سنان باشا ..
يعد سنان باشا (1) من أعظم القادة العثمانيين الفاتحين في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، الذين كان لهم قدم وباع طويل في الجهاد العثماني خاصة في الشمال الأفريقي .
ولد سنان باشا بن علي بن عبد الرحمن عام 912هـ/ 1506م، في رحاب الدولة العثمانية الفتية في عهد السلطان سليم الأول، ونشأ سنان باشا نشأة علمية وقتالية عالية، وكان لذلك أثر كبير في حياته، فاشتهر بذكائه ودهائه وقدراته العسكرية والسياسية، وما هي إلا سنوات حتى أصبح سنان باشا من رجال البلاط العثماني ومن الوزراء المقربين للسلاطين العثمانيين، خاصة السلطان العثماني سليم الثاني (930 هـ/ 1524 م-982 هـ/ 1574م) .
سنان باشا والفتح العثماني لتونس
أصدر السلطان سليم الثاني أوامره إلى وزيره سنان باشا وقبودانه قلج علي بالاستعداد للتوجه إلى تونس، لفتحها نهائياً، وإعادة نفوذ الدولة العثمانية إليها، كما صدرت نفس الأوامر والتوجيهات لبقية الأقاليم بتحضير الجنود والذخيرة، والمؤن والجنود مع مائتين وثلاث وثمانين سفينة مختلفة الأحجام، كما أكد على المكلفين بالخدمة في الأناضولي والروم يلي بالاشتراك في السفر بحراً، كما أحضر المجدفين اللازمين للأسطول، وأنذر من لا يحضر من المجدفين بالفصل من مناصبهم على أن لا يسند إليهم في المستقبل أي عمل وبينما كان الأسطول يتأهب، أخذ حيدر باشا الحاكم العثماني في تونس والذي انسحب للقيروان في حشد المجاهدين من الأهالي الذين التفوا حوله.
أبحر الأسطول العثماني بقيادة سنان باشا وقلج علي في 23 محرم 982هـ / 14 مايو 1574م، فخرج من المضائق ونشر أشرعته في البحر الأبيض، فقاموا بضرب ساحل كالابريا، مسينا، واستطاع العثمانيون أن يستولوا على سفينة مسيحية ومن هناك قطعوا عرض البحر في خمسة أيام في هذا الوقت وصل الحاكم العثماني في تونس حيدر باشا، كما وصلت قوة من الجزائريين بقيادة رمضان باشا، وقوة طرابلس بقيادة مصطفى باشا، كما وصل ثمة متطوعين من مصر.
بدأ القتال في ربيع سنة 981هـ/ 1574م، ونجح العثمانيون في الاستيلاء على حلق الواد، بعد أن حوصروا حصاراً محكماً وقامت قوات أخرى بمحاصرة مدينة تونس، ففر الأسبان الموجودون فيها ومعهم الملك الحفصي محمد بن الحسن إلى البستيون التي بالغ الأسبان في تحصينها وجعلوه من أمنع الحصون في الشمال الأفريقي.
توجه العثمانيون بعد تجمع قواتهم إلى حصار البستيون، وضيق العثمانيون الخناق على أهلها من كل ناحية وباشر الوزير سنان الحرب بنفسه كواحد من الجند حتى أنه أمر بعمل متراس يشرف منه على قتال من في البستيون كما كان ينقل الحجارة والتراب على ظهره مثل الجنود، فعرفه أحد أمراء الجنود فقال له: ما هذا أيها الوزير؟ نحن إلى رأيك أحوج منا إلى جسمك، فقال لهسنان: لا تحرمني من الثواب.
وشدد سنان باشا في حصاره على البستيون حتى استطاع فتحه لجأ الحفصيون إلى صقلية حيث ظلوا يوالون الدسائس والمؤامرات والتضرعات لملوك إسبانيا سعياً لاسترداد ملكهم، واتخذهم الأسبان آلات طيعة تخدم بها مآربهم السياسية حسبما تمليه الظروف عليهم وقضى سقوط تونس على الآمال الاسبانية في أفريقيا وضعفت سيطرتها تدريجياً حتى اقتصرت على بعض الموانئ مثل مليلة ووهران والمرسى الكبير وتبدد حلم الأسبان نحو إقامة دولة إسبانية في شمال أفريقيا وضاع بين الرمال.
مع اشتهار سنان باشا بالقدرات العسكرية والسياسية اشتهر أيضا بالآثار المعمارية، ومنها إعادة فتح خليج الإسكندرية، وبناء قصر في حي الزيتون، وبناء جامع يحمل اسمه (مسجد سنان باشا)، في شارع السنانية المنسوب إليه بالسبتية في حي بولاق، وهو ثاني جامع عثماني يتم إنشاؤه في القاهرة في سنة 979 هـ / 1571م، يبلغ طوله 35 مترا وعرضه 27 مترا، ويتكون من قبة مركزية كبيرة يحيطها ثلاثة إيوانات: شمالا وجنوبا وغربا. ونظرا لضيق مساحته فإن الجامع لا يحيطه فناء، بل أسوار تهدم الشرقي منها في العام 1902م، وكان الجامع يطل علي النيل مباشرة.
وفي العام 998هـ/ 1590م أتم سنان باشا بناء مجموعة في ساحة باب الجابية بدمشق، تضم جامعا ومدرسة وسبيلا للماء. والتي شرع والي دمشقسنان باشا في بنائه 994هـ / 1586م، ويمتاز الجامع الذي عن غيره من مساجد دمشق بمناراته المستديرة والمكسوة بألواح القاشاني الأخضر (5).
وفاة سنان باشا
وفي 1004هـ/ 1596م توفي سنان باشا بعد حياة حافلة بالجهاد والعمارة، أسكنه الله فسيح جناته وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
يعد سنان باشا (1) من أعظم القادة العثمانيين الفاتحين في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، الذين كان لهم قدم وباع طويل في الجهاد العثماني خاصة في الشمال الأفريقي .
ولد سنان باشا بن علي بن عبد الرحمن عام 912هـ/ 1506م، في رحاب الدولة العثمانية الفتية في عهد السلطان سليم الأول، ونشأ سنان باشا نشأة علمية وقتالية عالية، وكان لذلك أثر كبير في حياته، فاشتهر بذكائه ودهائه وقدراته العسكرية والسياسية، وما هي إلا سنوات حتى أصبح سنان باشا من رجال البلاط العثماني ومن الوزراء المقربين للسلاطين العثمانيين، خاصة السلطان العثماني سليم الثاني (930 هـ/ 1524 م-982 هـ/ 1574م) .
سنان باشا والفتح العثماني لتونس
أصدر السلطان سليم الثاني أوامره إلى وزيره سنان باشا وقبودانه قلج علي بالاستعداد للتوجه إلى تونس، لفتحها نهائياً، وإعادة نفوذ الدولة العثمانية إليها، كما صدرت نفس الأوامر والتوجيهات لبقية الأقاليم بتحضير الجنود والذخيرة، والمؤن والجنود مع مائتين وثلاث وثمانين سفينة مختلفة الأحجام، كما أكد على المكلفين بالخدمة في الأناضولي والروم يلي بالاشتراك في السفر بحراً، كما أحضر المجدفين اللازمين للأسطول، وأنذر من لا يحضر من المجدفين بالفصل من مناصبهم على أن لا يسند إليهم في المستقبل أي عمل وبينما كان الأسطول يتأهب، أخذ حيدر باشا الحاكم العثماني في تونس والذي انسحب للقيروان في حشد المجاهدين من الأهالي الذين التفوا حوله.
أبحر الأسطول العثماني بقيادة سنان باشا وقلج علي في 23 محرم 982هـ / 14 مايو 1574م، فخرج من المضائق ونشر أشرعته في البحر الأبيض، فقاموا بضرب ساحل كالابريا، مسينا، واستطاع العثمانيون أن يستولوا على سفينة مسيحية ومن هناك قطعوا عرض البحر في خمسة أيام في هذا الوقت وصل الحاكم العثماني في تونس حيدر باشا، كما وصلت قوة من الجزائريين بقيادة رمضان باشا، وقوة طرابلس بقيادة مصطفى باشا، كما وصل ثمة متطوعين من مصر.
بدأ القتال في ربيع سنة 981هـ/ 1574م، ونجح العثمانيون في الاستيلاء على حلق الواد، بعد أن حوصروا حصاراً محكماً وقامت قوات أخرى بمحاصرة مدينة تونس، ففر الأسبان الموجودون فيها ومعهم الملك الحفصي محمد بن الحسن إلى البستيون التي بالغ الأسبان في تحصينها وجعلوه من أمنع الحصون في الشمال الأفريقي.
توجه العثمانيون بعد تجمع قواتهم إلى حصار البستيون، وضيق العثمانيون الخناق على أهلها من كل ناحية وباشر الوزير سنان الحرب بنفسه كواحد من الجند حتى أنه أمر بعمل متراس يشرف منه على قتال من في البستيون كما كان ينقل الحجارة والتراب على ظهره مثل الجنود، فعرفه أحد أمراء الجنود فقال له: ما هذا أيها الوزير؟ نحن إلى رأيك أحوج منا إلى جسمك، فقال لهسنان: لا تحرمني من الثواب.
وشدد سنان باشا في حصاره على البستيون حتى استطاع فتحه لجأ الحفصيون إلى صقلية حيث ظلوا يوالون الدسائس والمؤامرات والتضرعات لملوك إسبانيا سعياً لاسترداد ملكهم، واتخذهم الأسبان آلات طيعة تخدم بها مآربهم السياسية حسبما تمليه الظروف عليهم وقضى سقوط تونس على الآمال الاسبانية في أفريقيا وضعفت سيطرتها تدريجياً حتى اقتصرت على بعض الموانئ مثل مليلة ووهران والمرسى الكبير وتبدد حلم الأسبان نحو إقامة دولة إسبانية في شمال أفريقيا وضاع بين الرمال.
مع اشتهار سنان باشا بالقدرات العسكرية والسياسية اشتهر أيضا بالآثار المعمارية، ومنها إعادة فتح خليج الإسكندرية، وبناء قصر في حي الزيتون، وبناء جامع يحمل اسمه (مسجد سنان باشا)، في شارع السنانية المنسوب إليه بالسبتية في حي بولاق، وهو ثاني جامع عثماني يتم إنشاؤه في القاهرة في سنة 979 هـ / 1571م، يبلغ طوله 35 مترا وعرضه 27 مترا، ويتكون من قبة مركزية كبيرة يحيطها ثلاثة إيوانات: شمالا وجنوبا وغربا. ونظرا لضيق مساحته فإن الجامع لا يحيطه فناء، بل أسوار تهدم الشرقي منها في العام 1902م، وكان الجامع يطل علي النيل مباشرة.
وفي العام 998هـ/ 1590م أتم سنان باشا بناء مجموعة في ساحة باب الجابية بدمشق، تضم جامعا ومدرسة وسبيلا للماء. والتي شرع والي دمشقسنان باشا في بنائه 994هـ / 1586م، ويمتاز الجامع الذي عن غيره من مساجد دمشق بمناراته المستديرة والمكسوة بألواح القاشاني الأخضر (5).
وفاة سنان باشا
وفي 1004هـ/ 1596م توفي سنان باشا بعد حياة حافلة بالجهاد والعمارة، أسكنه الله فسيح جناته وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق