لم يعرف المسلمون الأوائل أى شئ عن الأولياء إلا أنهم عند ربهم يرزقون و فى جنات مليئة بالنعيم أما إتصالهم بالدنيا و نفعهم للناس أو التقرب إلى الله عن طريقهم أو كما قال المشركون عن أصنامهم فى القرآن أنهم لا يعبدونهم و لكن يتقربون بهم إلى الله زلفى ، و لذلك نرى أن المسلمين الأوائل إلى منتصف القرن الثالث الهجرى لا يعرفون شيئا عن بناء الأضرحة حتى العصر العباسى الثانى ، فأين هى قبور الصحابة إذا كان للأولياء كرامات فكيف هى كرامات الصحابة ، لى صديق ينتمى إلى عائلة شيخ تدعى نسبها إلى الرسول و على هذا أخذوا الولاية ، مع أن الرسول قال لأعز بناته فاطمة إعملى يافاطمة و الله لا أغنى عنك من الله شيئا " و فى أحدى المرات عندما كان يكلمنى عن كرامات جده سألته سؤالا هل جدك افضل أم سيدنا عثمان إبن عفان ؟ فرد على طبعا جدى لأنه حفيد الرسول فقلت له أننى لا أسألك عن أفضلية جدك مع عثمان أحمد عثمان ، للأسف التعامل مع الجهل شئ صعب ، أنا كنت منتظر يقول لى عثمان بن عفان فأسأله و أين قبر عثمان ، ليس قبر عثمان فحسب بل أين قبر الحسن بن على و قبر أبو ذر الغفارى و عبدالله إبن عمر و قبور العشرة المبشرين بالجنة هل كان المسلمون الاوائل يجهلون بركة الأولياء و هناك من الأولياء التى نتقرب بها زلفى إلى الله اليوم من لم ينفع العالم لا بعلم و لا بأى شئ إلا إدعاء نسبه إلى آل البيت فى زمن لم تكن فيه أوراق سفر أو باسبور.... و فى تاريخ بناء الأضرحة وما تعرف بالقبة الضريحية الأتى :
" نص المؤرخون على أن أول خليفة أبرز قبره هو الخليفة محمد المنتصر بن المتوكل العباسى (سنة 248 هـ ) بطلب من أمه الرومية الأصل – و كانت نصرانية - ، ثم بنيت عليه قبة عرفت فيما بعد القبةالصليبية " وأم الخليفة هذه كانت من أدخل عمارة القباب والأضرحة على الخلفاء أولا ثم إتبعها عامة الشعب كعادة تقليد الطبقة الدنيا للطبقة الأرستقراطية ببناء الأضرحة و القبور على من يحبه سواء عن طريق العلم أو التدين أو الشعوذة.
أما الإسلام من موضوع الأضرحة فهو منه براء وضده بالكامل فهناك حديث للرسول عليه الصلاة و السلام " لعن الله قوم إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " فهل الأولياء أهم من الأنبياء؟ ، و فى الإسلام الله يسمع السر و ما أخفى فهل الله الذى تناجيه فى سرك ويسمعك ، يحتاج منك ان تخطف رجلك و تركب سيارتك أو مواصلة تاخدك إلى هذا الضريح أو ذاك لكى يلبى لك طلبك. ؟
أما الإسلام من موضوع الأضرحة فهو منه براء وضده بالكامل فهناك حديث للرسول عليه الصلاة و السلام " لعن الله قوم إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " فهل الأولياء أهم من الأنبياء؟ ، و فى الإسلام الله يسمع السر و ما أخفى فهل الله الذى تناجيه فى سرك ويسمعك ، يحتاج منك ان تخطف رجلك و تركب سيارتك أو مواصلة تاخدك إلى هذا الضريح أو ذاك لكى يلبى لك طلبك. ؟
قبة الصليبية
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
الدكتورة سعاد ماهر تذكر لنا أن أقدم ضريح في الإسلام أقيمت عليه قبة يرجع إلى القرن الثالث الهجري ، وقد عُرف هذا الضريح باسم (قبة الصليبية) ، ويوجد في مدينة سامرّا بالعراق على الضفة الغربية لنهر دجلة إلى الجنوب من قصر العاشق ...، ويقول الطبري : إن أم الخليفة العباسي استأذنت في بناء ضريح منفصل لولدها فأذن لها ؛ إذ كانت العادة قبل ذلك أن يدفن الخليفة في قصره ، فأقامت قبة الصليبية في شهر ربيع الثاني سنة 284هـ ، وقد ضم الضريح إلى جانب المنتصر الخليفة المعتز والمهتدي ، وتعتبر قبة الصليبية أول قبة في الإسلام) .
ولكن الدكتورة سعاد تذكر لنا الأضرحة (ذات القباب) فقط ، ولا ندري هل كانت قبل قبة الصليبية أضرحة أخرى ليست ذات قباب أم لا ؟ على أن الذي يعنينا في هذا المقام هو أن (تقديس القبور والأضرحة) أمر حادث في الإسلام ، وإحداثه لم يرتبط بأهل التقوى والعلم ، بل ارتبط بأصحاب الدعوات الهدامة وأهل السلطان ، وقد أشار القرآن الكريم إلى مثل ذلك في قوله تعالى عن أصحاب الكهف : ﴿ قَالَ الَذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ﴾ [الكهف : 21] فالذين أرادوا اتخاذ مسجد على قبور الفتية هم أهل الغلبة (اهل السلطان والحكم).
ولكن الدكتورة سعاد تذكر لنا الأضرحة (ذات القباب) فقط ، ولا ندري هل كانت قبل قبة الصليبية أضرحة أخرى ليست ذات قباب أم لا ؟ على أن الذي يعنينا في هذا المقام هو أن (تقديس القبور والأضرحة) أمر حادث في الإسلام ، وإحداثه لم يرتبط بأهل التقوى والعلم ، بل ارتبط بأصحاب الدعوات الهدامة وأهل السلطان ، وقد أشار القرآن الكريم إلى مثل ذلك في قوله تعالى عن أصحاب الكهف : ﴿ قَالَ الَذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ﴾ [الكهف : 21] فالذين أرادوا اتخاذ مسجد على قبور الفتية هم أهل الغلبة (اهل السلطان والحكم).