السبت، 4 فبراير 2017

عبدالفتاح الشعشاعي.. أبو القراء مصور معاني القرآن

عبدالفتاح الشعشاعي.. أبو القراء مصور معاني القرآن

لقد بلغت رحلة الشيخ «الشعشاعى» مع تلاوة القرآن قرابة نصف قرن ظل خلالها محتفظاً بقوة صوته وجماله وأثبت أن قارئ القرآن الكريم في مصر نسيج وحده، لا يوجد من ينافسه من قراء العالم الإسلامى سواء من حيث اللهجة والأداء أو القدرة على تذوق معانى الكتاب العظيم، وهبه الله صوتاً لا نظير له استطاع من خلاله تصوير معانى القرآن بين الترغيب والترهيب، فكان كما أطلقوا عليه «مصور معانى القرآن».

هناك فى أراضى الدلتا، فى قرية «شعشاع» مركز أشمون بمحافظة المنوفية ولد الشيخ محمود عبدالفتاح كرير الذى لقب بـ«عبدالفتاح الشعشاعى» نسبة إلى بلدته فى 21 مارس 1890، وحفظ القرآن قبل أن يبلغ الثانية عشرة من عمره، ثم أرسله والده إلى مدينة طنطا ليستفيد من حفظ القرآن وعلوم القراءات على أيدى متخصصين، وذاعت شهرته فى محافظته، حيث تعلم القراءات وأحكام التلاوة والتجويد على يد الشيخ «إسماعيل الشافعى» فاجتمع له الحفظ المتقن للقرآن مع كيفية القراءة بالأحكام لدى الشيخ الشعشاعى ليصبح بعد ذلك قارئاً ناجحاً يجوب محافظات مصر قبل أن يبلغ العشرين من عمره بعد ذلك عاد إلى القاهرة، حيث أقامت الأسرة بحى الجمالية، ليظل فى منطقة الإشعاع العلمى والحضارى فى الجامع الأزهر ليتعلم أحكام التلاوة وعلوم القراءات بين أروقته وتعلم القراءات السبع على يد الشيخ على سبيع والشيخ محمد بيومى، وهما من أعلم المهتمين بعلوم القرآن والقراءات فى هذه الفترة الزمنية، ثم التحق بمدرسة تسمى وقتها مدرس المعلمين بمدينة قليوب بمحافظة القليوبية، وتخرج فيها وتفوق وحصل على الشهادة بدرجة «عريف وفقيه» فكان هذا التفوق سبباً فى أن يعمل بالتدريس بمدرسة أقامها والده بشعشاع بالمنوفية، إلى جانب تلاوته للقرآن فى محافظات المنوفية والقاهرة والقليوبية والغربية، ثم عاد بعدها لحى الجمالية، ليأخذ مكانته بين مشاهير القرآن وانطلق صوت «الشعشاعى» نحو شهرة أوسع وذاع صيته فى كل مديريات مصر، وقرأ القرآن فى مآتم الباشوات؛ ثروت وعدلى ومحمد محمود وسعد زغلول ومحمود النقراشى.
وفى عام 1936 توفى الملك فؤاد فاستدعاه القصر الملكى ليقرأ فى مأتمه بقصر عابدين، ولم يكن التحق بعد بالإذاعة، فقد كان يعتبر أن القراءة أمام الميكروفون حرام أو مكروهة، فجاءوا له بفتوى من شيخ الأزهر «مصطفى المراغى» تقول إن القراءة أمام الميكروفون ليست حراماً فكانت سبباً فى عدوله عن رأيه وقرأ هو وكوكبة من مشاهير القراء ليالى العزاء الثلاث بقصر عابدين، وكانت التلاوات القرآنية مذاعة عبر موجات الإذاعة، ومنذ هذا الوقت استمر «الشعشاعى» كقارئ للقرآن الكريم فى الإذاعة المصرية ليصل صوته إلى معظم دول العالم، وانهالت عليه الدعوات الرسمية والخاصة لإحياء ليالى رمضان موفداً من قبل الأزهر والأوقاف وعن طريق الجاليات والمراكز الإسلامية.
وقد سافر إلى العراق والأردن وفلسطين وباكستان وليبيا وسوريا وأندونيسيا ولندن والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، واستقر فترة فى فلسطين وقرأ بإذاعة الشرق الأدنى عام 1940 م وظل بها حوال ستة أشهر، وكان معه نجوم التلاوة كالشيخ عبدالعظيم زاهر والشيخ كامل البهتيمى، ثم سافر للعراق عام 1955 واستقر عدة أشهر ببغداد ليقرأ السور فى أكبر مساجدها «الأحمدية» وقد عمل الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى قارئاً للسورة بمسجد "السيدة نفيسة" ثم انتقل ليعمل قارئاً للسورة بمسجد السيدة زينب(س) 1939م، وقد ظل قارئاً لسورة الكهف يوم الجمعة بمسجد السيدة زينب(س) حتى وفاته... وقد تلقى رحمه الله أكثر من وسام فى حياته وبعد رحيله، منها وسام الاستحقاق السورى من الطبقة الثانية والذى منح له ولكل من الشيخين أبو العينين شعيشع ومحمد صديق المنشاوى بعد إحيائهم ليالى رمضان وآخر هذه الأوسمة التى أهديت له فى احتفال وزارة الأوقاف المصرية بليلة القدر فى عام 1990 م حيث منحه الرئيس الأسبق حسنى مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديراً لدوره فى مجال تلاوة القرآن.
أما لقب «أبو القراء» فلم ينله إلا اثنان هما القارئ الشيخ محمد رفعت والقارئ الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى، لأنه كان لا يتعالى على أحد ولا يتنافس ليظهر قوته وينال من غيره.
كان الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى قد حجّ إلى بيت الله الحرام فى عام 1948، وكان من أمنياته أن يقرأ القرآن في الحرمين الشريفين، وعلى مسمع من آلاف المصلين من المسلمين، ففى هذا العام أدخلت السعودية الميكروفونات في الحرمين المكى والمدنى، فكان له ما أراد وقرأ يوم الجمعة، وكاد المسجد يضيق بالآف المصلين يتقدمهم الملك عبدالعزيز بن سعود.
وفى يوم 11 نوفمبر عام 1962 فاضت روحه الطاهرة إلى ربه وانقطعت رحلة ذلك الصوت الذى استطاع أن يصور معانى القرآن من ترغيب وترهيب، وقد ترك الشيخ الشعشاعى أكثر من (400) شريط للقرآن موجودة بالإذاعة المصرية وترك الشيخ الشعشاعى للأمة الإسلامية بعد رحيله أحد نوابغ قراء القرآن الكريم من الجيل الثانى للرعيل الأول وهو نجله القارئ الشيخ إبراهيم عبدالفتاح الشعشاعى الذى كان يتمتع بنبل وكرم الأخلاق، فكان يقال له شيخ وقور ابن شيخ جليل، رحم الله الشيخين الجليلين الشيخ «عبدالفتاح» وابنه «إبراهيم» الشعشاعى، وأثابهما خير الجزاء.



نتيجة بحث الصور عن قراء القرآن الكريم المصريين


رالشيخ عبد الفتاح
الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي أحد أبرز قراء القرآن المصريين، ولد في قرية شعشاع مركز أشمون بمحافظة المنوفية في 21 مارس 1890، كان والده محفظًا للقرآن، فحفظ كلمات الذكر الحكيم على يديه، ثم انتقل إلى مدينة طنطا ليأخذ علم القراءات على المتخصصين من أبناء هذا البلد معقل علم القراءات.

من روائع التسجيلات النادرة للشيخ عبدالفتاح الشعشاعي
تفوق الشيخ وتميزه بصوته العذب ما دفع المشايخ لنصحه بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف ودرس هناك القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ على سبيع، كان ذلك عام 1914، وسكن بحي الدرب الأحمر، وبدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطين دولة التلاوة أمثال على محمود ومحمد رفعت.

الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي - سورة "ق" - بغداد 1956
تميز بالصوت الندى، والتجويد والترتيل الذي يأخذك إلى عالم من الخشوع والتدبر في آيات الله وملكوته، حتى أن البعض وصفه بأنه عمدة فن التلاوة في عصر الرعيل الأول للقراء في مصر والعالم العربي.

القارئ عبدالفتاح الشعشاعي الكهف والرحمن
وذات مساء دخل ليقرأ في الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين (رضي الله عنه) مع أعظم وأنبغ المقرئين في بداية القرن العشرين أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ أحمد ندا والشيخ على محمود والشيخ العيساوي والشيخ محمد جاد الله، ومن تلك الليلة انطلق صوته إلى العالم الإسلامي وأصبح له مكان في القمة وأصبح له مريدين وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود على البنا والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهما كثير.

الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي سورة الطارق
كان له طريقته الخاصة للأداء، وكانت متميزة عن باقي القراء، وكان يستمع إلى أصوات الشيخ رفعت، وعلي محمود، وكان يصفهما بأنهما أساتذة وعمالقة لا يتكررون ويعتبر أنهما أصحاب مدارس خاصة في قراءة القرآن.

الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى وتلاوة رائعة سورة الكهف
كون الشعشاعي فرقة للتواشيح الدينية وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد والذي ذاع صيته فيما بعد وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي يتألق ويلمع وأصبح له عشاق بالألوف ولكن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموح الشيخ الشعشاعي فغامر وألقى بنفسه في البحر الذي يتصارع فيه العمالقة في التلاوة، فقرأ في مأتم سعد زغلول باشا، وعدلى يكن باشا، وثروت باشا.

الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي- سورة الحجرات-بغداد 1950

كان ثاني قارئ يقرأ بالإذاعة المصرية بعد افتتاحها عام 1934م، بعد الشيخ محمد رفعت، فمنذ سنة 1930 تفرغ الشيخ لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح إلى غير رجعة، ومع ذلك لم ينس رفاقه في الدرب فقرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاتهم.

الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي - سورة فاطر - بغداد 1950

وبعد افتتاح الإذاعة عام 1936 بدأ نجم الشيخ يتلألأ على أنه رفض التلاوة في الإذاعة في أول الأمر خشية أن تكون التلاوة في الإذاعة من المحرمات لكنه تراجع عن ذلك القرار بعد فتوى شيخ الأزهر الظواهري وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة. وكان يتقاضى راتبا سنويا قدره 500 جنيه، وعين قارئًا لمسجد السيدة نفيسة، ثم مسجد السيدة زينب عام 1939.
حج الشيخ الشعشاعى بيت الله الحرام سنة 1948، وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الآلاف من الحجاج، وسافر إلى العراق عام 1954، ثم سافر إليها أكثر من مرة بعد ذلك منها عام 1958م وعام 1961م.

الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي تلاوة/ النجم والضحي والشرح والقدر




 توفى الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى في 11 نوفمبر عام 1962م عن عمر يناهز 72 عامًا قضاها في خدمة القرآن الكريم، وترك ابنه إبراهيم الشعشاعي على دربه فتألق وجابت شهرته الآفاق. 


نتيجة بحث الصور عن قراء القران في مصر

ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية