الأربعاء، 17 أبريل 2024

الشيخ علي محمود

الشيخ علي محمود (1878 - 1946)


هو المؤسس والعلامة وحجر الأساس لبنيان دولة التلاوة الضخم والمتين . وهو مدرسة كاملة فى كل الفنون الصوتية والنغمية ويمكن اعتباره علامة فاصلة ونقطة مركزية فى فن التلاوة والإنشاد ومدارس الأصوات والمقامات و عالم كامل من الثراء والبذخ الصوتى قلما توافر لغيره رحمة الله عليه . وكفى به فخرا أنه أول من اكتشف موهبة مولانا الشيخ محمد رفعت وتنبأ له بالنبوغ والذيوع
جمع الشيخ بين فن التلاوة والانشاد وامتلك قدرة مذهلة على التنقل والتنوع بين المقامات بكل براعة
يقول عنه الأستاذ ابراهيم داوود " تشعر تجاه صوته بعاطفة عريقة، ِعاطفة تستدعى عطور الماضى المعتقة، ومشاعر التدين الخام الذى لم تلوثه آليات السوق وألاعيب السياسيين، يتميز بأفضليته على من سبقوه، لأنه عاصر نشوء سوق المعني، حسب تعبير بندكت أندرسون فى كتاب «الجماعات المتخيلة» فى ثلاثينيات القرن العشرين، وهى النشأة التى أعقبها التأسيس للهوية المصرية
سلب لب معاصريه وخطف قلوبهم فيقول عنه الشيخ عبد العزيز البشرى " ان صوت الشيخ على محمود من أسباب تعطل حركة المرور فى الفضاء لأن الطير السارح فى سماء الله لاتستطيع أن تتحرك اذا سمعت صوته "
بلغ ذروة الإبداع فى آداءه المذهل للآذان من مسجد الإمام الحسين لسنوات طويلة وقيل أنه كان يرفع الآذان كل يوم بمقام لايعود اليه الا بعد سنة وهو صاحب الفضل فى وضع السياق النغمى للآذان الذى سار عليه الكثيرون من بعده
يظل آذان الشيخ ( وضعت رابطه فى أول تعليق ) هو أحد أروع الابداعات التى يمكن أن تسمعها الأذن على الإطلاق .وقد جاء ذلك الآذان من مقام البياتى وقد دأب المؤذنون على رفع الآذان من مقام الحجاز ولذا فان هذا الآذان جاء محيرا وعجيبا ومستعصيا على التقليد .. وفى كل مرة أستمع اليه وأشعر أن الرجل ينثر عطوره وزهوره على حى الحسين والجمالية والدراسة والمغربيلن والخيامية والنحاسين والصنادقية والغورية . تلك الأماكن التى حظيت بسماع صوته حيا مباشرا فى زمن الفن والابداع .. ثم انتثرت تلك العطور حتى عمت البشرية
عمنا ومولانا الشيخ على محمود 1878 _ 1946


..... شيخ وقارئ قرآن مصري وسيد القراء وإمام المنشدين في عصره. وهو صاحب مدرسة عريقة في التلاوة والإنشاد تتلمذ فيها كل من جاءوا بعده من القراء والمنشدين.
من مواليد سنة 1878 في حارة درب الحجازي، كفر الزغاري، قسم الجمالية، حي الحسين، القاهرة لأسرة على قدر من اليسر والثراء. وقد أصيب وهو طفل في حادث وكانت النتيجة إصابة عينيه الاثنين بالعمى.
التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم ودرس علومه صغيراً، حيث حفظ القرآن على يد الشيخ أبو هاشم الشبراوي بكتاب مسجد فاطمة أم الغلام بالجمالية، ثم جوده وأخذ قراءاته على الشيخ مبروك حسنين، ثم درس الفقه على الشيخ عبد القادر المزني. ذاع صيته بعد ذلك قارئاً كبيراً وقرأ في مسجد الحسين فكان قارئه الأشهر، وعلا شأنه وصار حديث العامة والخاصة.
درس بعد ذلك الموسيقى على يد الشيخ إبراهيم المغربي، وعرف ضروب التلحين والعزف وحفظ الموشحات، كما درسها أيضاً على شيخ أرباب المغاني محمد عبد الرحيم المسلوب وحيد عصره وفريد دهره في الموسيقي. كما أخذ تطورات الموسيقى على الشيخ عثمان الموصلي وهو تركي استفاد منه في الإطلاع على الموسيقى التركية وخصائصها.
شهرته
بعد كل هذه الدراسات الثرية، إضافة إلى موهبته الذهبية صار الشيخ علي محمود أحد أشهر أعلام مصر قارئاً ومنشداً ومطرباً. وصار قارئ مسجد الإمام الحسين الأساسي، وبلغ من عبقريته أنه كان يؤذن للجمعة في الحسين كل أسبوع أذاناً على مقام موسيقي لا يكرره إلا بعد سنة. كما صار منشد مصر الأول الذي لا يعلى عليه في تطوير وابتكار الأساليب والأنغام والجوابات.
تلاميذه
من أشهر النوابغ الذين اكتشفهم الشيخ علي محمود القارئ العملاق الشيخ محمد رفعت الذي استمع إليه الشيخ علي مرة سنة 1918 م يقرأ وتنبأ له بمستقبل باهر وبكى عندما عرف أنه ضرير، وأفاد الشيخ رفعت في بداياته كثيراً من الشيخ علي محمود، وصار سيد قراء مصر وصوت الإسلام الصادح فيما بعد.
-الشيخ العبقري طه الفشني الذي كان عضواً في بطانة الشيخ علي وأفاد من خبرته الشئ العظيم، حتى صار سيد فن الإنشاد بعد الشيخ علي محمود
ا-لشيخ كامل يوسف البهتيمي القارئ والمنشد المعروف.
-الشيخ محمد الفيومي، وكان أحد أعضاء بطانته.
-الشيخ عبد السميع بيومي وكان كذلك أحد أعضاء بطانته.
-إمام الملحنين الشيخ زكريا أحمد الذي كان عضواً في بطانته، وتنبأ له الشيخ علي بمستقبل باهر في عالم الموسيقى ومد الله في عمر الشيخ علي حتى شاهد تلميذه سيد ملحني زمانه.
-الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد تعلم عليه الكثير من فنون الموسيقى.
-سيدة الغناء العربي أم كلثوم.......-المطربة أسمهان
وفاته
رحل الشيخ علي محمود إلى جوار ربه في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1946 م تاركاً عدداً غير كثير من التسجيلات التي تعد تحفاً فنية رائعة. 



ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية