنت رسول الله ؟ قال: نعم . قال الأَعرابي : فما في بطن ناقتي هذه إن كنت صادقا؟ قال سلمة بن سلامة بن وقش : نكحتها فهِي حبلى منك! فكرهَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم مقالته وأَعرض عنه." اهـ
وورد في خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى الجزء الثاني ص 475
"وقال الأسدي وعلى تسع أميال من السيالة وأنت ذاهب إلى الروحاء مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له مسجد الظبية مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لقتال أهل بدر وهو دون الروحاء بميلين وفي حديث عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بعرق الظبية ولأبن شبة نزل النبي صلى الله عليه وسلم بعرق الظبية وهو المسجد الذي دون الروحاء فقال أتدرون ما أسم الجبل قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا حمت جبل من جبال الجنة اللهم بارك لنا فيه وبارك لأهله ثم قال هذا سجاسج للروحاء وهذا واد من أودية الجنة وقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا ورواه الطبراني بسند حسن بنحوه إلا أنه قال لقد صلى في هذا الوادي ويحيي إلا أنه قال في هذا الموضع والترمذي بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم في وادي الروحاء وقال لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبيا " قلت " وآثار هذا المسجد اليوم موجودة هناك." اهـ
في البداية وجدنا آثار لمباني قديمة وأعتقد إنها كانت محطات استراحة قديمة للمسافرين
"ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صبيحة أَربع عشرة من شهر رمضان بعرق الظبية، فجاء أَعرابي قد أَقبل من تهامة، فقال له أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لك علم بأَبي سفيان بن حرب ؟ قال: ما لي بأَبي سفيان علم . قالوا: تعال سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وفيكم رسول الله ؟ قالوا : نعم . قال : فأيكم رسول الله ؟ قالوا: هذا. قال: أَنت رسول الله ؟ قال: نعم . قال الأَعرابي : فما في بطن ناقتي هذه إن كنت صادقا؟ قال سلمة بن سلامة بن وقش : نكحتها فهِي حبلى منك! فكرهَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم مقالته وأَعرض عنه." اهـ
وورد في خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى الجزء الثاني ص 475
"وقال الأسدي وعلى تسع أميال من السيالة وأنت ذاهب إلى الروحاء مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له مسجد الظبية مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لقتال أهل بدر وهو دون الروحاء بميلين وفي حديث عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بعرق الظبية ولأبن شبة نزل النبي صلى الله عليه وسلم بعرق الظبية وهو المسجد الذي دون الروحاء فقال أتدرون ما أسم الجبل قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا حمت جبل من جبال الجنة اللهم بارك لنا فيه وبارك لأهله ثم قال هذا سجاسج للروحاء وهذا واد من أودية الجنة وقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا ورواه الطبراني بسند حسن بنحوه إلا أنه قال لقد صلى في هذا الوادي ويحيي إلا أنه قال في هذا الموضع والترمذي بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم في وادي الروحاء وقال لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبيا " قلت " وآثار هذا المسجد اليوم موجودة هناك." اهـ
في البداية وجدنا آثار لمباني قديمة وأعتقد إنها كانت محطات استراحة قديمة للمسافرين
والان وصلنا لمسجد عرق الظبية والذي صلى به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأنبياء من قبله
كل الشكر والتقدير لباحث المدينة المنورة الدكتور أحمد الشعبي والذي قام بإرشادنا لموقع المسجد الصحيح
كل الشكر والتقدير لباحث المدينة المنورة الدكتور أحمد الشعبي والذي قام بإرشادنا لموقع المسجد الصحيح
إحداثيات مسجد عرق الظبية
N 24� 4.306
E 39� 11.922
E 39� 11.922
صور لمسجد عرق الظبية
صورة واضحة لعرق الظبية الممتد على الجبل
صورة من الأعلى للمسجد
صورة بانوراما للموقع
ثم وصلنا للروحاء وهو في تعريف مؤرخي الأماكن والبقاع فـج طويل، وواد ضيق في أوله ، واسع في أوسطه، يبدأ من السيالة وينتهي عند المنصرف ، ولهذا اختلفوا في تقدير طوله ، والراجح أنه 25 كيلاً . وفي الروحاء رد النبي صلى الله عليه وسلم الحارث بن حاطب العمري إلى بني عمرو بن عوف لأمر بلغه عنهم ، وفيها لقي أبو هند الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عائد من بدر بوعاء مملوء بالسمن والأقط ، وكان أبو هند حجاماً للرسول صلى الله عليه وسلم .
وذكر في معجم البلدان لياقوت الحموي ما نصه :
"الروحاء : الروح والراحة من الإستراحة ويوم روح أي طيب وأظنه قبل للبقعة روحاء أي طيبة ذات راحة وقدر روحاء في صدرها انبساط وقصعة روحاء قريبة القعر ويعضد ما قلناه ما ذكره ابن الكلبي قال لما رجع تبع من قتال أهل المدينة يريد مكة نزل بالروحاء فأقام بها وأراح فسماها الروحاء وسئل كثير لم سميت الروحاء روحاء فقال لانفتاحها ورواحها، وهي من عمل الفرع على نحو من أربعين يوما وفي كتاب مسلم بن الحجاج على ستة وثلانين يوما وفي كتاب ابن أبي شيبة على ثلاثين ميلا" اهـ
وورد في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
" وقال أَبو يعلى : حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة ، أَبو هشامٍ الرفاعي ، حدثنا إِسحاق بن سليمان ، حدثنا معاوية بن يحيى الصدفي ، عن الزهري ، أنا خارجة بن زيد قال : أَن أُسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه حدّثه قال: خرجنا مع رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم في حجته التي حجها. فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى اللّه عليه وسلم امرأة لها صبي، فسلمت عليه صلّى الله عليه وسلم فوقف لها فقالت : يا رسول الله هذا ابني فلان، والذي بعثك بالحق ما زال في حنق واحد منذ ولدته إلى الساعة ، أَو كلمة تشبِهها. فأكسع إِليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبسط يده، فجعله بينه وبين الرحل . ثمّ تفل صلى الله عليه وسلم في فيه . ثمّ قال : اخرج عدو الله فإِني رسول الله ، ثم ناولها صلى الله عليه وسلم إِياه فقال : خذيه فلن تري معه شيئا يرِيبك بعد اليوم إِن شاء الله تعالى . قال أُسامة رضي الله عنه : وقضينا حجتنا، ثمّ انصرفنا، فلما نزلنا بالروحاء. فإِذا تلك المرأة أُم الصبي، فجاءت ومعها شَاة مصلية. فقالت : يا رسول الله أَنا أُم الصبي الذي أَتيتك به ، قالت : والذي بعثك بِالحق ما رأَيت منه شيئا يريبني إِلى هذه الساعة ، قال أُسامة رضي الله عنه: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أُسيم ، قال الزهري : وهكذا كان يدعو به تحشمة ناولني ذراعها، قال : فامتلخت الذراع فناولته إياها صلى الله عليه وسلم فأَكلها صلى الله عليه وسلم . ثمّ قال : يا أُسيم ناولني الذّراع ، فامتلخت الذراع فناولته إياها فأَكلها صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أُسيم: ناولني الذّراع فقلت : يا رسول اللَّهِ إِنّك قد قلت ناولني فناولتكها فأَكلتها، ثم قُلت ناولني، فناولتكها فأَكلتها، ثم قلت: ناوِلني الذراع وإِنّما للشاة ذراعان ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم : أَما إِنك لو أهويت إِليها ما زلت تَجد فيها ذراعا ما قلْت لك ." اهـ
وورد في كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص 205
"وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغا سد الروحاء فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آذن من حولك" فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوى لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب" اهـ
وورد ايضا في كتاب مغازي الواقدي الجزء الثالث صفحة 1092 باب حجة الوداع
"عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَفْرَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجّ، فَكَانَ هَذَا الْأَمْرُ الّذِي أَخَذَ بِهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَثَبَتَ عِنْدَهُمْ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحَدِ بِمَلَلٍ، ثُمّ رَاحَ فَتَعَشّى بِشَرَفِ السّيّالَةِ، وَصَلّى بِالشّرَفِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَصَلّى الصّبْحَ بِعِرْقِ الظّبْيَةِ بَيْنَ الرّوْحَاءِ وَالسّيّالَةِ- وَهُوَ دُونَ الرّوْحَاءِ، فِي الْمَسْجِدِ الّذِي عَنْ يَمِينِ الطّرِيقِ. ثُمّ نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرّوْحَاءَ، فَإِذَا بِحِمَارٍ عَقِيرٍ، فَذُكِرَ لِلنّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا حِمَارٌ عَقِيرٌ. قَالَ: دَعُوهُ حَتّى يَأْتِيَ صَاحِبُهُ. فَجَاءَ النّهْدِيّ وَهُوَ صَاحِبُهُ فَأَهْدَاهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَقَالَ: صَيْدُ الْبَرّ لَكُمْ حَلَالٌ، إلّا مَا صِدْتُمْ أَوْ صِيدَ لَكُمْ." اهـ
وورد في كتاب دلائل النبوة لأبي نعيم الأصفهاني ص 393
"حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ثنا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا، فَلَمَّا هَبَطَ بَطْنَ الرَّوْحَاءِ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَكَذَلِكَ كَانَ يُسَمِّيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّمُهُ، هَلْ تَرَى خَمَرًا لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؟ فَخَرَجْتُ حَتَّى مَشَيْتُ حَتَّى حَسَرْتُ فَلَمْ أَقْطَعِ النَّاسَ وَلَمْ أَرَ شَيْئًا يُوَارِي أَحَدًا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ مَشَيْتُ حَتَّى حَسَرْتُ فَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا يُوَارِي أَحَدًا وَلَقَدْ مَلَأَ النَّاسُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ، قَالَ: <هَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا أَوْ أَحْجَارًا؟> قَالَ قُلْتُ: قَدْ رَأَيْتُ نَخْلَاتٍ صِغَارًا وَإِلَى جَانِبِهِنَّ رَضْمًا مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ: " فَأْتِ النَّخَلَاتِ فَقُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُنَّ أَنْ تَلْتَصِقْنَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ "، فَأَتَيْتُ النَّخْلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُنَّ أَنْ تَلْتَصِقَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُهُنَّ يَتَقَافَزْنَ بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ حَتَّى لُصِقَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ فَكَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُهُنَّ يَتَقَافَزْنَ حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى صِرْنَ كَأَنَّهَا جِدَارٌ، فَأَتَيْتُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " يَا أُسَيْمُ خُذْ هَذِهِ الْإِدَاوَةَ فَأَخَذْتُهَا ثُمَّ انْطَلَقْنَا، فَلَمَّا قَرُبْنَا مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ أَخَذَ الْإِدَاوَةَ ثُمَّ مَضَى فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَتَانِي يَحْمِلُ الْإِدَاوَةَ فَمَضَيْنَا حَتَّى دَخَلَ الْخِبَاءَ فَقَالَ لِي: " يَا أُسَيْمُ ائْتِ النَّخْلَاتِ فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ نَخْلَةٍ مِنْكُنَّ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ "، فَأَتَيْتُ النَّخْلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ مَا أَمَرَنِي، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُهُنَّ يَتَقَافَزْنَ بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ حَتَّى رَجَعَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْتُ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُهُنَّ يَتَقَافَزْنَ حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى رَجَعَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مَكَانِهِ، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ا هـ
وورد في دلائل النبوة للبيهقي في بابُ مَا جَاءَ فِي مَا ظَهَرَ عَلَى أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم وَحَاضِنَتِهِ مِنَ الْكَرَامَاتِ فِي هِجْرَتِهَا.
" أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ السَّمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سِنَانٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالُوا:
هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ مِنَ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَيْسَ مَعَهَا زَادٌ، فَلَمَّا كَانَتْ عِنْدَ الرَّوْحَاءِ وَذَلِكَ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ عَطِشَتْ عَطَشًا شَدِيدًا، قَالَتْ: فَتَسَمَّعْتُ حَفِيفًا شَدِيدًا فَوْقَ رَأْسِي [قَالَتْ] فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا دَلْوٌ مُدَلًّى مِنَ السَّمَاءِ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ فَتَنَاوَلْتُهُ بِيَدَيَّ حَتَّى اسْتَمْسَكْتُ بِهِ، قَالَتْ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رَوِيتُ، قَالَتْ: فَلَقَدْ أَصُومُ بَعْدَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ، ثُمَّ أَطُوفُ فِي الشَّمْسِ كَيْ أَظْمَأَ فَمَا ظَمِئْتُ بَعْدَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ " اهـ
وورد في الروض الأنف
" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيَالٍ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي أَصْحَابِهِ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: خَرَجَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ - وَاسْتَعْمَلَ عَمْرَو ابْنَ أُمّ مَكْتُومٍ - وَيُقَالُ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ ابْنُ أُمّ مَكْتُومٍ أَخَا بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ، عَلَى الصّلَاةِ بِالنّاسِ ثُمّ رَدّ أَبَا لُبَابَةَ مِنْ الرّوْحَاءِ، وَاسْتَعْمَلَهُ على الْمَدِينَة." اهـ
صور لبئر الروحاء
وذكر في معجم البلدان لياقوت الحموي ما نصه :
"الروحاء : الروح والراحة من الإستراحة ويوم روح أي طيب وأظنه قبل للبقعة روحاء أي طيبة ذات راحة وقدر روحاء في صدرها انبساط وقصعة روحاء قريبة القعر ويعضد ما قلناه ما ذكره ابن الكلبي قال لما رجع تبع من قتال أهل المدينة يريد مكة نزل بالروحاء فأقام بها وأراح فسماها الروحاء وسئل كثير لم سميت الروحاء روحاء فقال لانفتاحها ورواحها، وهي من عمل الفرع على نحو من أربعين يوما وفي كتاب مسلم بن الحجاج على ستة وثلانين يوما وفي كتاب ابن أبي شيبة على ثلاثين ميلا" اهـ
وورد في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
" وقال أَبو يعلى : حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة ، أَبو هشامٍ الرفاعي ، حدثنا إِسحاق بن سليمان ، حدثنا معاوية بن يحيى الصدفي ، عن الزهري ، أنا خارجة بن زيد قال : أَن أُسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه حدّثه قال: خرجنا مع رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم في حجته التي حجها. فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى اللّه عليه وسلم امرأة لها صبي، فسلمت عليه صلّى الله عليه وسلم فوقف لها فقالت : يا رسول الله هذا ابني فلان، والذي بعثك بالحق ما زال في حنق واحد منذ ولدته إلى الساعة ، أَو كلمة تشبِهها. فأكسع إِليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبسط يده، فجعله بينه وبين الرحل . ثمّ تفل صلى الله عليه وسلم في فيه . ثمّ قال : اخرج عدو الله فإِني رسول الله ، ثم ناولها صلى الله عليه وسلم إِياه فقال : خذيه فلن تري معه شيئا يرِيبك بعد اليوم إِن شاء الله تعالى . قال أُسامة رضي الله عنه : وقضينا حجتنا، ثمّ انصرفنا، فلما نزلنا بالروحاء. فإِذا تلك المرأة أُم الصبي، فجاءت ومعها شَاة مصلية. فقالت : يا رسول الله أَنا أُم الصبي الذي أَتيتك به ، قالت : والذي بعثك بِالحق ما رأَيت منه شيئا يريبني إِلى هذه الساعة ، قال أُسامة رضي الله عنه: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أُسيم ، قال الزهري : وهكذا كان يدعو به تحشمة ناولني ذراعها، قال : فامتلخت الذراع فناولته إياها صلى الله عليه وسلم فأَكلها صلى الله عليه وسلم . ثمّ قال : يا أُسيم ناولني الذّراع ، فامتلخت الذراع فناولته إياها فأَكلها صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أُسيم: ناولني الذّراع فقلت : يا رسول اللَّهِ إِنّك قد قلت ناولني فناولتكها فأَكلتها، ثم قُلت ناولني، فناولتكها فأَكلتها، ثم قلت: ناوِلني الذراع وإِنّما للشاة ذراعان ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم : أَما إِنك لو أهويت إِليها ما زلت تَجد فيها ذراعا ما قلْت لك ." اهـ
وورد في كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص 205
"وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغا سد الروحاء فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آذن من حولك" فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوى لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب" اهـ
وورد ايضا في كتاب مغازي الواقدي الجزء الثالث صفحة 1092 باب حجة الوداع
"عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَفْرَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجّ، فَكَانَ هَذَا الْأَمْرُ الّذِي أَخَذَ بِهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَثَبَتَ عِنْدَهُمْ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحَدِ بِمَلَلٍ، ثُمّ رَاحَ فَتَعَشّى بِشَرَفِ السّيّالَةِ، وَصَلّى بِالشّرَفِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَصَلّى الصّبْحَ بِعِرْقِ الظّبْيَةِ بَيْنَ الرّوْحَاءِ وَالسّيّالَةِ- وَهُوَ دُونَ الرّوْحَاءِ، فِي الْمَسْجِدِ الّذِي عَنْ يَمِينِ الطّرِيقِ. ثُمّ نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرّوْحَاءَ، فَإِذَا بِحِمَارٍ عَقِيرٍ، فَذُكِرَ لِلنّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا حِمَارٌ عَقِيرٌ. قَالَ: دَعُوهُ حَتّى يَأْتِيَ صَاحِبُهُ. فَجَاءَ النّهْدِيّ وَهُوَ صَاحِبُهُ فَأَهْدَاهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَقَالَ: صَيْدُ الْبَرّ لَكُمْ حَلَالٌ، إلّا مَا صِدْتُمْ أَوْ صِيدَ لَكُمْ." اهـ
وورد في كتاب دلائل النبوة لأبي نعيم الأصفهاني ص 393
"حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ إِمْلَاءً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ثنا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا، فَلَمَّا هَبَطَ بَطْنَ الرَّوْحَاءِ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَكَذَلِكَ كَانَ يُسَمِّيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّمُهُ، هَلْ تَرَى خَمَرًا لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؟ فَخَرَجْتُ حَتَّى مَشَيْتُ حَتَّى حَسَرْتُ فَلَمْ أَقْطَعِ النَّاسَ وَلَمْ أَرَ شَيْئًا يُوَارِي أَحَدًا فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ مَشَيْتُ حَتَّى حَسَرْتُ فَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا يُوَارِي أَحَدًا وَلَقَدْ مَلَأَ النَّاسُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ، قَالَ: <هَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا أَوْ أَحْجَارًا؟> قَالَ قُلْتُ: قَدْ رَأَيْتُ نَخْلَاتٍ صِغَارًا وَإِلَى جَانِبِهِنَّ رَضْمًا مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ: " فَأْتِ النَّخَلَاتِ فَقُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُنَّ أَنْ تَلْتَصِقْنَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ "، فَأَتَيْتُ النَّخْلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُنَّ أَنْ تَلْتَصِقَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُهُنَّ يَتَقَافَزْنَ بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ حَتَّى لُصِقَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ فَكَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُهُنَّ يَتَقَافَزْنَ حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى صِرْنَ كَأَنَّهَا جِدَارٌ، فَأَتَيْتُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " يَا أُسَيْمُ خُذْ هَذِهِ الْإِدَاوَةَ فَأَخَذْتُهَا ثُمَّ انْطَلَقْنَا، فَلَمَّا قَرُبْنَا مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ أَخَذَ الْإِدَاوَةَ ثُمَّ مَضَى فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَتَانِي يَحْمِلُ الْإِدَاوَةَ فَمَضَيْنَا حَتَّى دَخَلَ الْخِبَاءَ فَقَالَ لِي: " يَا أُسَيْمُ ائْتِ النَّخْلَاتِ فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ نَخْلَةٍ مِنْكُنَّ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ "، فَأَتَيْتُ النَّخْلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ مَا أَمَرَنِي، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُهُنَّ يَتَقَافَزْنَ بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ حَتَّى رَجَعَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْتُ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُهُنَّ يَتَقَافَزْنَ حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى رَجَعَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مَكَانِهِ، فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ا هـ
وورد في دلائل النبوة للبيهقي في بابُ مَا جَاءَ فِي مَا ظَهَرَ عَلَى أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم وَحَاضِنَتِهِ مِنَ الْكَرَامَاتِ فِي هِجْرَتِهَا.
" أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ السَّمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سِنَانٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالُوا:
هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ مِنَ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَيْسَ مَعَهَا زَادٌ، فَلَمَّا كَانَتْ عِنْدَ الرَّوْحَاءِ وَذَلِكَ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ عَطِشَتْ عَطَشًا شَدِيدًا، قَالَتْ: فَتَسَمَّعْتُ حَفِيفًا شَدِيدًا فَوْقَ رَأْسِي [قَالَتْ] فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا دَلْوٌ مُدَلًّى مِنَ السَّمَاءِ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ فَتَنَاوَلْتُهُ بِيَدَيَّ حَتَّى اسْتَمْسَكْتُ بِهِ، قَالَتْ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رَوِيتُ، قَالَتْ: فَلَقَدْ أَصُومُ بَعْدَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ، ثُمَّ أَطُوفُ فِي الشَّمْسِ كَيْ أَظْمَأَ فَمَا ظَمِئْتُ بَعْدَ تِلْكَ الشَّرْبَةِ " اهـ
وورد في الروض الأنف
" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيَالٍ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي أَصْحَابِهِ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: خَرَجَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثَمَانِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ - وَاسْتَعْمَلَ عَمْرَو ابْنَ أُمّ مَكْتُومٍ - وَيُقَالُ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ ابْنُ أُمّ مَكْتُومٍ أَخَا بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ، عَلَى الصّلَاةِ بِالنّاسِ ثُمّ رَدّ أَبَا لُبَابَةَ مِنْ الرّوْحَاءِ، وَاسْتَعْمَلَهُ على الْمَدِينَة." اهـ
صور لبئر الروحاء
وبجوار البئر مباشرة يوجد مسجد الروحاء
وقد جاء في كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ما نصه :
مسجد شرف الروحاء- قال البخاري عقب ما تقدم من رواية نافع وأن عبد الله حدّثه أن النبي صلى الله عليه وسلم <صلّى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الرّوحاء> .
وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي فيه صلّى النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: ثم عن يمينك حين تقوم في المسجد تصلى، وذلك على حافة الطريق اليمنى وأنت ذاهب إلى مكة، بينه وبين المسجد الأكبر رمية بحجر أو نحو ذلك.
ورواه يحيى بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم <صلّى إلى جانب المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الرّوحاء> وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي صلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعواسج، يكون عن يمينك حين تقوم في المسجد، وباقيه كلفظ البخاري.
وروى ابن زبالة عن ابن عمر قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرف الروحاء على يمين الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، وإلى يسارها وأنت مقبل من مكة.
قلت: وهذا المسجد هو المعنى بقول الأسدي: وعلى ميلين من السيالة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له مسجد الشرف، قال: وبين السيالة والرّوحاء أحد عشر ميلا، وبينها وبين ملل سبعة أميال، وهي لولد الحسين بن علي بن أبي طالب ولقوم من قريش، وعلى ميل منها عين تعرف بسويقية لولد عبد الله بن حسن، كثيرة الماء عذبة، وهي ناحية عن الطريق، قال: والجبل الأحمر الذي يسرة الطريق حين يخرج من السيالة يقال له ورقان، يسكنه قوم من جهينة يقال: إنه متصل إلى مكة لا ينقطع، وذكر آبارا كثيرة بالسيالة.
وقوله <وعلى ميلين من السيالة> أراد من أولها، ولهذا قال المطري: شرف الروحاء هو آخر السيالة وأنت متوجه إلى مكة، وأول السيالة إذا قطعت شرف ملل، وكانت الصخيرات صخيرات التمام عن يمينك، وقد هبطت من ملل ثم رجعت عن يسارك واستقبلت القبلة، فهذه السيالة وكانت قد تجدد فيها بعد النبي صلى الله عليه وسلم عيون وسكان، وكان لها وال من جهة والي المدينة ولأهلها أخبار وأشعار، وبها آثار البناء وأسواق، وآخرها الشرف المذكور، والمسجد عنده، وعنده قبور قديمة كانت مدفن أهل السيالة، ثم تهبط في وادي الروحاء مستقبل القبلة، ويعرف اليوم بوادي بني سالم، بطن من حرب عرب الحجاز؛ ثم ذكر ما سيأتي.
قلت: وتلك القبور التي عند المسجد مشهورة بقبور الشهداء، ولعله لكون بعضهم دفن فيها ممن قتل ظلما من الأشراف الذين كانوا بالسيالة وبسويقة، كما يؤخذ مما سنشير إليه في ترجمة سويقة.
وقد جاء في كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ما نصه :
مسجد شرف الروحاء- قال البخاري عقب ما تقدم من رواية نافع وأن عبد الله حدّثه أن النبي صلى الله عليه وسلم <صلّى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الرّوحاء> .
وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي فيه صلّى النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: ثم عن يمينك حين تقوم في المسجد تصلى، وذلك على حافة الطريق اليمنى وأنت ذاهب إلى مكة، بينه وبين المسجد الأكبر رمية بحجر أو نحو ذلك.
ورواه يحيى بلفظ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم <صلّى إلى جانب المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الرّوحاء> وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي صلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعواسج، يكون عن يمينك حين تقوم في المسجد، وباقيه كلفظ البخاري.
وروى ابن زبالة عن ابن عمر قال: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرف الروحاء على يمين الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، وإلى يسارها وأنت مقبل من مكة.
قلت: وهذا المسجد هو المعنى بقول الأسدي: وعلى ميلين من السيالة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له مسجد الشرف، قال: وبين السيالة والرّوحاء أحد عشر ميلا، وبينها وبين ملل سبعة أميال، وهي لولد الحسين بن علي بن أبي طالب ولقوم من قريش، وعلى ميل منها عين تعرف بسويقية لولد عبد الله بن حسن، كثيرة الماء عذبة، وهي ناحية عن الطريق، قال: والجبل الأحمر الذي يسرة الطريق حين يخرج من السيالة يقال له ورقان، يسكنه قوم من جهينة يقال: إنه متصل إلى مكة لا ينقطع، وذكر آبارا كثيرة بالسيالة.
وقوله <وعلى ميلين من السيالة> أراد من أولها، ولهذا قال المطري: شرف الروحاء هو آخر السيالة وأنت متوجه إلى مكة، وأول السيالة إذا قطعت شرف ملل، وكانت الصخيرات صخيرات التمام عن يمينك، وقد هبطت من ملل ثم رجعت عن يسارك واستقبلت القبلة، فهذه السيالة وكانت قد تجدد فيها بعد النبي صلى الله عليه وسلم عيون وسكان، وكان لها وال من جهة والي المدينة ولأهلها أخبار وأشعار، وبها آثار البناء وأسواق، وآخرها الشرف المذكور، والمسجد عنده، وعنده قبور قديمة كانت مدفن أهل السيالة، ثم تهبط في وادي الروحاء مستقبل القبلة، ويعرف اليوم بوادي بني سالم، بطن من حرب عرب الحجاز؛ ثم ذكر ما سيأتي.
قلت: وتلك القبور التي عند المسجد مشهورة بقبور الشهداء، ولعله لكون بعضهم دفن فيها ممن قتل ظلما من الأشراف الذين كانوا بالسيالة وبسويقة، كما يؤخذ مما سنشير إليه في ترجمة سويقة.
إحداثيات مسجد الروحاء
N 24� 4.691
E 39� 9.691
E 39� 9.691
مسجد القبلتين ( بني سلمة ) في المدينة المنورة
ينسب هذا المسجد لبني حرام من بني سلمة، وتذكر بعض المصادر أن بني سواد بن غنم بن كعب هم الذين أقاموه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلاً، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة أكيال بالاتجاه الشمالي الغربي. وسمي بمسجد القبلتين لأن الصحابة صلوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين وذلك أن القبلة كانت إلى بيت المقدس، وفي العام الثاني للهجرة نزلت آية تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المدينة، وجاء الصحابي والناس يصلون فأخبرهم الخبر فتحولوا وهم في صلاتهم إلى القبلة الجديدة. جدد بناء المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز (( 87 ـ93هـ ))، وجدد ثانية في عهد السلطان القانوني عام 950هـ. وضمن مشروع تطوير المدينة تولت مجموعة ابن لادن السعودية مشروع تجديده وتوسعته فأزالت الرابية وأقامت مكانها مبنى جديداً واسعاً يتألف من طابقين الطابق الأرضي ويشمل الميضأة والمستودعات والوحدات السكنية للإمام والمؤذن. أما الطابق العلوي ففيه المصلى ومساحته 1190متراً مربعاً، وخصصت شرفة واسعة مساحتها 400 متر مربع للنساء تطل على ساحة المصلى، ورواق لتحفيظ القرآن الكريم، كما أقيم بجانبه فناء داخلي غرس بالأشجار. ويعد مسجد القبلتين واحداً من معالم المدينة المنورة المتميزة، تظهر فيه أصالة العمارة الإسلامية في الشكل والمضمون ويؤمه الزوار للصلاة فيه.
المصدر مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
----------------------------------------
قال رزين: وهو مسجد بني حرام بالقاع، وتبعه ابن النجار فمن بعده، وزاد المطري وتبعه من بعده أنه الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في قبلته فحكّها بعرجون كان في يده، ثم دعا بخلوق فجعله على راس العرجون ثم جعله في موضع النخامة، فكان أوّل مسجد خلّق، وهذا كله مردود؛ لأن ابن زبالة قال كما قدمناه في المنازل: إن بني سواد بن غنم بن كعب نزلوا عند مسجد القبلتين، ولهم مسجد القبلتين ونزل بنو عبي بن عدي بن غنم بن كعب عند مسجد الخربة، ونزل بنو حرام بن كعب بن غنم بن كعب عند مسجد بني حرام الصغير الذي بالقاع، وابتنوا أطمأ يقال له جاعص كان في السهل بين الأرض التي كانت لجابر بن عتيك وبين العين التي عملها معاوية بن أبي سفيان، وحينئذ فلا يصح كون مسجد بني حرام الصغير هو مسجد القبلتين. وكان هؤلاء الجماعة فهموا من وصف مسجدهم هذا بالصغير أن مسجدهم الكبير هو مسجد القبلتين، وليس كذلك؛ لما قدمناه من أن مسجدهم الكبير نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلّ فيه، وأنه الذي بشعب سلع، وأيضا فقد صرح ابن زبالة بأن مسجد القبلتين لبني سواد، وأيضا فاسم القاع إنما يناسب ما قدمناه في بيان منازل بني حرام في غربي مساجد الفتح، فمسجد بني حرام هذا من المساجد التي لا تعلم اليوم عينها، ولكن تعلم جهتها. ومما يوضح المغايرة بين مسجد بني حرام وبين مسجد القبلتين، ويصرح بخطأ ما ذهب إليه من جعلهما متحدين أن ابن شبة روى عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد الخربة، وفي مسجد القبلتين، وفي مسجد بني حرام الذي بالقاع. ورواه أيضا ابن زبالة عن جابر بلفظ <صلّى في مسجد القبلتين وفي مسجد بني حرام بالقاع> ولم يذكر مسجد الخربة؛ فاتّضح بذلك ما قلناه، وتعين اجتناب ما عداه، وما ذكره المطري من كون مسجد القبلتين أول مسجد خلّق أخذه من ورود ذلك في مسجد بني حرام لظنه اتحادهما؛ فاجتنبه.
وقال ابن زبالة: وحدثني موسى بن إبراهيم عن غير واحد من مشيخة بني سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم <صلّى في مسجد القبلتين> وقد قدمناه في الفصل الثالث من الباب الرابع الاختلاف في تعيين المسجد الذي وقع فيه تحويل القبلة وسنته والصلاة التي وقع ذلك فيها، وفي بعض تلك الروايات أن ذلك كان بمسجد القبلتين، وأن الواقديّ قال: إن ذلك هو الثابت عنده.
وروى يحيى عن عثمان بن محمد بن الأخنس قال: زار رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة- وهي أم بشر من بني سلمة- في بني سلمة، فصنعت له طعاما، قالت أم بشر: فهم يأكلون من ذلك الطعام إلى أن سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأرواح، فذكر حديثها في أرواح المؤمنين والكافرين، ثم قال: فجاءت الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في مسجد القبلتين الظهر، فلما أن صلى ركعتين أمر أن يوجه إلى الكعبة، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة واستقبل الميزاب؛ فهي القبلة التي قال الله تعالى <فلنولينك قبلة ترضاها> فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين.
وفي رواية له: فلما صلى ركعتين أمر أن يولي وجهه إلى الكعبة، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة والمسجد مسجد القبلتين، وكان الظهر يومئذ أربعا منها اثنتان إلى بيت المقدس وثنتان إلى الكعبة.
قلت: وهذا ما أشار إليه ابن سعد بقوله: ويقال إنه صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة، فصنعت له طعاما وحانت الظهر، فصلى بأصحابه ركعتين، ثم أمر أن يوجّه إلى الكعبة، فاستداروا إلى الكعبة، فسمي المسجد مسجد القبلتين.
وتقدم ما قاله الزمخشري من صرف القبلة في هذا المسجد في صلاة الظهر، وإنه صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم تحول في الصلاة وحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال.
وروى ابن زبالة عن محمد بن جابر قال: صرفت القبلة ونفر من بني سلمة يصلون الظهر في المسجد الذي يقال له مسجد القبلتين، فأتاهم آت فأخبرهم وقد صلوا ركعتين فاستداروا حتى جعلوا وجوههم إلى الكعبة، فبذلك سمّي مسجد القبلتين.
قال المجد: فعلى هذا كان مسجد قباء أولى بهذه التسمية؛ لما ثبت في الصحيحين من وقوع نحو ذلك به.
وقد أطنب المجد هنا فيما جاء في تخليق القبلة لتوهمه أن مسجد القبلتين هو المراد، وذلك وهم لما أسلفناه، وهذا المسجد- كما قال المطري- بعيد من مساجد الفتح من جهة المغرب على رابية على شفير وادي العقيق، يعني العقيق الصغير.
قلت: وهو مرتفع عن شفير وادي العقيق كثيرا، وكأنه أراد بذلك بيان مناسبة ما ادّعاه من تسمية موضعه بالقاع، وقد جدد سقف هذا المسجد وأصلحه الشجاعي شاهين الجمالي شيخ الخدامين عام ثلاث وتسعين وثمانمائة، والله أعلم.
مسجد القبلتين من الخارجيقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلاً، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة أكيال بالاتجاه الشمالي الغربي. وسمي بمسجد القبلتين لأن الصحابة صلوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين وذلك أن القبلة كانت إلى بيت المقدس، وفي العام الثاني للهجرة نزلت آية تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المدينة، وجاء الصحابي والناس يصلون فأخبرهم الخبر فتحولوا وهم في صلاتهم إلى القبلة الجديدة. جدد بناء المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز (( 87 ـ93هـ ))، وجدد ثانية في عهد السلطان القانوني عام 950هـ. وضمن مشروع تطوير المدينة تولت مجموعة ابن لادن السعودية مشروع تجديده وتوسعته فأزالت الرابية وأقامت مكانها مبنى جديداً واسعاً يتألف من طابقين الطابق الأرضي ويشمل الميضأة والمستودعات والوحدات السكنية للإمام والمؤذن. أما الطابق العلوي ففيه المصلى ومساحته 1190متراً مربعاً، وخصصت شرفة واسعة مساحتها 400 متر مربع للنساء تطل على ساحة المصلى، ورواق لتحفيظ القرآن الكريم، كما أقيم بجانبه فناء داخلي غرس بالأشجار. ويعد مسجد القبلتين واحداً من معالم المدينة المنورة المتميزة، تظهر فيه أصالة العمارة الإسلامية في الشكل والمضمون ويؤمه الزوار للصلاة فيه.
المصدر مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
----------------------------------------
قال رزين: وهو مسجد بني حرام بالقاع، وتبعه ابن النجار فمن بعده، وزاد المطري وتبعه من بعده أنه الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم النخامة في قبلته فحكّها بعرجون كان في يده، ثم دعا بخلوق فجعله على راس العرجون ثم جعله في موضع النخامة، فكان أوّل مسجد خلّق، وهذا كله مردود؛ لأن ابن زبالة قال كما قدمناه في المنازل: إن بني سواد بن غنم بن كعب نزلوا عند مسجد القبلتين، ولهم مسجد القبلتين ونزل بنو عبي بن عدي بن غنم بن كعب عند مسجد الخربة، ونزل بنو حرام بن كعب بن غنم بن كعب عند مسجد بني حرام الصغير الذي بالقاع، وابتنوا أطمأ يقال له جاعص كان في السهل بين الأرض التي كانت لجابر بن عتيك وبين العين التي عملها معاوية بن أبي سفيان، وحينئذ فلا يصح كون مسجد بني حرام الصغير هو مسجد القبلتين. وكان هؤلاء الجماعة فهموا من وصف مسجدهم هذا بالصغير أن مسجدهم الكبير هو مسجد القبلتين، وليس كذلك؛ لما قدمناه من أن مسجدهم الكبير نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلّ فيه، وأنه الذي بشعب سلع، وأيضا فقد صرح ابن زبالة بأن مسجد القبلتين لبني سواد، وأيضا فاسم القاع إنما يناسب ما قدمناه في بيان منازل بني حرام في غربي مساجد الفتح، فمسجد بني حرام هذا من المساجد التي لا تعلم اليوم عينها، ولكن تعلم جهتها. ومما يوضح المغايرة بين مسجد بني حرام وبين مسجد القبلتين، ويصرح بخطأ ما ذهب إليه من جعلهما متحدين أن ابن شبة روى عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد الخربة، وفي مسجد القبلتين، وفي مسجد بني حرام الذي بالقاع. ورواه أيضا ابن زبالة عن جابر بلفظ <صلّى في مسجد القبلتين وفي مسجد بني حرام بالقاع> ولم يذكر مسجد الخربة؛ فاتّضح بذلك ما قلناه، وتعين اجتناب ما عداه، وما ذكره المطري من كون مسجد القبلتين أول مسجد خلّق أخذه من ورود ذلك في مسجد بني حرام لظنه اتحادهما؛ فاجتنبه.
وقال ابن زبالة: وحدثني موسى بن إبراهيم عن غير واحد من مشيخة بني سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم <صلّى في مسجد القبلتين> وقد قدمناه في الفصل الثالث من الباب الرابع الاختلاف في تعيين المسجد الذي وقع فيه تحويل القبلة وسنته والصلاة التي وقع ذلك فيها، وفي بعض تلك الروايات أن ذلك كان بمسجد القبلتين، وأن الواقديّ قال: إن ذلك هو الثابت عنده.
وروى يحيى عن عثمان بن محمد بن الأخنس قال: زار رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة- وهي أم بشر من بني سلمة- في بني سلمة، فصنعت له طعاما، قالت أم بشر: فهم يأكلون من ذلك الطعام إلى أن سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأرواح، فذكر حديثها في أرواح المؤمنين والكافرين، ثم قال: فجاءت الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في مسجد القبلتين الظهر، فلما أن صلى ركعتين أمر أن يوجه إلى الكعبة، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة واستقبل الميزاب؛ فهي القبلة التي قال الله تعالى <فلنولينك قبلة ترضاها> فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين.
وفي رواية له: فلما صلى ركعتين أمر أن يولي وجهه إلى الكعبة، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة والمسجد مسجد القبلتين، وكان الظهر يومئذ أربعا منها اثنتان إلى بيت المقدس وثنتان إلى الكعبة.
قلت: وهذا ما أشار إليه ابن سعد بقوله: ويقال إنه صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة، فصنعت له طعاما وحانت الظهر، فصلى بأصحابه ركعتين، ثم أمر أن يوجّه إلى الكعبة، فاستداروا إلى الكعبة، فسمي المسجد مسجد القبلتين.
وتقدم ما قاله الزمخشري من صرف القبلة في هذا المسجد في صلاة الظهر، وإنه صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم تحول في الصلاة وحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال.
وروى ابن زبالة عن محمد بن جابر قال: صرفت القبلة ونفر من بني سلمة يصلون الظهر في المسجد الذي يقال له مسجد القبلتين، فأتاهم آت فأخبرهم وقد صلوا ركعتين فاستداروا حتى جعلوا وجوههم إلى الكعبة، فبذلك سمّي مسجد القبلتين.
قال المجد: فعلى هذا كان مسجد قباء أولى بهذه التسمية؛ لما ثبت في الصحيحين من وقوع نحو ذلك به.
وقد أطنب المجد هنا فيما جاء في تخليق القبلة لتوهمه أن مسجد القبلتين هو المراد، وذلك وهم لما أسلفناه، وهذا المسجد- كما قال المطري- بعيد من مساجد الفتح من جهة المغرب على رابية على شفير وادي العقيق، يعني العقيق الصغير.
قلت: وهو مرتفع عن شفير وادي العقيق كثيرا، وكأنه أراد بذلك بيان مناسبة ما ادّعاه من تسمية موضعه بالقاع، وقد جدد سقف هذا المسجد وأصلحه الشجاعي شاهين الجمالي شيخ الخدامين عام ثلاث وتسعين وثمانمائة، والله أعلم.
قبلة بيت المقدس الأولى
مسجد المصبح ( بني أنيف ) بالمدينة المنورة والذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
أسماؤه
(أ) يقال له:مسجد بني أنيف لوقوعه في قرية بني أنيف، بضم الهمزة تصغير أنف، وهم حي من بلي يقال: إِنهم بقية من العماليق وكانوا حلفاء لبني عمرو بن عوف من الأوس، ودارهم بين بني عمرو بن عوف بقباء وبين العصبة.
(ب) وأطلق عليه بعض المتأخرين مسجد مصبح لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه الصبح عندما جاء مهاجراً إلى المدينة.
ويطلق عليه بعض أهل المنطقة حاليا ( طلعة مصبح ).
موقعه
يقع هذا المسجد في جنوب غرب مسجد قبا بجوار مستودعات غسان، وعلى يمين القادم إِلى المدينة المنورة عن طريق الهجرة.
وقد قمت بزيارة المسجد في 10/ ربيع الثاني 1418هـ فوجدت أثر المسجد واضحاً على مرتفع من الأرض وبقي من جدرانه نحو من مترين وهو مبني من الحجر البازلتي، وأثر المحراب واضح فيه، ومدخله في الجهة الشمالية.
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في موضع المسجد
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي طلحة البراء يعوده، ولما توفي جاء للتعزية، وفي أثناء ذلك صلى النبي صلى الله عليه وسلم في موضع هذا المسجد، فقد روى أبو داود عن الحصين أن طلحة البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: "إِني لا أرى طلحة إِلا قد حدث فيه الموت فآذنوني وعجلوا، فإِنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله".
وعن عاصم بن سويد عن أبيه قال: سمعت مشيخة بني أنيف يقولون: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يعود طلحة البراء قريباً من أطمهم"، قال عاصم: قال أبي: فأدركتهم يرشون ذلك المكان ويتعاهدونه ثم بنوه بعد فهو مسجد بني أنيف بقباء.
مسجد بني أنيف عبر التاريخ
تفيد النقول عن وجود هذا المسجد في القرون المتقدمة.
وتحدث عنه المطري (المتوفي 741هـ) والفيروزآبادي (المتوفى 817هـ) وأبو البقاء المكي والسمهودي (المتوفي 911هـ) والعباسي (المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري).
وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري قال علي بن موسى: وعلى الحرة عند الحديقة المعروفة بالقويم مسجد صغير غير مسقف يعرف بمسجد مصبح وهو على قارعة طريقه صلى الله عليه وسلم لما جاء مهاجراً ومعه سيدنا الصديق إِلى المدينة.
وتحدث عنه الخياري قائلاً: المسجد غير مسقوف بجوار مستودعات غسان جنوب غرب مسجد قباء وبجانبه الغربي أطم مصبح وثنية الوداع التي استقبل عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال إِبراهيم العياشي (المتوفى 1400هـ) عن هذا المسجد:لم أجد أثر المسجد سوى المسجد المرتفع على الحرة من جنوب البئر القائم قريباً منها ويعرف اليوم بمصبح، وفيه ما في حديث الهجرة عن عبد الرحمن بن حارثة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بظهر حرتنا ثم ركب فأناخ إِلى عذق عند بئر غرس. ثم صلى أيضاً في مكانه عندما كان يعود طلحة البراء والعامة يقولون في اسمه مسجد مصبح نسبة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فيه.
المصدر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
----------------------------------
مسجد بني أنيف، تصغير أنف حي من بلى، ويقال: إنهم بقية من العماليق كما تقدم في منازل اليهود، وبينا في منازل بني عمرو بن عوف من الأوس أنهم كانوا حلفاء لهم. وروى ابن زبالة عن عاصم بن سويد عن أبيه قال: سمعت مشيخة بني أنيف يقولون: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يعود طلحة بن البراء قريبا من أطمهم، قال عاصم:
قال أبي: فأدركتهم يرشّون ذلك المكان ويتعاهدونه ثم بنوه بعده؛ فهو مسجد بني أنيف بقباء.
قلت: طلحة بن البراء منهم. وقال المتكلمون في أسماء الصحابة: إنه من بلىّ وكان حليفا للأوس، وذلك هو السبب كما قدمناه فيما وقع للمطري ومن تبعه من أن بني أنيف بطن من الأوس، قال: ودارهم بين بني عمرو بن عوف بقباء وبين العصبة.
قلت: المعتمد ما قدمناه، ودارهم بقباء عند المال المعروف اليوم بالقائم في جهة قبلة مسجد قباء من جهة المغرب، وعند بئر عذق كما سبق.
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى-صلى الله عليه وآله وسلم-
----------------------------------
(أ) يقال له:مسجد بني أنيف لوقوعه في قرية بني أنيف، بضم الهمزة تصغير أنف، وهم حي من بلي يقال: إِنهم بقية من العماليق وكانوا حلفاء لبني عمرو بن عوف من الأوس، ودارهم بين بني عمرو بن عوف بقباء وبين العصبة.
(ب) وأطلق عليه بعض المتأخرين مسجد مصبح لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه الصبح عندما جاء مهاجراً إلى المدينة.
ويطلق عليه بعض أهل المنطقة حاليا ( طلعة مصبح ).
موقعه
يقع هذا المسجد في جنوب غرب مسجد قبا بجوار مستودعات غسان، وعلى يمين القادم إِلى المدينة المنورة عن طريق الهجرة.
وقد قمت بزيارة المسجد في 10/ ربيع الثاني 1418هـ فوجدت أثر المسجد واضحاً على مرتفع من الأرض وبقي من جدرانه نحو من مترين وهو مبني من الحجر البازلتي، وأثر المحراب واضح فيه، ومدخله في الجهة الشمالية.
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في موضع المسجد
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي طلحة البراء يعوده، ولما توفي جاء للتعزية، وفي أثناء ذلك صلى النبي صلى الله عليه وسلم في موضع هذا المسجد، فقد روى أبو داود عن الحصين أن طلحة البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: "إِني لا أرى طلحة إِلا قد حدث فيه الموت فآذنوني وعجلوا، فإِنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله".
وعن عاصم بن سويد عن أبيه قال: سمعت مشيخة بني أنيف يقولون: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يعود طلحة البراء قريباً من أطمهم"، قال عاصم: قال أبي: فأدركتهم يرشون ذلك المكان ويتعاهدونه ثم بنوه بعد فهو مسجد بني أنيف بقباء.
مسجد بني أنيف عبر التاريخ
تفيد النقول عن وجود هذا المسجد في القرون المتقدمة.
وتحدث عنه المطري (المتوفي 741هـ) والفيروزآبادي (المتوفى 817هـ) وأبو البقاء المكي والسمهودي (المتوفي 911هـ) والعباسي (المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري).
وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري قال علي بن موسى: وعلى الحرة عند الحديقة المعروفة بالقويم مسجد صغير غير مسقف يعرف بمسجد مصبح وهو على قارعة طريقه صلى الله عليه وسلم لما جاء مهاجراً ومعه سيدنا الصديق إِلى المدينة.
وتحدث عنه الخياري قائلاً: المسجد غير مسقوف بجوار مستودعات غسان جنوب غرب مسجد قباء وبجانبه الغربي أطم مصبح وثنية الوداع التي استقبل عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال إِبراهيم العياشي (المتوفى 1400هـ) عن هذا المسجد:لم أجد أثر المسجد سوى المسجد المرتفع على الحرة من جنوب البئر القائم قريباً منها ويعرف اليوم بمصبح، وفيه ما في حديث الهجرة عن عبد الرحمن بن حارثة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بظهر حرتنا ثم ركب فأناخ إِلى عذق عند بئر غرس. ثم صلى أيضاً في مكانه عندما كان يعود طلحة البراء والعامة يقولون في اسمه مسجد مصبح نسبة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فيه.
المصدر
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
----------------------------------
مسجد بني أنيف، تصغير أنف حي من بلى، ويقال: إنهم بقية من العماليق كما تقدم في منازل اليهود، وبينا في منازل بني عمرو بن عوف من الأوس أنهم كانوا حلفاء لهم. وروى ابن زبالة عن عاصم بن سويد عن أبيه قال: سمعت مشيخة بني أنيف يقولون: صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يعود طلحة بن البراء قريبا من أطمهم، قال عاصم:
قال أبي: فأدركتهم يرشّون ذلك المكان ويتعاهدونه ثم بنوه بعده؛ فهو مسجد بني أنيف بقباء.
قلت: طلحة بن البراء منهم. وقال المتكلمون في أسماء الصحابة: إنه من بلىّ وكان حليفا للأوس، وذلك هو السبب كما قدمناه فيما وقع للمطري ومن تبعه من أن بني أنيف بطن من الأوس، قال: ودارهم بين بني عمرو بن عوف بقباء وبين العصبة.
قلت: المعتمد ما قدمناه، ودارهم بقباء عند المال المعروف اليوم بالقائم في جهة قبلة مسجد قباء من جهة المغرب، وعند بئر عذق كما سبق.
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى-صلى الله عليه وآله وسلم-
----------------------------------
وتم نشر مقالة في جريدة المدينة العدد 18732 الأربعاء 10/10/1435هـ بقلم السيد ضياء محمد عطار مؤرخ المدينة المنورة استعرض فيها الأدلة على عدم صحة تسمية مسجد بني أنيف بمسجد المصبح، جاء فيها ما يلي :
وهو أحد مساجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة المنورة، صلّى فيه عندما كان يزور شابًا من بنى أنيف من الأنصار حين مرض وهو سيدنا طلحة بن البراء رضى الله عنه. وكان رضى الله عنه مع صغر سنه وحداثة عمره متفانيا في حب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن شدة حبه للنبي صلّى الله عليه وسلّم جعل يقبل قدميه الشريفتين، وجعل يلتصق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم خشية فراقه صلّى الله عليه وسلّم، وجعل يقول لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله، مرنى بما تحب فإني لا أعصي لك أمرًا، فعجب النبي صلّى الله عليه وسلّم من شدة ولعه وهيمانه برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن إعلان طاعته للنبي صلّى الله عليه وسلّم في تنفيذ كل ما يؤمره به، فضحك له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال: اقتل أباك، فخرج مسرعًا لتنفيذ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أبيه، دون أن يدركه تردد، ولم يوجه استبيانا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن سبب ذلك. فلما رآه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أنه جاد في طاعته، رده، وقال: إنى لم أبعث بقطيعة رحم. كما رواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير والأوسط والإمام البيهقي في سننه.
ومنها ما وراه الإمام أبونعيم في معرفة الصحابة: أن طلحة بن البراء رضى الله عنه لما لقي النبي صلّى الله عليه وسلّم جعل يلصق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقبل قدميه، فقال: يا رسول الله: مرني بما أحببت، لا أعصي لك أمرا، فضحك لذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو غلام حدث، فقال له عند ذلك: اذهب اذهب، فاقتل أباك. قال: فخرج موليًا ليفعل، فدعاه النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إني لم أبعث بقطيعة رحم.
ويستفاد من هذا أن والده البراء كان رجلاً من كبار المنافقين، وإلا لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليطلب منه مثل هذا الطلب. كما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يطلب منه ذلك بقصد اختباره، أو بقصد ممازحته، ولكن ذلك كان حقًا، ولذلك قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: إني لم أبعث بقطيعة رحم. فبذلك نهاه عن قتل أبيه فقط، لأن عليه في ذلك لو قتل أباه عقوق وقطيعة رحم بالنسبة له. ولذلك لم يقل له: إني إنما أردت اختبار صدقك، أو أردت ممازحتك يا طلحة.
ولما مرض طلحة بن البراء رضى الله عنه بعد ذلك، أتاه النبي صلّى الله عليه وسلّم يعوده في الشتاء، في برد وغيم في حي بني أنيف بقباء هنا، فلما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عنده بعد عيادته، قال لأهله: إني أرى طلحة قد حدث عليه الموت، آذنوني به حتى أصلي عليه وعجلوه، أي إن النبي صلّى الله عليه وسلّم رآى في وجه ذلك الغلام الحدث الشاب علامات الموت. ولما يبلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حى بني سالم بن عوف وهو بقباء، إذ توفي الشاب طلحة بن البراء رضى الله عنه وجن عليه الليل، فكان فيما أوصى به أهله أن قال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب بسببي، فلما توفى قام أهله بتكفينه ودفنه من غير أن يخبروا بموته رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم أخبروا النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك حين أصبح، فجاء صلوات الله عليه حتى وقف على قبره، فصف الناس معه، ثم رفع يديه، فقال: اللهم الق طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك.
وفى تلك الأثناء كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلى صلواته في هذا المسجد مع قرب مسجد قباء منه. فكان بنو أنيف يرشون موضع صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالماء، ويتعاهدونه صيانه له، وحفاظًا على موضعه، ثم قاموا ببناء مسجدهم هذا على ذلك الموضع هناك.
فهذا هو تاريخ مسجد بنى أنيف بقباء، وهو يبعد عن مسجد قباء بنحو مئتى متر أو زيادة تقريبًا، ويقع قبلي مسجد قباء مائًلا إلى الغرب. وتلك أحد آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومساجده.
وقد أضاف بعض مؤرخي المدينة المنورة من المتأخرين لمسجد بني أنيف هذا مسمى آخر، وسموه مسجد مصبح كما سماه بعضهم مسجد العصبة. وأوردوا لهذه التسميات أسبابًا أخرى غير ما سبق ذكره. وممن سماه مسجد مصبح العلامة السيد أحمد الخياري في كتابه تاريخ معالم المدينة المنورة قديمًا وحديثًا، وذكرفيه أن سبب تسميته بذلك يعود إلى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استقبله الأنصار في موضع هذا المسجد صباحًا عند وصوله إلى المدينة بقباء، فلذلك سمى بمسجد مصبح، بمعنى أن هذا المسجد بنى على موضع الاستقبال. وتبعه في ذلك كثيرون بعده حتى اليوم، ومنهم الشيخ إبراهيم العياشي في كتابه المدينة بين الماضى والحاضر. وكذلك الدكتور عبدالعزيز كعكي مؤخرًا في كتابه الدر المنثور. غير أنه اختلف عندهم السبب في تسميته بمصبح خلافًا للسيد أحمد الخياري رحمه الله. ورأى هؤلاء أن تسميته بمسجد مصبح، بالميم ثم الصاد المبهمة ثم الباء المشددة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى في هذا المسجد صلاة الفجر صبيحة يوم الهجرة قبل أن يصل إلى قباء، وقالوا: وكان ذلك وراء تسميته بمصبح أو بالصبح.
وبما أن هذه التسميات وهذه التعليلات لم يسبقهم إليها أحد من أعلام التاريخ المدني كالإمام عمرو بن شبة في تاريخه، ولا الجمال المطري في تعريفه، ولا المحب ابن النجار فى درته، ولا الزين المراغى في تحقيقه، ولا الإمام السيد السمهودي في وفائه، ولا الحافظ السخاوي في تحفته، ولا الشيخ أحمد العباسي في عمدته وغيرهم، فلم يذكر أحد من هؤلاء مسجد بني أنيف باسم مسجد مصبح، ولا قص هذه الأسباب، ولا يوجد في كتبهم هذا المسمى لهذا المسجد. ولم يذكرهذا المسمى له إلا السيد أحمد الخياري ومن أتى من بعده دون تحقق. ولذلك أقول:
أولاً: إن هذا المسجد بناه بنو أنيف على مصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما سبق، ولم يكن من أسباب وجوده قصة غير ما سبق ذكره من صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهإابان زيارته للصحابي الجليل الشاب طلحة بن البراء رضي الله عنه فقط.
ثانيًا: إن الكلام بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصل إلى المدينة المنورة فجرًا، وصلّى فيه الصبح فهو كلام لا يستند إلى دليل. وقد تضافرت الأخبار في كتب السيرة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يصل إلى المدينة يوم الهجرة إلا عند اشتداد حر الظهيرة. وقد كانت الأنصار ينتظرون كل يوم مقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على سند الحرة، ثم يعودون إلى ديارهم ورحالهم مع اشتداد حرالظهيرة، وفى اليوم الذي وصل فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم انتظروا كعادتهم، فلما اشتد حر الظهيرة عادوا إلى رحالهم. فلم يلبثوا إلا أن طلع على سماء المدينة بدر محيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منيرًا من ثنية الوداع بقباء، فرآه عن بعد يهودي من أهل المدينة كان يعمل في وقت الظهيرة فصاح بأعلى صوته: يا بني قيلة، يعنى بذلك الأنصار: هذا جدكم أي حظكم الذى كنتم تنتظرونه كل يوم. فخرجوا مسرعين واصطفوا لاستقبال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند ذلك، ولم يكن الوقت ساعتئذ صباحًا حتى تتلاءم هذه التسمية بموضوع هذا المسجد كما ذكرها السيد أحمد الخياري.
ثالثًا: إن القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلى فيه صلاة الصبح يوم قدومه المدينة قبل أن يصل إلى قباء. يعنى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد حل بقباء في بنى أنيف منذ الفجر، ويقتضى أن الناس قد رأوه في ذلك الموضع منذ صلاة الصبح، فإن كان الأمر كذلك لم يكن هناك داع لانتظاره صلّى الله عليه وسلّم في سند الحرة حتى تشتد الحرارة، وحتى يعود الناس إلى رحالهم بعد انتظار طويل، وحتى يصيح فيهم الرجل من اليهود، يعلمهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد جاء.
رابعًا: لو كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد صلى صلاة الصبح بموضع هذا المسجد كما يقولون، فإنه لم يكن يحتاج إلى أن يصل قباء من الوقت إلا لدقائق معدودة، وليس لساعات حتى تشتد حرارة الظهيرة. فإن المسافة التى بين مسجد قباء ومسجد بني أنيف لا يتجاوز للماشي على قدميه من الوقت إلا لعشر دقائق تقريبًا.
خامسًا: إن القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد وصل قباء فجر يوم الهجرة حتى صلى الصبح بهذا المسجد يتعارض تعارضًا صريحًا مع صريح الأخبار التى تضافرت عند علماء السيرة بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد وصل ثنية الوداع بقباء مع اشتداد الحرارة من الظهيرة.
وبناء علي ما سبق: تسميته مسجد بنى أنيف بمسجد مصبح لا يسنده دليل، ولا يقره النقل المتواتر من أخبار سيرته صلّى الله عليه وسلّم عن يوم وصوله والصواب الذى يعتمد عليه: إن المسجد هو مسجد بنى أنيف الذى بناه بنو أنيف على مصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذى صلّى فيه إبان زيارته لطلحة بن البراء رضى الله كما سبق. وإطلاق اسم مصبح عليه لا أساس له ولا لتلك الأسباب التى رويت فيه.
بقى لدينا شيء آخر: وهو أن البعض سماه مسجد العصبة، والحال فإن المسجد ليس واقعًا بالعصبة كما يقولون، وليس بقباء هو أيضًا، رغم تقارب المسافات بينهما. وإنما هو بين العصبة وبين قباء كما قاله الإمام زين الدين المراغي في تاريخه تحقيق النصرة. والحال إن قباء كانت منازل بني عمرو بن عوف، وكانت العصبة من منازل بني جحجبا، وموضع المسجد وحوله كانت من منازل بني أنيف. وعليه فإن مسجد بني أنيف لا يصح فيه أن يقال: أنه مسجد العصبة. هذا وقد ناقشت بعض هذه الآراء في كتابي مساجد صلى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنني لم أتطرق إلى قضية صلاة الصبح، لأنني لم أكن قد اطلعت على تلك القصص بعد. وصلّى الله وسلم على سيدنا محمّد والحمد لله رب العالمين.
المسجد من الخارج
المسجد من الداخل ويتضح المنبر والجدران الداخلية للمسجد
مقطع فيديو للمسجد
إعداد وتوثيق
فريق طيبة نت
وهو أحد مساجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة المنورة، صلّى فيه عندما كان يزور شابًا من بنى أنيف من الأنصار حين مرض وهو سيدنا طلحة بن البراء رضى الله عنه. وكان رضى الله عنه مع صغر سنه وحداثة عمره متفانيا في حب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن شدة حبه للنبي صلّى الله عليه وسلّم جعل يقبل قدميه الشريفتين، وجعل يلتصق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم خشية فراقه صلّى الله عليه وسلّم، وجعل يقول لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله، مرنى بما تحب فإني لا أعصي لك أمرًا، فعجب النبي صلّى الله عليه وسلّم من شدة ولعه وهيمانه برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن إعلان طاعته للنبي صلّى الله عليه وسلّم في تنفيذ كل ما يؤمره به، فضحك له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال: اقتل أباك، فخرج مسرعًا لتنفيذ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أبيه، دون أن يدركه تردد، ولم يوجه استبيانا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن سبب ذلك. فلما رآه المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أنه جاد في طاعته، رده، وقال: إنى لم أبعث بقطيعة رحم. كما رواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير والأوسط والإمام البيهقي في سننه.
ومنها ما وراه الإمام أبونعيم في معرفة الصحابة: أن طلحة بن البراء رضى الله عنه لما لقي النبي صلّى الله عليه وسلّم جعل يلصق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقبل قدميه، فقال: يا رسول الله: مرني بما أحببت، لا أعصي لك أمرا، فضحك لذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو غلام حدث، فقال له عند ذلك: اذهب اذهب، فاقتل أباك. قال: فخرج موليًا ليفعل، فدعاه النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال: إني لم أبعث بقطيعة رحم.
ويستفاد من هذا أن والده البراء كان رجلاً من كبار المنافقين، وإلا لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليطلب منه مثل هذا الطلب. كما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يطلب منه ذلك بقصد اختباره، أو بقصد ممازحته، ولكن ذلك كان حقًا، ولذلك قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: إني لم أبعث بقطيعة رحم. فبذلك نهاه عن قتل أبيه فقط، لأن عليه في ذلك لو قتل أباه عقوق وقطيعة رحم بالنسبة له. ولذلك لم يقل له: إني إنما أردت اختبار صدقك، أو أردت ممازحتك يا طلحة.
ولما مرض طلحة بن البراء رضى الله عنه بعد ذلك، أتاه النبي صلّى الله عليه وسلّم يعوده في الشتاء، في برد وغيم في حي بني أنيف بقباء هنا، فلما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عنده بعد عيادته، قال لأهله: إني أرى طلحة قد حدث عليه الموت، آذنوني به حتى أصلي عليه وعجلوه، أي إن النبي صلّى الله عليه وسلّم رآى في وجه ذلك الغلام الحدث الشاب علامات الموت. ولما يبلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حى بني سالم بن عوف وهو بقباء، إذ توفي الشاب طلحة بن البراء رضى الله عنه وجن عليه الليل، فكان فيما أوصى به أهله أن قال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب بسببي، فلما توفى قام أهله بتكفينه ودفنه من غير أن يخبروا بموته رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم أخبروا النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك حين أصبح، فجاء صلوات الله عليه حتى وقف على قبره، فصف الناس معه، ثم رفع يديه، فقال: اللهم الق طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك.
وفى تلك الأثناء كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلى صلواته في هذا المسجد مع قرب مسجد قباء منه. فكان بنو أنيف يرشون موضع صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالماء، ويتعاهدونه صيانه له، وحفاظًا على موضعه، ثم قاموا ببناء مسجدهم هذا على ذلك الموضع هناك.
فهذا هو تاريخ مسجد بنى أنيف بقباء، وهو يبعد عن مسجد قباء بنحو مئتى متر أو زيادة تقريبًا، ويقع قبلي مسجد قباء مائًلا إلى الغرب. وتلك أحد آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومساجده.
وقد أضاف بعض مؤرخي المدينة المنورة من المتأخرين لمسجد بني أنيف هذا مسمى آخر، وسموه مسجد مصبح كما سماه بعضهم مسجد العصبة. وأوردوا لهذه التسميات أسبابًا أخرى غير ما سبق ذكره. وممن سماه مسجد مصبح العلامة السيد أحمد الخياري في كتابه تاريخ معالم المدينة المنورة قديمًا وحديثًا، وذكرفيه أن سبب تسميته بذلك يعود إلى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استقبله الأنصار في موضع هذا المسجد صباحًا عند وصوله إلى المدينة بقباء، فلذلك سمى بمسجد مصبح، بمعنى أن هذا المسجد بنى على موضع الاستقبال. وتبعه في ذلك كثيرون بعده حتى اليوم، ومنهم الشيخ إبراهيم العياشي في كتابه المدينة بين الماضى والحاضر. وكذلك الدكتور عبدالعزيز كعكي مؤخرًا في كتابه الدر المنثور. غير أنه اختلف عندهم السبب في تسميته بمصبح خلافًا للسيد أحمد الخياري رحمه الله. ورأى هؤلاء أن تسميته بمسجد مصبح، بالميم ثم الصاد المبهمة ثم الباء المشددة: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى في هذا المسجد صلاة الفجر صبيحة يوم الهجرة قبل أن يصل إلى قباء، وقالوا: وكان ذلك وراء تسميته بمصبح أو بالصبح.
وبما أن هذه التسميات وهذه التعليلات لم يسبقهم إليها أحد من أعلام التاريخ المدني كالإمام عمرو بن شبة في تاريخه، ولا الجمال المطري في تعريفه، ولا المحب ابن النجار فى درته، ولا الزين المراغى في تحقيقه، ولا الإمام السيد السمهودي في وفائه، ولا الحافظ السخاوي في تحفته، ولا الشيخ أحمد العباسي في عمدته وغيرهم، فلم يذكر أحد من هؤلاء مسجد بني أنيف باسم مسجد مصبح، ولا قص هذه الأسباب، ولا يوجد في كتبهم هذا المسمى لهذا المسجد. ولم يذكرهذا المسمى له إلا السيد أحمد الخياري ومن أتى من بعده دون تحقق. ولذلك أقول:
أولاً: إن هذا المسجد بناه بنو أنيف على مصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كما سبق، ولم يكن من أسباب وجوده قصة غير ما سبق ذكره من صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهإابان زيارته للصحابي الجليل الشاب طلحة بن البراء رضي الله عنه فقط.
ثانيًا: إن الكلام بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصل إلى المدينة المنورة فجرًا، وصلّى فيه الصبح فهو كلام لا يستند إلى دليل. وقد تضافرت الأخبار في كتب السيرة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يصل إلى المدينة يوم الهجرة إلا عند اشتداد حر الظهيرة. وقد كانت الأنصار ينتظرون كل يوم مقدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على سند الحرة، ثم يعودون إلى ديارهم ورحالهم مع اشتداد حرالظهيرة، وفى اليوم الذي وصل فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم انتظروا كعادتهم، فلما اشتد حر الظهيرة عادوا إلى رحالهم. فلم يلبثوا إلا أن طلع على سماء المدينة بدر محيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منيرًا من ثنية الوداع بقباء، فرآه عن بعد يهودي من أهل المدينة كان يعمل في وقت الظهيرة فصاح بأعلى صوته: يا بني قيلة، يعنى بذلك الأنصار: هذا جدكم أي حظكم الذى كنتم تنتظرونه كل يوم. فخرجوا مسرعين واصطفوا لاستقبال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند ذلك، ولم يكن الوقت ساعتئذ صباحًا حتى تتلاءم هذه التسمية بموضوع هذا المسجد كما ذكرها السيد أحمد الخياري.
ثالثًا: إن القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلى فيه صلاة الصبح يوم قدومه المدينة قبل أن يصل إلى قباء. يعنى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد حل بقباء في بنى أنيف منذ الفجر، ويقتضى أن الناس قد رأوه في ذلك الموضع منذ صلاة الصبح، فإن كان الأمر كذلك لم يكن هناك داع لانتظاره صلّى الله عليه وسلّم في سند الحرة حتى تشتد الحرارة، وحتى يعود الناس إلى رحالهم بعد انتظار طويل، وحتى يصيح فيهم الرجل من اليهود، يعلمهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد جاء.
رابعًا: لو كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد صلى صلاة الصبح بموضع هذا المسجد كما يقولون، فإنه لم يكن يحتاج إلى أن يصل قباء من الوقت إلا لدقائق معدودة، وليس لساعات حتى تشتد حرارة الظهيرة. فإن المسافة التى بين مسجد قباء ومسجد بني أنيف لا يتجاوز للماشي على قدميه من الوقت إلا لعشر دقائق تقريبًا.
خامسًا: إن القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد وصل قباء فجر يوم الهجرة حتى صلى الصبح بهذا المسجد يتعارض تعارضًا صريحًا مع صريح الأخبار التى تضافرت عند علماء السيرة بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد وصل ثنية الوداع بقباء مع اشتداد الحرارة من الظهيرة.
وبناء علي ما سبق: تسميته مسجد بنى أنيف بمسجد مصبح لا يسنده دليل، ولا يقره النقل المتواتر من أخبار سيرته صلّى الله عليه وسلّم عن يوم وصوله والصواب الذى يعتمد عليه: إن المسجد هو مسجد بنى أنيف الذى بناه بنو أنيف على مصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذى صلّى فيه إبان زيارته لطلحة بن البراء رضى الله كما سبق. وإطلاق اسم مصبح عليه لا أساس له ولا لتلك الأسباب التى رويت فيه.
بقى لدينا شيء آخر: وهو أن البعض سماه مسجد العصبة، والحال فإن المسجد ليس واقعًا بالعصبة كما يقولون، وليس بقباء هو أيضًا، رغم تقارب المسافات بينهما. وإنما هو بين العصبة وبين قباء كما قاله الإمام زين الدين المراغي في تاريخه تحقيق النصرة. والحال إن قباء كانت منازل بني عمرو بن عوف، وكانت العصبة من منازل بني جحجبا، وموضع المسجد وحوله كانت من منازل بني أنيف. وعليه فإن مسجد بني أنيف لا يصح فيه أن يقال: أنه مسجد العصبة. هذا وقد ناقشت بعض هذه الآراء في كتابي مساجد صلى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنني لم أتطرق إلى قضية صلاة الصبح، لأنني لم أكن قد اطلعت على تلك القصص بعد. وصلّى الله وسلم على سيدنا محمّد والحمد لله رب العالمين.
المسجد من الخارج
المسجد من الداخل ويتضح المنبر والجدران الداخلية للمسجد
مقطع فيديو للمسجد
إعداد وتوثيق
فريق طيبة نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق