السبت، 18 نوفمبر 2017

لماذا لا ينصر الله المسلم المستضعف


=====












































لماذا لا ينصر الله المسلم المستضعف ؟=====
لماذا المسلم مستضعف ومهان في أي مكان على وجه الأرض اليوم ؟
الجواب ببساطة في جملة واحدة وبعدها نفصل :
( إن الله ينصر الأتقياء ... فإن ذهبت التقوى ... كان النصر للأقوياء ) .
يحكي الشيخ محمد الغزالي رحمه الله أنه كان في الجزائر وقت الاحتلال الفرنسي لها... كان هناك مجموعة من جنود جيش الاحتلال يتمترسون في مغارة ومعهم أسلحة حديثة وسريعة بمقياس زمانهم .
وكان يحاصرهم من الخارج مجموعة مكونة من12 من حفظة القرآن المتقنين جدا للقرآن وحفظه وتلاوته وعلومه وكان مشهود لهم بالصلاح والتقوى وحسن الخلق وكان معهم شيخهم .
فسأل الحفاظ شيخهم : ماذا سنفعل يا شيخنا ؟
قال الشيخ : سنهجم عليهم بالطبع ونقتلهم !
قال احدهم : كيف نهجم عليهم يا شيخ وليس معنا سلاح ؟! .
قال الشيخ : إنكم بحفظ كلمات الله ستنتصرون عليهم، فليس من الطبيعي أن يهزموا آيات القرآن في جوفكم .
فهجموا جميعا على الحصن فقتلوا جميعا في ثوان معدودة .
وخسرت الأمة 12 معلم من أمهر المعلمين لكتاب الله القرآن الكريم .
والسبب أنهم لو رجعوا لما حفظوه من كتاب الله لوجدوا أمر الله بالأخذ بالأسباب مع الإيمان وحفظ القرآن قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) .
إن الله سبحانه وتعالى حين خلق الكون ووزنه بميزان العدل الرباني في الأخذ بالسنن الكونية لأن الله لن يترك للكافر حجة على الله سبحانه يوم الدين بأن يقول الكافر لله : أنت نصرت المسلم علي رغم أنه كان متكاسل وضعيف ولا يأخذ بالاسباب .
فالله الملك العدل مستحيل أن يجعل الكافر يحتج بهذه الحجج ... لذلك جعل الله الكون بالأسباب : من يتفوق ينتصر ومن يتكاسل يهزم .
وأكبر مثال عندنا هو غزوة أحد التي لم ينتصر فيها المسلمون والسبب لأنهم لم يأخذوا بالاسباب الكونية ليستحقوا النصر وتخلى الرماة عن مواقعهم وخالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالثبات في مواقعهم مهما حدث ؟
ولدينا قصة قنصوة الغوري آخر حكام المماليك في مصر لما عرض عليه بنادق بارود ليحارب بها سليم الأول فرفض ورفض جنوده أن يحاربوا بها وقالوا : إن سيوفنا اشد واسرع فهزموا ببساطة
ولو نظرنا مثلا إلى الصر اع الإسلامي الصهيوني سنجد العجب العجاب!
سنجد الأمة الإسلامية تسأل الله أن يهلك الكفار والصهاينة منذ عشرات السنين .
فكم مرة دعونا الله في رمضان وفي الحج وفي عرفة وفي خطب الجمع وقيام الليل ؟
وكم عدد من دعا الله أن يهلكهم ؟
ألا يوجد في هذه المليارات من المسلمين ولو رجل واحد يستجيب الله منه ويهلك إسرائيل ؟
بلى يوجد الكثير من مستجابي الدعوة لكن لا يوجد من يستحق أن يأخذ هذا النصر من الأمة لأن الأمة في هذه الوضعية الضعيفة إن أعطيت النصر فهذا سيكون ضد سنن الله في الكون وإن أذن الله وهدمت هذه السنة الكونية فسيتبعها هدم سنن أخرى مثل أن يأتيك الطعام دون أن تسعى وتعمل ويأتيك الشفاء دون الذهاب للطبيب ويأتيك النصر دون أن تحارب وتمسك السلاح وتخطط للحرب وتكر وتفر .
ويأتي سؤال مهم : فكيف من قتل أو ظلم وأين حقه من الظالم ؟
أرد بقول النبي صلى الله عليه وسلم
( إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ )
فلا مفر من أن الظالم سوف يحاسب إما في الدنيا أو يوم ينصب الميزان والمظلوم سيعطيه الله حقه حتى إذا دخل الجنة يسأله الله يا عبدي هل رأيت بؤسا قط ؟
فيقول لا يا ربي ... نسي العبد كل شيء من أول لحظة يدخل فيها الجنة
ويؤتى بالظالم فيقال له بعد أن يذوق العذاب : هل رأيت نعيما قط ؟ فيبكي ويولول يوم لا ينفع بكاء ولا ندم .
ولو سألت المظلوم يوم القيامة أتحب ان تعود للدنيا ولا تظلم فسيقول لا .. لا اريد ان أعود للدنيا والسبب هو ما وجده من نعيم ورد مظلمته وأخذ حقه وشفاء قلبه وذهاب غيظه من ظالمه .
ووجب على المسلم أن يتيقن أن شريعة الله ليست دنيا فقط بل اقتضى عدله أن تكون دنيا وآخرة أي أن عدل الله ورد المظالم يشمل الدنيا والآخرة وهو اليوم الذي سوف يعض الظالم على يديه كما قال تعالى :
( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا )
.

ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية