الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

كيف دخلت عمارة القبور و الأضرحة (القبة الضريحية ) إلى الإسلام




لم يعرف المسلمون الأوائل أى شئ عن الأولياء إلا أنهم عند ربهم يرزقون و فى جنات مليئة بالنعيم أما إتصالهم بالدنيا و نفعهم للناس أو التقرب إلى الله عن طريقهم أو كما قال المشركون عن أصنامهم فى القرآن أنهم لا يعبدونهم و لكن يتقربون بهم إلى الله زلفى ، و لذلك نرى أن المسلمين الأوائل إلى منتصف القرن الثالث الهجرى لا يعرفون شيئا عن بناء الأضرحة حتى العصر العباسى الثانى ، فأين هى قبور الصحابة إذا كان للأولياء كرامات فكيف هى كرامات الصحابة ، لى صديق ينتمى إلى عائلة شيخ تدعى نسبها إلى الرسول و على هذا أخذوا الولاية ، مع أن الرسول قال لأعز بناته فاطمة إعملى يافاطمة و الله لا أغنى عنك من الله شيئا " و فى أحدى المرات عندما كان يكلمنى عن كرامات جده سألته سؤالا هل جدك افضل أم سيدنا عثمان إبن عفان ؟ فرد على طبعا جدى لأنه حفيد الرسول فقلت له أننى لا أسألك عن أفضلية جدك مع عثمان أحمد عثمان ، للأسف التعامل مع الجهل شئ صعب ، أنا كنت منتظر يقول لى عثمان بن عفان فأسأله و أين قبر عثمان ، ليس قبر عثمان فحسب بل أين قبر الحسن بن على و قبر أبو ذر الغفارى و عبدالله إبن عمر و قبور العشرة المبشرين بالجنة هل كان المسلمون الاوائل يجهلون بركة الأولياء و هناك من الأولياء التى نتقرب بها زلفى إلى الله اليوم من لم ينفع العالم لا بعلم و لا بأى شئ إلا إدعاء نسبه إلى آل البيت فى زمن لم تكن فيه أوراق سفر أو باسبور.... و فى تاريخ بناء الأضرحة وما تعرف بالقبة الضريحية الأتى :



" نص المؤرخون على أن أول خليفة أبرز قبره هو الخليفة محمد المنتصر بن المتوكل العباسى (سنة 248 هـ ) بطلب من أمه الرومية الأصل – و كانت نصرانية - ، ثم بنيت عليه قبة عرفت فيما بعد القبةالصليبية " وأم الخليفة هذه كانت من أدخل عمارة القباب والأضرحة على الخلفاء أولا ثم إتبعها عامة الشعب كعادة تقليد الطبقة الدنيا للطبقة الأرستقراطية ببناء الأضرحة و القبور على من يحبه سواء عن طريق العلم أو التدين أو الشعوذة.
أما الإسلام من موضوع الأضرحة فهو منه براء وضده بالكامل فهناك حديث للرسول عليه الصلاة و السلام " لعن الله قوم إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " فهل الأولياء أهم من الأنبياء؟ ، و فى الإسلام الله يسمع السر و ما أخفى فهل الله الذى تناجيه فى سرك ويسمعك ، يحتاج منك ان تخطف رجلك و تركب سيارتك أو مواصلة تاخدك إلى هذا الضريح أو ذاك لكى يلبى لك طلبك. ؟

قبة الصليبية

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
دخلت عمارة القبور الأضرحة (القبة الضريحية الإسلام



الدكتورة سعاد ماهر تذكر لنا أن أقدم ضريح في الإسلام أقيمت عليه قبة يرجع إلى القرن الثالث الهجري ، وقد عُرف هذا الضريح باسم (قبة الصليبية) ، ويوجد في مدينة سامرّا بالعراق على الضفة الغربية لنهر دجلة إلى الجنوب من قصر العاشق ...، ويقول الطبري : إن أم الخليفة العباسي استأذنت في بناء ضريح منفصل لولدها فأذن لها ؛ إذ كانت العادة قبل ذلك أن يدفن الخليفة في قصره ، فأقامت قبة الصليبية في شهر ربيع الثاني سنة 284هـ ، وقد ضم الضريح إلى جانب المنتصر الخليفة المعتز والمهتدي ، وتعتبر قبة الصليبية أول قبة في الإسلام) .
ولكن الدكتورة سعاد تذكر لنا الأضرحة (ذات القباب) فقط ، ولا ندري هل كانت قبل قبة الصليبية أضرحة أخرى ليست ذات قباب أم لا ؟ على أن الذي يعنينا في هذا المقام هو أن (تقديس القبور والأضرحة) أمر حادث في الإسلام ، وإحداثه لم يرتبط بأهل التقوى والعلم ، بل ارتبط بأصحاب الدعوات الهدامة وأهل السلطان ، وقد أشار القرآن الكريم إلى مثل ذلك في قوله تعالى عن أصحاب الكهف : ﴿ قَالَ الَذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ﴾ [الكهف : 21] فالذين أرادوا اتخاذ مسجد على قبور الفتية هم أهل الغلبة (اهل السلطان والحكم).

ليست هناك تعليقات:

المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية