عندما نقرأ القرآن الكريم ، ونجد أن الله قدم بعض المفردات على بعضها ،
فهذا لم يكن على سبيل الصدفة ، أو لأن نص الآية الكريمة استوجب ذلك ،
ولكنه إشارة من الله عز وجل إلينا لنتدبر ولنعلم ما يريد أن ينبهنا الله إليه ،
فعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد الزنا بدأ الآية بالأنثى،
قال تعالى :
{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ }
لقد بدأ الله حد الزنا بالأنثى ، وذلك لأنها التي تمكن الرجل من ذلك ،
ولو امتنعت منه ما استمر في تحرشه بها حتى تقع في مصائده ،
فالمرأة هي التي تتجاوب معه وتفتنه بملابسها الفاضحة ، ونظراتها ،
وحركاتها المثيرة .
فالأنثى هي البادئة بالفتنة والإثارة ، ولهذا حمّلها الله المسؤولية الأولى
في الزنا ، ولكنه ساوى بينهما وبين الذكر في العقوبة .
ولأجل ذلك أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة
بالعديد الأوامر سدا للذرائع :
أن لا تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيها .
قال تعالى :
{ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }.
أمرهن الله سبحانه وتعالى بالتستر ولبس اللباس الساتر،
والدال على حشمتهن وهويتهن ، وأنهن مؤمنات عفيفات ،
لا يقبلن المخادنة والمصادقة للرجال ، أو إثارة الفتنة ،
قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }
فهذا اللباس الساتر يحميهن من مرضى القلوب والتهم الباطلة .
أمر الله المرأة المسلمة ألا تبدي صوت زينتها الخفية ، كالأساور والخلخال ،
وفي وقتنا الكعب العالي وما يصدر من صوت يلفت الانتباه وغيرها ،
تجنباً للعديد من المشكلات المترتبة على ذلك .
فقال تعز من قائل :
{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ }.
كما أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة
بعدم إبداء زينتها للأجانب من الرجال
فقال تعالى :
{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }
أمر الله المرأة المسلمة بغضّ البصر وحفظ الفرج ،
قال تعالى :
{ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }
و لهذا بدأ الله سبحانه وتعالى في حد الزنا بالأنثى .
وعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد السرقة بدأ بالذَّكر
فقال تعالى :
{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا
جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ }،
فالإحصائيات العالمية تظهر ضلوع الرجال في جريمة السرقة ،
ولأنه في الغالب ، الرجل هو الذي يسعى لكسب لقمة العيش
وتوفيرها لمن يعول ، لذلك بدأ الله سبحانه بالرجل في الحد ،
مع مساواته لهم بالنساء في العقوبة .
هذا دين الله ، وتلك حدود الله ،
فأين من يخاف الله ويطبق حدوده ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق