🌷سورة الفيل [ 1 / 2 ]🌷
🌻مختصر قصة أصحاب الفيل🌻 "عند ابن كثير"
🔹كان "يوسف أسار يثار أو يوسف بن شرحبيل" وكان لقبه (ذا نُوَاس) آخر ملوك (حِمْيَر) وكان مشركاً وهو الذي قتل أصحاب الأخدود ولم يفلت منهم إلا (دَوس ذو ثعلبان)
🔸فذهب فاستغاث بقيصر ملك الشام وكان نصرانيًا فكتب إلى (النجاشي) ملك الحبشة لكونه أقرب إليهم
🔹فبعث معه أميرين: (أرياط) و (أبرهة بن الصباح أبا يكسوم) في جيش كثيف فدخلوا اليمن واستولوا على المُلك من (حِمْيَر) وهلك (ذو نواس) غريقا في البحر
🔸واستقل الحبشة بمُلك اليمن وعليهم هذان الأميران (أرياط) و(أبرهة) ، ثم اختلفا فقال أحدهما للآخر إنه لا حاجة بنا إلى اصطدام الجيشين بيننا ولكن أبرز إلي وأبرز إليك فأينا قتل الآخر استقل بعده بالمُلك
🔹فتبارزا فضرب أرياط أبرهة بالسيف فشرم أنفه (ولذا اشتهر بأبرهة الأشرم) وفمه وشق وجهه
🔸فهجم (عَتَوْدَة) وكان عبداً لأبرهة على أرياط فقتله وداوى أبرهة جرحه واستقل بجيش الحبشة باليمن
🔹فكتب إليه (النجاشي) يلومه ويتوعده ويحلف ليطأن بلاده (اي ينزل أو يدوس علي أرضه) ويجزن ناصيته ،
🔸فاستعطفه أبرهة وبعث له بهدايا وتحف وبجراب فيها من تراب اليمن وجز ناصيته فأرسلها ويقول في كتابه: ليطأ (ليدوس) الملك على هذا الجراب فيبر قسمه وهذه ناصيتي قد بعثت بها إليك ،
🔹فلما وصل ذلك إلي النجاشي أعجبه ورضي عنه ، وأرسل أبرهة يقول للنجاشي: إني سأبني لك كنيسة بأرض اليمن لم يُبْنَ قبلها مثلها ،
🔸فبنى كنيسة هائلة (بصنعاء) سمَّتها العرب (القُلَّيس) لارتفاعها لأن الناظر إليها تكاد تسقط قلنسوته (غطاء للرأس) عن رأسه من ارتفاع بنائها ،
🔹وعزم أبرهة الأشرم على أن يصرف حَجّ العرب إليها كما يُحَج إلى الكعبة بمكة ونادى بذلك في مملكته
🔸فكرهت العرب ذلك وغضبت قريش لذلك غضبًا شديدًا حتى قصدها بعضهم وتوصل إلى أن دخلها ليلا فأَحْدَثَ فيها (تبول أو تبرز) ثم رجع فلما رأى السدنة (الخُدام) ذلك رفعوا أمرهم إلى أبرهة
🔹وقالوا له: إنما صنع هذا بعض قريش غضبًا لبيتهم الذي ضاهيت (شابهت) هذا به ، فأقسم أبرهة ليسيرن إلى بيت مكة وليخربنه حجرًا حجرًا.
🔸وقيل أن فتية من قريش دخلوها فأشعلوا فيها نارًا وكان يومًا فيه هواء شديد فأحرقته وسقطت إلى الأرض.
🔹فتأهب أبرهة وصار في جيش كثيف واستصحب معه فيلا كبير الجثة يقال له: (محمود) ويقال كان معه أيضًا ثمانية أفيال وقيل اثنا عشر فيلا وقيل غيره والله أعلم.
🔸يعني ليهدم به الكعبة فلما سمعت العرب بذلك رأوا أن حقًا عليهم الدفاع عن البيت فخرج إليه رجل كان من ملوك أهل اليمن يقال له (ذو نَفْر) فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة فأجابوه وقاتلوا أبرهة فهزمهم وأسر ذو نُفْر
🔹فاستصحبه معه ثم مضى لوجهه حتى إذا كان بأرض خثعم عَرَض له ( نُفَيل بن حَبيب الخَثعمي) في قومه فقاتلوه فهزمهم أبرهة وأسر نُفَيل بن حبيب واستصحبه معه ليدله في بلاد الحجاز
🔸فلما وصل أبرهة إلى المُغَمْس (مكان قريب من مكة) نزل به وأغار جيشه على إبل لأهل مكة وغيرها فأخذوها وكان فيهم مائتا بعير (لعبد المطلب) [جد رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم] ،
🔹وبعث أبرهة (حناطة الحميري) إلى مكة وأمره أن يأتيه بأشرف قريش وأن يخبره أن الملك لم يجئ لقتالكم إلا أن تَصُدوه عن البيت ،
🔸فأخبر حناطة ما قال أبرهة لعبد المطلب بن هاشم
🔹فقال له عبد المطلب: والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة هذا بيت الله الحرام فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه وإن يخلى بينه وبينه فوالله ما عندنا دَفْع عنه.
🔸ثم سار مع حناطة إلي أبرهة ، فلما رآه أبرهة جلس معه على البساط وقال لترجمانه: قل له: حاجتك؟
🔹فقال: إن حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فقال أبرهة: لقد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زَهِدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه؟!
🔸فقال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه.
🔹قال: ما كان ليمتنع مني! قال: أنت وذاك.
🔸ويقال: إنه ذهب مع عبد المطلب جماعة من أشراف العرب فعرضوا على أبرهة ثلث أموال (تهامة) على أن يرجع عن البيت فأبى ،
🔹ورد أبرهة على عبد المطلب إبله، ورجع عبد المطلب إلى قريش فأمرهم بالخروج من مكة والتحصن في رؤوس الجبال تخوفا عليهم
🔸ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر (جمع من الناس) من قريش يدعون الله ويستنصرونه ثم خرجوا إلى الجبال.
🔹فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله - محمود - وعبأ جيشه، فلما وجهوا الفيل نحو مكة أقبل (نفيل بن حبيب الخَثعمي) ثم أخذ بأذن الفيل
🔸وقال : أُبرك محمود وارجع راشدا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام.
🔹ثم ترك أذنه فبَرك الفيل وصعد نفيل بن حبيب الجبل ، فضربوا الفيل ليقوم فأبى فاشتدوا في ضربه فأبى فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلى الشام فهرول ووجهوه إلى المشرق فهرول ووجهوه إلى مكة فبرك ،
🔸وأرسل الله عليهم طيرا من البحر مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها ، حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحدًا إلا هلك
🔹وقيل أن محمود (فيل الملك) ربض (جلس علي الأرض) ليقتدي به بقية الفيلة وكان فيها فيل تَشَجَّع فحصب فهربت بقية الفيلة.
🔸وقيل ليس كلهم أصابه العذاب في الساعة الراهنة بل منهم من هلك سريعًا ومنهم من جعل يتساقط عضوًا عضوًا وهم هاربون، وكان أبرهة ممن يتساقط عضوًا عضوًا حتى هلك.
🔹وقيل أنه حدث أن أول ما رؤيت الحَصبة والجُدري بأرض العرب ذلك العام.
🌺والله الأعلي والأعلم.🌺
🌻مختصر قصة أصحاب الفيل🌻 "عند ابن كثير"
🔹كان "يوسف أسار يثار أو يوسف بن شرحبيل" وكان لقبه (ذا نُوَاس) آخر ملوك (حِمْيَر) وكان مشركاً وهو الذي قتل أصحاب الأخدود ولم يفلت منهم إلا (دَوس ذو ثعلبان)
🔸فذهب فاستغاث بقيصر ملك الشام وكان نصرانيًا فكتب إلى (النجاشي) ملك الحبشة لكونه أقرب إليهم
🔹فبعث معه أميرين: (أرياط) و (أبرهة بن الصباح أبا يكسوم) في جيش كثيف فدخلوا اليمن واستولوا على المُلك من (حِمْيَر) وهلك (ذو نواس) غريقا في البحر
🔸واستقل الحبشة بمُلك اليمن وعليهم هذان الأميران (أرياط) و(أبرهة) ، ثم اختلفا فقال أحدهما للآخر إنه لا حاجة بنا إلى اصطدام الجيشين بيننا ولكن أبرز إلي وأبرز إليك فأينا قتل الآخر استقل بعده بالمُلك
🔹فتبارزا فضرب أرياط أبرهة بالسيف فشرم أنفه (ولذا اشتهر بأبرهة الأشرم) وفمه وشق وجهه
🔸فهجم (عَتَوْدَة) وكان عبداً لأبرهة على أرياط فقتله وداوى أبرهة جرحه واستقل بجيش الحبشة باليمن
🔹فكتب إليه (النجاشي) يلومه ويتوعده ويحلف ليطأن بلاده (اي ينزل أو يدوس علي أرضه) ويجزن ناصيته ،
🔸فاستعطفه أبرهة وبعث له بهدايا وتحف وبجراب فيها من تراب اليمن وجز ناصيته فأرسلها ويقول في كتابه: ليطأ (ليدوس) الملك على هذا الجراب فيبر قسمه وهذه ناصيتي قد بعثت بها إليك ،
🔹فلما وصل ذلك إلي النجاشي أعجبه ورضي عنه ، وأرسل أبرهة يقول للنجاشي: إني سأبني لك كنيسة بأرض اليمن لم يُبْنَ قبلها مثلها ،
🔸فبنى كنيسة هائلة (بصنعاء) سمَّتها العرب (القُلَّيس) لارتفاعها لأن الناظر إليها تكاد تسقط قلنسوته (غطاء للرأس) عن رأسه من ارتفاع بنائها ،
🔹وعزم أبرهة الأشرم على أن يصرف حَجّ العرب إليها كما يُحَج إلى الكعبة بمكة ونادى بذلك في مملكته
🔸فكرهت العرب ذلك وغضبت قريش لذلك غضبًا شديدًا حتى قصدها بعضهم وتوصل إلى أن دخلها ليلا فأَحْدَثَ فيها (تبول أو تبرز) ثم رجع فلما رأى السدنة (الخُدام) ذلك رفعوا أمرهم إلى أبرهة
🔹وقالوا له: إنما صنع هذا بعض قريش غضبًا لبيتهم الذي ضاهيت (شابهت) هذا به ، فأقسم أبرهة ليسيرن إلى بيت مكة وليخربنه حجرًا حجرًا.
🔸وقيل أن فتية من قريش دخلوها فأشعلوا فيها نارًا وكان يومًا فيه هواء شديد فأحرقته وسقطت إلى الأرض.
🔹فتأهب أبرهة وصار في جيش كثيف واستصحب معه فيلا كبير الجثة يقال له: (محمود) ويقال كان معه أيضًا ثمانية أفيال وقيل اثنا عشر فيلا وقيل غيره والله أعلم.
🔸يعني ليهدم به الكعبة فلما سمعت العرب بذلك رأوا أن حقًا عليهم الدفاع عن البيت فخرج إليه رجل كان من ملوك أهل اليمن يقال له (ذو نَفْر) فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة فأجابوه وقاتلوا أبرهة فهزمهم وأسر ذو نُفْر
🔹فاستصحبه معه ثم مضى لوجهه حتى إذا كان بأرض خثعم عَرَض له ( نُفَيل بن حَبيب الخَثعمي) في قومه فقاتلوه فهزمهم أبرهة وأسر نُفَيل بن حبيب واستصحبه معه ليدله في بلاد الحجاز
🔸فلما وصل أبرهة إلى المُغَمْس (مكان قريب من مكة) نزل به وأغار جيشه على إبل لأهل مكة وغيرها فأخذوها وكان فيهم مائتا بعير (لعبد المطلب) [جد رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم] ،
🔹وبعث أبرهة (حناطة الحميري) إلى مكة وأمره أن يأتيه بأشرف قريش وأن يخبره أن الملك لم يجئ لقتالكم إلا أن تَصُدوه عن البيت ،
🔸فأخبر حناطة ما قال أبرهة لعبد المطلب بن هاشم
🔹فقال له عبد المطلب: والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة هذا بيت الله الحرام فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه وإن يخلى بينه وبينه فوالله ما عندنا دَفْع عنه.
🔸ثم سار مع حناطة إلي أبرهة ، فلما رآه أبرهة جلس معه على البساط وقال لترجمانه: قل له: حاجتك؟
🔹فقال: إن حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فقال أبرهة: لقد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زَهِدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه؟!
🔸فقال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل وإن للبيت ربا سيمنعه.
🔹قال: ما كان ليمتنع مني! قال: أنت وذاك.
🔸ويقال: إنه ذهب مع عبد المطلب جماعة من أشراف العرب فعرضوا على أبرهة ثلث أموال (تهامة) على أن يرجع عن البيت فأبى ،
🔹ورد أبرهة على عبد المطلب إبله، ورجع عبد المطلب إلى قريش فأمرهم بالخروج من مكة والتحصن في رؤوس الجبال تخوفا عليهم
🔸ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر (جمع من الناس) من قريش يدعون الله ويستنصرونه ثم خرجوا إلى الجبال.
🔹فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وهيأ فيله - محمود - وعبأ جيشه، فلما وجهوا الفيل نحو مكة أقبل (نفيل بن حبيب الخَثعمي) ثم أخذ بأذن الفيل
🔸وقال : أُبرك محمود وارجع راشدا من حيث جئت فإنك في بلد الله الحرام.
🔹ثم ترك أذنه فبَرك الفيل وصعد نفيل بن حبيب الجبل ، فضربوا الفيل ليقوم فأبى فاشتدوا في ضربه فأبى فوجهوه راجعا إلى اليمن فقام يهرول ووجهوه إلى الشام فهرول ووجهوه إلى المشرق فهرول ووجهوه إلى مكة فبرك ،
🔸وأرسل الله عليهم طيرا من البحر مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها ، حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحدًا إلا هلك
🔹وقيل أن محمود (فيل الملك) ربض (جلس علي الأرض) ليقتدي به بقية الفيلة وكان فيها فيل تَشَجَّع فحصب فهربت بقية الفيلة.
🔸وقيل ليس كلهم أصابه العذاب في الساعة الراهنة بل منهم من هلك سريعًا ومنهم من جعل يتساقط عضوًا عضوًا وهم هاربون، وكان أبرهة ممن يتساقط عضوًا عضوًا حتى هلك.
🔹وقيل أنه حدث أن أول ما رؤيت الحَصبة والجُدري بأرض العرب ذلك العام.
🌺والله الأعلي والأعلم.🌺
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق