الجمعة، 29 أبريل 2016

الفوائد المنتقاة من شرح كتاب التوحيد


الفوائد المنتقاة من شرح  كتاب التوحيد
 للشيخ بن عثيمين رحمه الله


الفائدة الثالثة

الظلم أنواع :

١. أظلم الظلم :
 وهو الشرك في حق الله.وهو أظلم الظلم

٢. ظلم الإنسان نفسه :
 فلا يعطيها حقها ، مثل أن يصوم فلا يفطر ، ويقوم فلا ينام .

ومنها : أن فعل المعاصي ظلم للنفس فهو يشمل الصغائر والكبائر،
 فلا يقول الإنسان : أنا حر أفعل ما أشاء ، وأصبر على العذاب  ؛
هذا خطأ ؛ فأنت لا يحل لك أن تظلم نفسك ؛ فظلم الغير عدوان ،
وحرام ؛ وظلم النفس أيضاً عدوان ، وحرام ؛
 وفي الحديث :

( وإنّ لنفسك عليك حقاً  )

٣. ظلم الإنسان غيره :
 مثل أن يتعدى على شخص بالضرب ، أو القتل ،
 أو أخذ مال ، أو ما أشبه ذلك .


 الفائدة الرابعة

الدعاء قسمان هما:

١- دعاء العبادة :
 وصرفه لغير الله شرك أكبر
 فكل من تعبد لمخلوق فقد أشرك شركا أكبر

٢-دعاء المسألة
 وهو ثلاثة أقسام :
أ- دعاء الله تعالى وهو العبادة

ب- سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه إلّا المسئول ،
 كأن يطلب من ميت أن يطعمه ،
أو أن يطلب من شخص أن يشفي مرضه ، فهذا شرك أكبر

ج- سؤال غير الله فينا يقدر عليه المسئول
 كأن يطلب من حي أن يطعمه فهذا جائز


ولكن ما حكم سؤال الناس
 فيما يقدرون عليه من غير حاجة ؟


فيه أحاديث في بيان الوعيد لمن سأل الناس أموالهم بغير ضرورة .

ففي حديث أبي هريرة
 أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

 ( من سأل الناس أموالهم تكثراً،
فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر )

  يعني من سأل الناس أموالهم ليكثر بها ماله ، فإنما يسأل جمراً
فليستقل أو ليستكثر ، إن استكثر زاد الجمر عليه ،
وإن استقل قلَّ الجمر عليه ، وإن ترك سلم من الجمر ففي هذا دليلٌ
على أن سؤال الناس بلا حاجة من كبائر الذنوب.

و قال تعالى :

 { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ }
[ البقرة : ٢٧٣ ]

 يعني : من التعفف عن سؤال الناس ، بحيث لا يسأل الإنسان أحد شيئا ،
 لأن السؤال مذلة ، والسائل يده دنيا ، سفلى، والمعطي يده عليا ،
 فلا يجوز أن تسأل أحدا إلا ما لابد منه ، كما لو كان الإنسان مضطرا
 أو محتاجا حاجة شبه ضرورية ، فحينئذ لا باس أن يسأل .

 أما بدون حاجة ملحة أو ضرورة فإن السؤال محرم ، وقد وردت أحاديث
 في التحذير منه ، حتى أخبر النبي عليه الصلاة والسلام
 أن السائل يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم والعياذ بالله
 قد ظهر منه العظم أمام الناس في هذا المقام العظيم المشهود .
ثم إن الصحابة رضي الله عنهم  بايعوا النبي صلي الله عليه وسلم
على أن لا يسألوا الناس شيئا ، حتى كان سوط أحدهم يسقط من على راحلته
 ولا يقول لأحد : ناولني السوط ، بل ينزل ويأخذ السوط .

والإنسان الذي أكرمه الله بالغنى والتعفف لا يعرف قدر السؤال
إلا إذا ذل أمام المخلوق ، كيف تمد يدك إلى مخلوق
وتقول له أعطني وأنت مثله ؟

( وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ) .


ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية