قصة للعبرة
كاميرا مراقبة في مجمع تجاري عبرة
كاميرا موضوعة في أكبر المحلات شهره ،
ثم دخل أحدهم وقد بهرته رؤية الاشياﺀ الثمينة المعروضة
فأخذ يعبث بكل ما هو فاخر في هذا المحل ، ولم يجد رقيبا
ولا من ينهاه فتجرأ وبدأ في أخذ بعضها
وكل من في غرفة المراقبة ينظرون اليه في ذهول
فقد وضع بعض هذه الاشياﺀ في حذائه ، وبعضها داخل قميصه ،
بل والتهم بعض الشكولاته الفاخرة ، وقد أغراه عدم وجود من يمنعه
ثم بدأ في الخروج واثقا من نفسه ،
وكانت المفاجئة التي زلزلت كيانه ،
حيث منعه أحد رجال الأمن من الخروج ،
وعندها تساﺀل بإستخفاف
ماذا هناك ؟
ماذا تريدون ؟
وأقسم انه لم يفعل شيئا يدينه ،
أشار اليه رجل الأمن بالتزام الهدوﺀ من أجل الزبائن
واقتاده الى حجرة صغيرة بها عدد من الشاشات والرجال المراقبين ،
وبدأ في إرجاع الشريط ثم عرضه عليه فرأى يديه وهي تسرق ،
وفمه وهويأكل ، وقميصه وهو يشهد ،
ويا لهول ما رأى ، فإن من في الصورة هو هو.
ولم يشهد عليه إلا جوارحه وقد تم الاعتراف ،
فبدأ بالتوسل والاعتذار
هذه الكاميرا من صنع البشر
فما بالنا بما خلق الله لمراقبة خلقه في السر والعلن ؟
فسبحانه يرانا في كل سكناتنا ، وتحركاتنا ،
وتبهرنا الدنيا ونفتتن بها ، وكأن لا احد يرانا ولا احد يسمعنا !
هكذا تكون الغفلة
وسنواجه يوما مثل صاحبنا
قال تعالى :
{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ }
[ الحاقة : 18 ]
وقال تعالى :
{ اِقْرَأْ كِتَابك كَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حَسِيبًا }
[ الإسراء : 14 ]
وقال تعالى :
{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[ النور : 24 ]
فتفكر أخي اختي
قبل أن تخطو أي خطوة هل هي ترضي الله ؟
شتان مابين
{ عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ }
[ الأنسان : 21 ]
وبين
{ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ }
[ الحج : 19 ]
البسوا ما يرضيه ، ليلبسكم ما يرضيكم ،
اللهم البسنا ثوب الستر اللهم احسن ختامنا