الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

الشيخ العلامة إبراهيم سلام المالكي ، أحد أعلام القرآن الكريم و القراءات في العصر الحديث ، شيخ قراء المسجد الأحمدي ، و ما أدراك ما المسجد الأحمدي هو قبلة طلاب علم القراءات في مصر ، قبل أن يرجح العلامة المتولي كفة الأزهر في القرن المنصرم ، كان الشيخ إبراهيم  ، شيخ مقرأة المسجد الأحمدي في القرن الميلادي الماضي إلى منتصفه تقريبا ، لم يصلنا الكثير عن الشيخ إبراهيم إلا أنه خرج لنا أئمة القراء في العصر الحديث و يكفيك أن تعلم أن أربعة من الخمسة الكبار يمر إسنادهم باعلامة إبراهيم سلام المالكي ، فقد قرأ الشيخ محمود خليل الحصري مباشرة على الشيخ إبراهيم القراءات العشر الصغرى ، و هو من كان سببا في سر إتقان الشيخ العلامة محمود خليل الحصري ، فمن المعلوم أن الشيخ الحصري كان قد اشتهر كمقرئ للقرآن قبل أن يقرأ على العلامة الضباع و العلامة عبد الفتاح القاضي ، و لا شك أنهم زادوه علما كما اعترف الشيخ بذلك بصوته ، إلا أن الفضل بعد الله يرجع إلى هذا الشيخ الإمام ، كما أن الشيخ محمود علي البنا  ، و هو من كبار القراء ، كان قد كتب في مذكراته أنه لما التحق بالمعهد الأزهري بطنطا و كان يجد صعوبة في النجاح في المعهد لصعوبة مادة الحساب ( الرياضيات ) عليه  ، و بعدما رسب في السنة الأولى ، نصحه أساتذته في المعهد كما نصحه شيخ المعهد آنذاك ، لما سمعوا صوته و هو يتغنى بآيات القرآن الكريم ، و أعجبوا به أيما إعجاب ، فنصحوه أن يلتحق بالشيخ إبراهيم سلام المالكي ، و كان الشيخ محمود قد حفظ القرآن الكريم على الشيخ موسى المنطاش شيخ الكتاب في بلده شبرا باص ، و أخبروه أن الشيخ إبراهيم سلام ، قلما يعجبه أحد و لا يسمح لأحد بالقراءة عليه إلا إذا أعجبه صوته و أداؤه و إتقانه للحروف و المخارج ، فإن فشلت في إعجابه يلحقك بأحد تلاميذه أو الشيوخ في المسجد حتى تتقن القراءة ثم تعود إليه ، فما أن سمع هذا الشيخ محمود علي البنا حتى ذهب إلى الشيخ ، فاختبره الشيخ في القرآن ، و كان من عادة الشيخ إبراهيم أن يسأل الطالب سؤالا و يبدأ في الاستماع له ، فإلم يعجبه سكت ، ثم أمره بالرحيل ، و الالتحاق بأحد الشيوخ حتى يتقن القراءة ثم يعود ، و أحيانا يعنف الطالب ، و كان شديدا  ، أما إن أعجبته قراءة الطالب أبدى إعجابه بقوله : الله الله ، فما أن ذهب الشيخ محمود و بدأ الشيخ في سؤاله حتى بدأ الشيخ إبراهيم في قوله : الله الله الله ، ربنا يفتح عليك يا ابني ، و ما أن أتم الشيخ قراءته حتى قال له الشيخ إبراهيم تبدأ معي من اليوم ، فبدأ الشيخ  و أتم على الشيخ ختمة لحفص ، ثم حفظ على يديه الشاطبية ، و قرأ عليه القراءات السبع ثم العشر ، و أتمها على الشيخ و بدأ رحلته القرآنية بعدها بالتحاقه بالأزهر ، ثم تابع القراءة على الشيخ عثمان سليمان مراد و غيره ، كما أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و الشيخ محمد صديق المنشاوي ، كانا قد قرءا على الشيخ محمد سليم المنشاوي و هو من تلاميذ فضيلة العلامة الشيخ إبراهيم سلام المالكي ، و من مثل هذا يتبين للقراء الكرام قيمة الشيخ إبراهيم سلام المالكي  ، و مقدرته العالية على تخريج أئمة قراء ، إلا أن الشيخ إبراهيم لم نجد له ترجمة عن حياته إلا بعض مقتطفات كما ذكرت ، و لا نعلم له تاريخ وفاة أو ميلاد ، على الرغم من أن هناك بعض الأسانيد المتصلة بالشيخ  إلى الآن كإسناد الشيخ المقرئ حامد السيد غندور و الشيخ النجار المنوفي ، و غيرهما ، و من الجدير بالذكر إسناد الشيخ إبراهيم سلام المالكي ،و قد روى الشيخ إبراهيم القراءات الصغرى و الكبرى عن الشيخ أحمد مصطفى مراد المرحومي و هو عن الشيخ على حسن أبي شبانه و هو عن الشيخ العلامة على صقر الجوهري ، و الشيخ على حسن من رتبة الشيخ المتولي و الشيخ أحمد مراد من رتبة الشيخ عبد الفتاح هنيدي ، و بذلك يكون الشيخ إبراهيم سلام من رتبة الشيخ الزيات  ، و بعد سرد بعض المعلومات التي ما وفت حق هذا العلم الإمام ، يرجى من الأخوة الأفاضل و الشيوخ و العلماء الكرام ، لمن كان عنده أي معلومات عن هذا الجيل الأشم أن يدلي بدلوه ، لعلنا أن نعطيه بعض حقه ، بذكره و الترحم عليه و إبقاء سيرته و إشراقاته لطلبة العلم و العلماء و الشيوخ ، و أسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال و أن يغفر لجميع مشايخنا و لأصحاب الحقوق علينا ، اللهم آمين 

ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية