ياسر برهامى
«السلفية منهج وسطى يقوم على مراعاة المصالح والمفاسد والقدرة والعجز.. ويختلف عما يعرف بالسلفية الجهادية التى تنظر إلى رجال الشرطة والجيش على أنهم كفار». تصريحات صادرة عن الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، يفرق فيها بين الدعوة السلفية بعامة وبين «السلفية الجهادية» معلنا أن أمن الدولة نسب إلى التيار السلفى بالباطل بعض الأوصاف والمصطلحات مثل «السلفيات الجهادية والتكفيرية والمدخلية» بهدف تشويه صورة التيار السلفى.
نائب رئيس الدعوة السلفية أوضح فى تصريحات لـ«التحرير» أن السبب وراء عدم تغيير المجموعات «السلفية الجهادية» مسماها، رغم عدم انتمائها إلى السلفية، أنهم وجدوا أن الأفضل أن يرتبطوا بهذه المسميات لسحب أرضية من الشارع السلفى، والحقيقة أننا على خلاف ما يعتقدون، لا نعتبر جنود الشرطة والقوات المسلحة «كفارا» بل نراهم من المسلمين، متابعا: نحن ندعو لحفظ حرمة دمائهم وأعراضهم، لكن هذه المجموعات تختلف عنا فى ذلك الأمر.
برهامى تحدث عن تيارات أخرى، منها «السلفية المدخلية»، التى وصفها بتيار يوجه إلينا الإساءات ويعتبر مبارك أمير المؤمنين وهم ليسوا منا، أما بخصوص السلفية التكفيرية فلم أسمع عنها إلا عام 2004 عندما تم اعتقالى، وكان بعض رجال أمن الدولة يرددون هذا المصطلح الكاذب والغريب عن منهجنا.
وحول السبب وراء إطلاق هذه المصطلحات على بعض المجموعات قال برهامى إن هذه التسميات قديمة اصطنعت من أجل تنفير الناس من السلفية حتى لو عرف الناس أن السلفية تحمل أفكارا تكفيرية لا ينضمون إليها وينظرون إلينا بنفور، أو تدعو إلى العنف مثل السلفية الجهادية ينفرون منها أيضا، ثم كانت السلفية المدخلية التى كانت تستهدف تشويه صورتنا بشكل كامل، فهم كانوا يصفون حسنى مبارك بأمير المؤمنين وولى الأمر، وقد ازداد الأمر نفرة من السلفية، مشيرا إلى أن جميع هذه الأسماء مخالفة للمنهج السلفى، مشددا على أن السلفية التى ينتمون إليها ويعترف بها هى التى تعبر عن منهج أهل السنة والجماعة فى العقيدة والعمل والسلوك والدعوة، وهو منهج وسطى يستعمل الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، يمنع تكفير المسلمين ويرى وجوب الحكم بما أنزل الله ولا يرى التبعية للحكام الطواغيت الذين يحكمون بغير ما أنزل الله.
وأضاف أن السلفية الجهادية هى مجموعة من التنظيمات الجهادية التى اختلفنا معها فى عدة قضايا سابقة، منها استعمال العنف ضد قوات الجيش والشرطة بدون ضوابط شرعية وكذلك أكثرهم يميل إلى تكفير الجيش والشرطة بالعموم.
وحول ذهابه إلى شمال سيناء وجلوسه مع جماعات من السلفية الجهادية رغم هذا الاختلاف، يقول برهامى لـ«التحرير» كان الحوار الذى خاطبتهم به أن المطلوب منع سفك الدماء، والمستفيد فيها ليس قضية العمل الإسلامى برمتها من خلال حوار علمى بالأدلة، وإنما نقاط الاختلاف لا بد أن نحاول التعامل معها بوضع متغير بعد تولى مرسى لرئاسة الجمهورية، وأنه لا معنى للاستمرار فى استعمال العنف لدى قوات الشرطة والجيش.
وحول الأسباب وراء تقبل هذه التنظيمات الدخول فى حوارات مع رموز التيار السلفى ومرجعياته يقول، بالطبع يتقبلون الحديث فى قضايا نحن متفقون عليها مثل قضية تحكيم الشريعة، ولا شك أن الصدام الدموى يضر ليس فقط باتجاهات العنف، بل يضر الدولة والمجتمع والعمل الإسلامى كله.
برهامى أنهى حديثة لـ«التحرير» برسالة قال فيها، إن مصلحة البلاد والعمل الإسلامى مقدمة على المصالح الشخصية والحزبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق