الأحد، 7 فبراير 2016

لماذا الزانية قبل الزاني والسارق قبل السارقة؟




عندما نقرأ القرآن الكريم ، ونجد أن الله قدم بعض المفردات على بعضها ،
 فهذا لم يكن على سبيل الصدفة ، أو لأن نص الآية الكريمة استوجب ذلك ،
 ولكنه إشارة من الله عز وجل إلينا لنتدبر ولنعلم ما يريد أن ينبهنا الله إليه ،
 فعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد الزنا بدأ الآية بالأنثى،

 قال تعالى :

{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ }

 لقد بدأ الله حد الزنا بالأنثى ، وذلك لأنها التي تمكن الرجل من ذلك ،
 ولو امتنعت منه ما استمر في تحرشه بها حتى تقع في مصائده ،
 فالمرأة هي التي تتجاوب معه وتفتنه بملابسها الفاضحة ، ونظراتها ،
 وحركاتها المثيرة .

فالأنثى هي البادئة بالفتنة والإثارة ، ولهذا حمّلها الله المسؤولية الأولى
 في الزنا ، ولكنه ساوى بينهما وبين الذكر في العقوبة .

ولأجل ذلك أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة
 بالعديد الأوامر سدا للذرائع :

أن لا تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيها .


 قال تعالى :

{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }.
أمرهن الله سبحانه وتعالى بالتستر ولبس اللباس الساتر،
 والدال على حشمتهن وهويتهن ، وأنهن مؤمنات عفيفات ،
لا يقبلن المخادنة والمصادقة للرجال ، أو إثارة الفتنة ،


قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ
 يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ
 وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }

فهذا اللباس الساتر يحميهن من مرضى القلوب والتهم الباطلة .
أمر الله المرأة المسلمة ألا تبدي صوت زينتها الخفية ، كالأساور والخلخال ،
 وفي وقتنا الكعب العالي وما يصدر من صوت يلفت الانتباه وغيرها ،
 تجنباً للعديد من المشكلات المترتبة على ذلك .


 فقال تعز من قائل :

{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ }.

كما أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة
بعدم إبداء زينتها للأجانب من الرجال


 فقال تعالى :  

{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
 وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }

أمر الله المرأة المسلمة بغضّ البصر وحفظ الفرج ،


 قال تعالى :

{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }

 و لهذا بدأ الله سبحانه وتعالى في حد الزنا بالأنثى .
وعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد السرقة بدأ بالذَّكر


 فقال تعالى :

{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا
جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ }،

 فالإحصائيات العالمية تظهر ضلوع الرجال في جريمة السرقة ،
 ولأنه في الغالب ، الرجل هو الذي يسعى لكسب لقمة العيش
وتوفيرها لمن يعول ، لذلك بدأ الله سبحانه بالرجل في الحد ،
مع مساواته لهم بالنساء في العقوبة .

هذا دين الله ، وتلك حدود الله ،

 فأين من يخاف الله ويطبق حدوده ؟ 

ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية